«فشل كبير والصورة اتقلبت».. ميدو يقارن بين كرة القدم في مصر والمغرب ويرصد أسباب التفوق المغربي والتحديات المصرية

كرة القدم في مصر ترى مقارنة جذرية مع المغرب، خاصة بعد تحقيق المنتخب المغربي للشباب ذهبية كأس العالم على حساب الأرجنتين، ما يجعل الحديث عن مشروع الكرة المغربية وطريق نجاحه ضرورة يجب الوقوف عندها. هذه اللحظة تعكس واقعًا جديدًا وتطرح تساؤلات عن مستقبل كرة القدم في مصر.

مشروع الكرة المغربية وتأثيره على تطور كرة القدم في المنطقة

تُظهر نتائج المنتخب المغربي أن المشروع الرياضي في المغرب يخضع لتخطيط طويل الأمد، حيث يتم استثمار الأموال بطريقة مدروسة لتحقيق نتائج بارزة، وهو ما يجعل كرة القدم في المغرب نموذجًا يُحتذى به. تعتمد الأكاديمية المغربية على تطوير المواهب بشكل دائم، وتوفير بيئة متكاملة للنمو، الأمر الذي ساعد على ظهور نجوم متميزين أضحوا حاملين راية الكرة الوطنية على المستويين القاري والعالمي.

الفرق بين كرة القدم في مصر والمغرب ومستقبل الناشئين

بالرغم من وجود مواهب كروية في مصر، إلا أن صعود منتخب الناشئين المصري إلى كأس العالم لا يُعد إنجازًا حقيقيًا، خاصة مع خروج الفريق من الدور الأول. يظل غياب الاحتراف وتدريب المواهب بشكل متخصص من أبرز نقاط الضعف في منظومة الكرة المصرية، حيث نلاحظ افتقارًا للدعم الكافي فيما يتعلق بتأهيل اللاعبين الشباب لمرحلة اللعب في الدوريات الكبرى. هذه النقطة تنعكس سلبًا على جودة اللاعبين وخبرتهم مقارنة بالمغرب، الذي تمكن من تجاوز هذه العقبات بنجاح.

تطور كرة القدم المغربية وتراجع مصر: أسباب وتحليل

قبل خمسة عشر عامًا، كانت مصر تتفوق بوضوح على المغرب من حيث جودة الأداء والنتائج، لكن المشهد تغير كليًا اليوم. الكرة المغربية استطاعت استثمار مواردها بشكل أكثر فاعلية، ما أدى إلى تحسين البنية التحتية وتوفير فرص أفضل للاعبيها. على النقيض، تكمن المشكلة في مصر في نقص التخطيط الاستراتيجي وضعف الاستفادة من الإمكانيات المتاحة. ويُعتبر هذا التحول انعكاسًا لفشل في بناء منظومة رياضية متكاملة تعتمد على تنمية المواهب والاحتراف منذ الصغر.

العنصر المغرب مصر
تنمية المواهب أكاديمية متطورة ومدعومة محدودة وغير منظمة
توزيع الأموال منظم وفعال غير واضح ولا يحقق نتائج
احتراف اللاعبين الشباب نسبة مرتفعة ودعم واضح ضعيف وغياب فرص الاحتراف
نتائج المنتخبات إنجازات قارية وعالمية مستوى متراجع وخروج مبكر

باحترافية وتميز مستمر، أثبتت الكرة المغربية أنها قادرة على تخطي العراقيل وتحقيق قفزات نوعية، بينما تعاني كرة القدم المصرية من ضعف كبير في العناصر الأساسية لتطوير اللاعبين وصنع الإنجازات. تبقى الحاجة ملحة لترسيخ مفهوم المشروع الرياضي بعيدًا عن التسرع والاعتماد على المواهب دون استراتيجيات واضحة، فهذا هو السبيل الوحيد لاستعادة مصر مكانتها بين كبرى دول كرة القدم.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.