7 حالات طرد.. مشاهد صادمة في ليلة كروية عنيفة بعدما اقتحم الغاز المسيل للدموع الملعب وحوّل المباراة إلى حلبة مصارعة.
تحولت مباراة في الدوري البوليفي إلى حلبة مصارعة حقيقية في مشهد مؤسف جمع بين فريقي بلومينغ وبوليفار، حيث لم تكن مجرد مواجهة رياضية حاسمة على لقب الدوري، بل أصبحت حدثاً صادماً سيطر على عناوين الأخبار الرياضية العالمية بعد أن شهدت اشتباكات عنيفة وتدخلًا أمنيًا واستخدامًا للغاز المسيل للدموع، لتنتهي المباراة بسبع بطاقات حمراء وسط فوضى عارمة.
تفاصيل تحول مباراة الدوري البوليفي إلى حلبة مصارعة عنيفة
بدأت الأحداث في التصاعد قبل ست دقائق فقط من نهاية الشوط الأول، عندما تحولت المنافسة الشريفة إلى فوضى عارمة، فشرارة الأزمة انطلقت من احتكاك عادي بين حارس مرمى فريق بلومينغ، براوليو أورايزانا، وجناح فريق بوليفار الأرجنتيني داميان باتالاني، أثناء محاولتهما الوصول إلى الكرة، لكن ردة فعل الحارس كانت مبالغًا فيها، حيث اندفع بغضب شديد للاحتجاج على منافسه، وهو ما أشعل فتيل الشجار بين اللاعبين، وسرعان ما تطور الموقف من مجرد تدافع بسيط إلى تبادل للكمات والركلات، لتشهد أرضية الملعب حالة من الشجار الجماعي شارك فيه أغلب لاعبي الفريقين، مما استدعى تدخل قوات الشرطة التي وجدت نفسها مضطرة لاستخدام الغاز المسيل للدموع في محاولة يائسة لفض الاشتباك وإعادة السيطرة على الوضع الذي خرج عن السيطرة تمامًا، وهو ما جعل هذه المواجهة مثالًا صارخًا على مباراة تتحول لحلبة مصارعة في الدوري البوليفي بدلاً من كونها حدثًا رياضيًا.
حصيلة مباراة الدوري البوليفي التي تحولت لحلبة مصارعة: 7 بطاقات حمراء
لم تقتصر تداعيات الشجار العنيف على الفوضى التي عمت الملعب، بل امتدت لتشمل قرارات صارمة من حكم المباراة الذي وجد نفسه مضطرًا لإشهار البطاقة الحمراء في وجه عدد كبير من اللاعبين، حيث انتهى الشوط الأول بطرد خمسة لاعبين دفعة واحدة، وهو رقم ضخم يعكس حجم العنف الذي شهدته الدقائق الأخيرة من هذا الشوط، واستمرت الأجواء المشحونة في الشوط الثاني الذي شهد طرد لاعبين آخرين، لترتفع الحصيلة الإجمالية للبطاقات الحمراء إلى سبع بطاقات، وهو ما أثر بشكل كبير على مجريات اللقاء الذي اكتمل بوجود 15 لاعبًا فقط على أرضية الملعب، وتوزعت البطاقات الحمراء كالتالي:
- أربعة لاعبين من فريق بلومينغ.
- ثلاثة لاعبين من فريق بوليفار.
ولم تنته فصول هذه الأحداث المؤسفة عند صافرة النهاية، بل استمرت الأجواء المتوترة لتصل إلى غرف تبديل الملابس التي شهدت هي الأخرى بعض المناوشات، لتؤكد أن هذه المباراة كانت مثالًا واضحًا على مباراة تتحول لحلبة مصارعة في الدوري البوليفي من بدايتها إلى نهايتها، وانتهت المواجهة بفوز فريق بوليفار بهدفين مقابل هدف، حيث سجل الفريق الضيف هدف الفوز القاتل في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع.
هل كانت مباراة الدوري البوليفي التي تحولت لحلبة مصارعة هي الأسوأ تاريخياً؟
على الرغم من الأحداث الصادمة التي شهدتها مواجهة بلومينغ وبوليفار، والتي جعلتها واحدة من أكثر مباريات دوري الدرجة الأولى في أمريكا الجنوبية عنفًا من حيث عدد البطاقات الحمراء، إلا أنها لم تكن الأسوأ في تاريخ كرة القدم البوليفية، فقد أشارت تقارير الصحافة المحلية إلى أن الرقم القياسي لعدد البطاقات الحمراء في مباراة واحدة لا يزال مسجلًا باسم مواجهة أخرى وقعت في عام 1999، ومن المفارقات أن فريق بلومينغ كان طرفًا فيها أيضًا، حيث شهدت تلك المباراة التاريخية إشهار 8 بطاقات حمراء خلال فوزه على فريق ذا سترونغست بهدفين دون رد، وهو ما يوضح أن مباراة الدوري البوليفي التي تحولت لحلبة مصارعة مؤخرًا ليست حادثة فريدة من نوعها، بل هي جزء من تاريخ طويل من المواجهات المشحونة في هذا الدوري، مما يطرح تساؤلات جدية حول الحاجة لإجراءات أكثر صرامة للحد من العنف في الملاعب.
هذه الواقعة تسلط الضوء مجددًا على الجانب المظلم من التنافس الرياضي عندما يتجاوز حدوده، ليتحول الشغف إلى عنف، والمنافسة إلى عداوة، وتصبح الرياضة مجرد ساحة لتفريغ الشحنات السلبية بدلاً من كونها أداة للتقارب بين الشعوب.