نحو الريادة .. مصر تستهدف التحول إلى مركز إقليمي رائد لصناعة التأمين في أفريقيا ويبني مستقبلها الاقتصادي

مصر تطمح إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا لصناعة التأمين في أفريقيا عبر استراتيجيات متقدمة تدعم الاستثمار طويل الأجل وتدعم نمو القطاع لصالح الأجيال القادمة، من خلال تعزيز مكانتها على خارطة التأمين العالمية وتنظيم فعاليات إقليمية مهمة.

تعزيز دور مصر كمركز إقليمي لصناعة التأمين في أفريقيا

أبرزت النشرة الأسبوعية لاتحاد شركات التأمين حرص مصر على تحويل بلدها إلى مركز إقليمي لصناعة التأمين في أفريقيا، من خلال استضافة فعاليات رفيعة المستوى مثل «الملتقى الثامن والعشرين لإعادة التأمين لمنظمة التأمين الأفريقية» الذي أقيم في أكتوبر 2024. ركز الملتقى على أهمية التنسيق بين أسواق إعادة التأمين الأفريقية لضمان مستقبل مستدام، حيث تم بحث سبل تعزيز العمل التنظيمي في مختلف الدول الأفريقية لا سيما تحت مظلة اتفاقية التجارة الحرة القارية (AfCFTA). تتطلع مصر إلى ترأس منظمة التأمين الأفريقية عام 2026، ما يفتح آفاقًا لتعزيز الشراكات الإقليمية وتوسيع التعاون في قطاع التأمين عبر تنفيذ خطة تطوير شاملة تشمل تأسيس مختبر للابتكار في التأمين وبرامج تدريبية موسعة للعاملين في القطاع على مستوى مصر والقارة.

فرص التكامل الإفريقي لتعزيز صناعة التأمين في مصر وأفريقيا

تمثل اتفاقية التجارة الحرة القارية (AfCFTA) دعامة استراتيجية لتعزيز صادرات الخدمات المالية والتأمينية المصرية إلى دول القارة، مع توسع حركة التجارة البينية؛ مما يدعم تطوير منتجات مثل تأمين الائتمان التجاري والتأمين ضد المخاطر السياسية. تتيح هذه الخطوة دعم شركات التصدير المصرية وتحفيز البنوك على تمويل الصادرات بثقة أكبر، وبذلك تعزز مصر موقعها كمركز مالي وتجاري رائد إقليميًا. بالإضافة إلى ذلك، يكتسب التأمين الزراعي والبارامتري أهمية متزايدة في أفريقيا نتيجة لتزايد التقلبات المناخية، وتمتلك مصر خبرة في إدارة الموارد المائية والبيانات المناخية تمكنها من طرح نماذج تأمينية بارامترية محلية بالتعاون مع شركاء دوليين، مع خطط لتوسيع هذه التجربة في مختلف الدول الأفريقية.

التوسع في التأمين متناهي الصغر والبنية التحتية المستدامة في مصر

يشكل التأمين متناهي الصغر خيارًا ضروريًا للتعامل مع الأعداد الكبيرة من العاملين في الاقتصاد غير الرسمي في أفريقيا، إذ يساهم في رفع معدلات الشمول المالي وتحسين الاستقرار الاجتماعي، وقد طورت مصر إطارًا تنظيميًا مرنًا لهذه المنتجات لتصدير الخبرة إلى الدول الأخرى. كما يبرز دور مصر في تطوير التأمين الأخضر من خلال مشاريع الطاقة المتجددة والنقل الذكي، والتي تجذب شركات التأمين كمستثمرين طويل الأجل من خلال أدوات تمويل مبتكرة مثل السندات الخضراء وسندات الكوارث. يدعم التعاون الإقليمي برامج بناء القدرات والتدريب المهني، حيث تتمتع مصر بمركز قوي باعتبارها نقلة تعليمية في علوم إدارة المخاطر والعلوم الاكتوارية. كذلك يدفع التحول الرقمي المتقدم في السوق المصرية إلى تحسين إدارة المطالبات والتسعير من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتمكين مشاركة البيانات عبر منصات مثل المستودع الإفريقي لبيانات التأمين والكوارث (AIDR)، الأمر الذي يدعم نماذج المخاطر الإقليمية ويعزز مكانة مصر كمركز للمعرفة الفنية في أفريقيا.