هل تنتظر فقاعة؟.. أسعار الذهب قد تتراجع 200 دولار وسط تقلبات غير مسبوقة
تشهد محلات الذهب في مصر والعالم إقبالًا غير مسبوق، وسط ارتفاع متتابع لأسعار المعدن النفيس الذي تخطى كل التوقعات، مما دفع العديد للتساؤل عن احتمالية حدوث فقاعة سعرية للذهب، خاصة مع التاريخ الذي يؤكد أن ارتفاعات الأسعار السريعة غالبًا ما تسبق موجات هبوط حادة، كما حدث مرتين في العقد الماضي حين فقد الذهب نحو نصف مكاسبه.
العوامل التي تدفع أسعار الذهب في مصر والعالم للصعود المستمر
يرى محمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة “سبائك”، أن الوضع الحالي في سوق الذهب يختلف جذريًا عن فترات الارتفاع السابقة مثل الثمانينيات، عندما تضاعف سعر الذهب من 200 إلى 800 دولار ثم انخفض أكثر من 50%، أو الطفرات التي استغرقت سنوات للتعافي. يشير صلاح إلى أن الارتفاع الحالي مدعوم بعوامل قوية وثابتة، أبرزها شراء البنوك المركزية للمعدن بكميات كبيرة، مما يخلق قوة دفع للسوق، إلى جانب تدفقات مالية قياسية لصناديق الـ ETF على مدار عشرة أشهر متتالية، وهو رقم تاريخي لم يُسجل منذ جائحة كورونا.
تأثير قرارات الفيدرالي والتوترات العالمية على حركة أسعار الذهب
يربط صلاح صعود الذهب بتوقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى ضعف بعض المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة، ما يعزز من مكانة الذهب كملاذ آمن خلال فترات عدم اليقين. إلى جانب ذلك، تلعب التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، وملف الرسوم الجمركية المتبادل دورًا رئيسيًا في زيادة الطلب على المعدن النفيس، مما يجعل المستثمرين يتجهون نحو الذهب كحماية من المخاطر الاقتصادية والسياسية.
توقعات حركة أسعار الذهب في مصر والعالم قبل نهاية العام والأسواق المحتملة
رغم كل العوامل الداعمة، لا يستبعد صلاح حدوث عمليات جني أرباح محدودة، مشيرًا إلى أن التراجع الأخير قرب 100 دولار في جلسة واحدة جاء طبيعيًا بعد صعود تجاوز 600 دولار في أقل من شهر دون حدوث تصحيحات كبيرة. يتوقع أن تكون أي هبوط مؤقت بين 150 إلى 200 دولار ممكنًا، خصوصًا في حال تحسنت العلاقات السياسية أو انتهت أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي. مع ذلك، يرى صلاح أن الاتجاه العام للمعدن سيظل صاعدًا على المدى المتوسط، مع احتمالية وصول سعر الأونصة إلى حوالي 4500 دولار قبل نهاية العام، وهو رقم معقول في ظل الظروف الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة، في حين يستبعد وصول الذهب إلى 5000 دولار خلال الفترة نفسها، مؤكدًا أن ما يحدث لا يمثل فقاعة سعرية بل نتاج تقلبات حقيقية تدعم سعر الذهب أكثر من أي وقت مضى.