نصف قرن من الصداقة.. لأول مرة تكشف إلهام شاهين تفاصيل مؤثرة عن علاقتها بيسرا وذكريات لا تُنسى جمعتهما.

تتجاوز ذكريات إلهام شاهين مع يسرا حدود الزمالة الفنية لتصل إلى نصف قرن من الصداقة المتينة التي لا تتأثر بمرور الزمن، حيث استعادت شاهين في ندوة مؤثرة بمهرجان الجونة السينمائي بعضًا من هذه اللحظات، مؤكدة أن المحبة التي تجمعها بيسرا حقيقية وصادقة، مجيبة بشكل مازح على تساؤلات الجمهور المستمرة حول عمق هذه العلاقة الاستثنائية.

وأشارت إلهام إلى أن جيلها الفني، الذي يضم إلى جانبها يسرا وليلى علوي وهالة صدقي، يتميز بعلاقات إنسانية دافئة ومترابطة تتجاوز مواقع التصوير، فهم يتواصلون يوميًا ويسافرون معًا ويشاركون بعضهم البعض تفاصيل حياتهم، فالحياة بينهم مليئة بالجدعنة والصدق والمحبة الحقيقية التي لا تزيفها الأضواء، كما أكدت أن أجمل أوقاتها هي التي تقضيها مع صديقاتها بعيدًا عن الرسميات، حيث تجد الراحة في التخلي عن مساحيق التجميل والملابس الرسمية، ليتبادلن الطعام والمزاح و يسترجعن أيام الماضي الجميلة، وهو ما يمثل لها أروع إحساس في العالم.

أعمق من الزمالة: تفاصيل علاقة وذكريات إلهام شاهين مع يسرا

أوضحت شاهين أن الصورة البراقة التي يراها الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي لا تعكس دائمًا حقيقة ما يمر به الفنان خلف الكواليس، فالناس تشاهدهم وهم يضحكون ويرقصون، لكنهم لا يعرفون حجم التعب والمعاناة التي قد يخفونها، فالفنان قد يكون مريضًا أو حزينًا أو يمر بأزمة فقدان شخص عزيز، ورغم كل ذلك يضطر للنزول إلى عمله التزامًا بعقوده ومسؤولياته المهنية، وهذه التحديات المشتركة تجعل من ذكريات إلهام شاهين مع يسرا وبقية جيلها أكثر عمقًا وترابطًا.

واستعرضت إلهام شاهين بعض المخاطر الجسدية التي واجهتها خلال مسيرتها المهنية لتؤكد على صعوبة المهنة، حيث تعرضت لحادث حريق امتد لشعرها، كما سقطت من فوق حصان أثناء التصوير، وهو ما تسبب في خضوعها للعلاج لمدة عام كامل، بالإضافة إلى تعرضها لخطر الغرق أثناء تصويرها لفيلم “سجينتان”، وكل هذه المواقف الصعبة تشكل جزءًا لا يتجزأ من رحلتها الفنية المليئة بالتضحيات.

مواقف لا تُنسى: كواليس خطرة جمعت إلهام شاهين ويسرا

من بين المواقف التي لا يمكن أن تُمحى من الذاكرة، استعادت شاهين أول تجربة سينمائية جمعتها بيسرا في فيلم “بستان الدم”، حيث كانت وقتها لا تزال طالبة في السنة الثانية بمعهد الفنون المسرحية، وتضمن الفيلم مشهدًا دراميًا قاسيًا كان على يسرا فيه أن تذبحها وتدفنها، وكان المخرج أشرف فهمي مصرًا على تنفيذ المشهد بواقعية شديدة، مما وضعها بالفعل تحت التراب أثناء التصوير، وهذا الموقف الصعب هو من أبرز ذكريات إلهام شاهين مع يسرا.

وأضافت وهي تضحك أن يسرا كانت منهارة قبل تصوير المشهد، وظلت تبكي خوفًا عليها قائلة “أنا خايفة عليكِ”، وبعد انتهاء التصوير احتضنتها بقوة وأخبرتها بمدى حبها لها، وهذا الموقف يؤكد أن ما يجمعهما ليس مجرد تمثيل أمام الكاميرات أو دعاية زائفة، بل هو حب صادق وعلاقة إنسانية متجذرة، مما يضيف بعدًا خاصًا لكل ذكريات إلهام شاهين مع يسرا التي تشاركانها معًا.

وشهدت ندوة “50 سنة يسرا” حضورًا لافتًا من كبار النجوم الذين جاؤوا للاحتفاء بها، ومن بينهم:

  • ليلى علوي
  • هالة صدقي
  • هاني رمزي وزوجته
  • يسرا اللوزي
  • المخرج هاني خليفة
  • شيماء سيف
  • أشرف عبد الباقي وزوجته
  • أحمد مالك
  • شيري عادل

وقد استقبل الحضور يسرا بتصفيق حار، وبادلتها ليلى علوي وإلهام شاهين التحية بعاطفة جياشة، بينما لفت الفنان الشاب أحمد مالك الأنظار عندما قبّل يديها تقديرًا واحترامًا لمسيرتها الفنية الطويلة.

مسيرة يسرا الفنية: ثنائية أيقونية وذكريات إلهام شاهين مع يسرا

تعتبر يسرا إحدى أهم نجمات السينما المصرية وأكثرهن تأثيرًا في تاريخها المعاصر، فقد انطلقت في عالم الفن بعد إنهاء دراستها الثانوية عام 1973، حين اكتشفها مدير التصوير عبدالحليم نصر، لتكون بدايتها بأفلام مثل “ألف بوسة وبوسة” و”قصر في الهواء”، ومنذ ذلك الحين أثبتت قدرتها الفائقة على التنقل بين الأدوار المختلفة، وعلى مدار مسيرتها قدمت أكثر من 80 فيلمًا تنوعت بين الكوميديا والدراما والرومانسية، وهو ما منحها مكانة فريدة لدى الجمهور والنقاد، وبلغت شهرتها أوجها في أواخر الثمانينيات والتسعينيات، لتصبح أيقونة للسينما المصرية.

ومن أبرز علامات مسيرتها الفنية هو تعاونها المثمر مع الفنان عادل إمام، حيث شكّلا معًا ثنائيًا استثنائيًا ترك بصمة خالدة في تاريخ السينما المصرية، وقدما معًا ما يقرب من 15 فيلمًا إلى جانب أعمال درامية ومسرحية، بدأت رحلتهما المشتركة بفيلم “شباب يرقص فوق النار” عام 1978، وتوالت بعدها النجاحات التي أثرت السينما العربية بأعمال لا تُنسى مثل:

  • الإنسان يعيش مرة واحدة
  • على باب الوزير
  • الأفوكاتو
  • الأنس والجن
  • كركون في الشارع
  • الإرهاب والكباب
  • طيور الظلام
  • عمارة يعقوبيان

هذه المسيرة الحافلة، إلى جانب علاقاتها الإنسانية الصادقة، تجعل من تكريمها محطة مستحقة للاحتفاء والفخر، حيث تعتبر ذكريات إلهام شاهين مع يسرا شاهدًا على هذه الرحلة.

كانت الأجواء في الندوة مليئة بالتقدير والبهجة، وعكست مدى الحب الذي تحظى به يسرا في الوسط الفني، وهو تقدير نابع من مسيرة فنية غنية وعلاقات إنسانية عميقة استمرت لعقود.

صحفي يغطي مجالات الرياضة والثقافة، معروف بمتابعته الدقيقة للأحداث الرياضية وتحليلاته المتعمقة، بالإضافة إلى اهتمامه بالجانب الإنساني في القصص الثقافية والفنية.