استعدوا للشهر الحرام.. دار الإفتاء المصرية تحسم الجدل وتعلن موعد غرة رجب 2025 فلكيًا في مصر والدول العربية.
يترقب المسلمون في مصر والعالم الإسلامي بشغف معرفة موعد غرة شهر رجب لعام 1447 هجريًا، باعتباره أحد الأشهر الحرم التي تفتح أبواب الطاعة والعبادة، ويمهد الطريق لشهر شعبان ثم رمضان المبارك، ومع اقتراب نهاية جمادى الآخرة، تتعلق القلوب والأنظار بالمراصد الفلكية ودور الإفتاء في انتظار الإعلان الرسمي لبداية هذا الشهر الفضيل الذي يمثل بداية موسم روحاني جديد.
الحسابات الفلكية وتحديد موعد غرة شهر رجب لعام 1447
تستند التوقعات الأولية لتحديد موعد غرة شهر رجب لعام 1447 على الحسابات الدقيقة التي يجريها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، حيث تشير هذه الحسابات إلى أن هلال شهر رجب الجديد سيولد فلكيًا بعد حدوث الاقتران مباشرة، وتحديدًا في تمام الساعة الثالثة عصرًا بتوقيت القاهرة يوم الأربعاء الموافق 31 ديسمبر من عام 2025، ورغم أن ولادة الهلال ستكون قد حدثت بالفعل قبل غروب شمس ذلك اليوم في معظم العواصم العربية والإسلامية، إلا أن رؤيته بالعين المجردة أو حتى بالمناظير الفلكية تُعد شبه مستحيلة بسبب قربه من الأفق وعمره الصغير، مما يجعل الاعتماد على الرؤية الشرعية أمرًا حاسمًا في الإعلان النهائي.
كيف تحدد الرؤية الشرعية موعد غرة شهر رجب لعام 1447؟
تظل الرؤية الشرعية هي المعيار الأساسي الذي تعتمده المؤسسات الدينية الرسمية لتأكيد بدايات الشهور الهجرية، حيث ستقوم دار الإفتاء المصرية، مساء يوم الأربعاء 31 ديسمبر 2025، بعملية استطلاع هلال رجب من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية، فإذا ثبتت رؤية الهلال، يُعلن أن اليوم التالي هو غرة الشهر، أما في حالة تعذر الرؤية، وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا وفقًا للمعطيات الفلكية، فسيتم إعلان يوم الخميس الموافق 1 يناير 2026 متممًا لشهر جمادى الآخرة، وبذلك يصبح الإعلان الرسمي عن موعد غرة شهر رجب لعام 1447 هو يوم الجمعة 2 يناير 2026، وهذا الإجراء يجمع بين دقة العلم الفلكي والالتزام بالضوابط الشرعية.
تتجه الأنظار أيضًا إلى الدول العربية والإسلامية الأخرى مثل المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والأردن والمغرب، التي تقوم هيئاتها الدينية بعمليات تحرٍ مستقلة للهلال، وفي كثير من الأحيان تتوافق النتائج وتتحد الأمة في بداية الصيام والعبادات، ولكن قد يحدث اختلاف في بعض السنوات نتيجة لعوامل جوية تمنع الرؤية في منطقة دون أخرى، أو بسبب تباين المعايير المعتمدة في قبول شهادة الرؤية، لذلك ينتظر المسلمون البيانات الرسمية الصادرة من كل دولة لتحديد بداية الشهر بشكل قاطع، فالتأكد من موعد غرة شهر رجب لعام 1447 ليس مجرد معرفة فلكية بل هو استعداد روحي ونفسي لاستقبال نفحاته.
مكانة رجب الروحية وأهمية تحديد موعد بدايته
يحمل شهر رجب مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، فهو واحد من الأشهر الحرم الأربعة التي عظمها الله وحرم فيها القتال، وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، كما أنه يُعرف بشهر الله الأصب الذي يصب فيه الخير صبًا، ويُعد بوابة الدخول إلى موسمي الطاعة الأكبر، شعبان ورمضان، ولذلك يحرص المسلمون على معرفة موعد غرة شهر رجب لعام 1447 بدقة للبدء في التهيئة الإيمانية والروحية، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان»، وهذا يؤكد أهمية استغلال أيامه في الطاعات.
يستثمر الكثير من الناس هذا الشهر في الإكثار من الأعمال الصالحة، مثل الصيام التطوعي والقيام والصدقات والاستغفار، لأنه يمثل فرصة للتدريب على العبادة وتطهير النفس قبل حلول شهر رمضان المبارك، كما يشهد الاهتمام الشعبي بتحديد موعد غرة شهر رجب لعام 1447 اهتمامًا موازيًا من المؤسسات الدينية، حيث تنشط المساجد في إقامة الدروس والمحاضرات التي تذكر بفضائل الشهر وتحث على اغتنامه، فيما تبدأ الأسر في إعداد أجواء إيمانية خاصة استعدادًا لهذه الفترة المباركة من العام.
يمثل ترقب الإعلان الرسمي لبداية شهر رجب مزيجًا فريدًا بين الدقة العلمية للحسابات الفلكية والتمسك بالنهج الشرعي في رؤية الهلال، مما يعكس حرص الأمة على الالتزام بتعاليم دينها مع الاستفادة من معطيات العصر الحديث، ويبقى هذا الاهتمام السنوي شاهدًا على الحيوية الروحية التي تسري في وجدان المسلمين.