ليس مجرد فيلم.. رسالة للعالم .. الوثائقي الإماراتي «ويبقى الأمل» يعيد تعريف التضامن بين الشعوب في مهرجان الجونة السينمائي.

يُسلط الفيلم الوثائقي الإماراتي ويبقى الأمل الضوء على المشهد الإنساني العميق في قطاع غزة على مدار العامين الماضيين، حيث استضاف مهرجان الجونة السينمائي عرضه الخاص في قاعة “سيني جونة سيتا” ليكشف عن قصص واقعية تجسد معاناة السكان وجهود دولة الإمارات الدؤوبة للتخفيف منها، وهو عمل من إنتاج مجلس الشؤون الإنسانية الدولية الإماراتي الذي يتبنى شعار “الإنسان أولاً” في جميع مبادراته.

دور الإمارات الرائد في دعم غزة كما يرويه الفيلم الوثائقي الإماراتي ويبقى الأمل

أكد الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن دولة الإمارات تصدرت قائمة الدول المانحة في أزمة غزة، إذ قدمت ما يزيد عن 43% من إجمالي المساعدات الإنسانية العالمية الموجهة للقطاع، وقد عبر عن فخره الكبير بهذا الدور الذي تم بالتعاون الوثيق مع المسؤولين في جمهورية مصر العربية، مشيدًا بالتقدير والاعتزاز المتبادل بين البلدين؛ ورغم تأثره الشديد بالمشاهد المؤلمة التي عرضها الفيلم، إلا أنه شعر بالفخر لانتمائه لدولة يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يتابع أدق التفاصيل بنفسه لضمان وصول الدعم لمستحقيه، وهو ما يعكس تفاني جميع المسؤولين والمتطوعين في تحقيق نتائج إنسانية مشرفة.

قصص إنسانية مؤثرة يعرضها الفيلم الوثائقي الإماراتي ويبقى الأمل

استعرض الدكتور المزروعي قصة الطفلة شام التي بقيت تحت أنقاض زلزال تركيا وسوريا لما يقارب 18 ساعة، حيث تحولت قصتها إلى قضية عالمية تابعتها وسائل الإعلام؛ فبعد إنقاذها، جاءت توجيهات من الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” بإرسال فريق طبي لإجلائها وعائلتها إلى الإمارات لتلقي العلاج، وعلى الرغم من بتر ساقيها وساقي شقيقها، إلا أنها أظهرت طاقة إيجابية مذهلة خلال فترة علاجها التي استمرت عامين كاملين، لتغادر البلاد بعد تعافيها وتركيب أطراف صناعية لها، وهي قصة لا تزال محفورة في وجدانه؛ وفي سياق آخر، روى قصة ترميم كنيسة المهد في بيت لحم عام 2002 بأمر من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعد تعرضها للقصف، ليرسل رسالة تسامح وتعايش إلى العالم، ويؤكد أن العمل الإنساني يمد الجسور بين البشر ويزيل الفوارق الدينية والعرقية، وهو المبدأ الذي تلتزم به دولة الإمارات في مساعداتها.

كيف يعكس الفيلم الوثائقي الإماراتي ويبقى الأمل التعاون العربي ورسالة الفن؟

أوضح السفير حمد عبيد الزعابي، سفير دولة الإمارات لدى مصر، أن العلاقات بين البلدين تمثل نموذجًا فريدًا للتعاون الثنائي، وهو ما تجلى بوضوح في الجهود المشتركة لإيصال المساعدات إلى غزة عبر مدينة العريش، مؤكدًا أن هذا التنسيق المستمر حقق إنجازات ملموسة لدعم الشعب الفلسطيني؛ من جانبه، توجه الفنان حسين فهمي بالشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشيدًا بإنتاج هذا العمل السينمائي المؤثر وبجهود الإمارات في دعم فلسطين؛ فيما أكدت الفنانة يسرا أن السينما قادرة على إيقاظ المشاعر وتغيير الإنسان، حيث بكت هي والفنان حسين فهمي أثناء مشاهدة الفيلم الذي يوثق معاناة لا يمكن تصديقها وصبرًا لا مثيل له من الشعب الفلسطيني، وهو ما يبرز أهمية إنتاج المزيد من الأفلام التي تحرك الضمير الإنساني.

يقدم الفيلم لقطات ومشاهد حصرية من داخل غزة، تعكس واقع الأطفال والنساء وكبار السن في أوقات الحرب وما تبعها من جهود إغاثية ورعاية للمتضررين في مدينة الإمارات الإنسانية، ويؤكد هذا العرض الذي شهده حشد من نجوم الفن والإعلام على التوجه الإنساني لمهرجان الجونة هذا العام وقدرة الفن على تسليط الضوء على قصص الأمل.

صحفي يغطي مجالات الرياضة والثقافة، معروف بمتابعته الدقيقة للأحداث الرياضية وتحليلاته المتعمقة، بالإضافة إلى اهتمامه بالجانب الإنساني في القصص الثقافية والفنية.