رغم عبقريته.. الإعلام الهولندي يفتح النار على أنيس حاج موسى ويفجر مفاجأة مدوية بشأن مستقبله
تثير انتقادات أنيس حاج موسى في هولندا جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية، فعلى الرغم من تقديمه أداءً لافتاً ومساهمته المباشرة في ثلاثة أهداف خلال الانتصار الكاسح لفريقه فينورد، وجد النجم الجزائري نفسه في مواجهة موجة من التقييمات السلبية التي ركزت على نزعته الفردية، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول مدى انسجامه مع فلسفة اللعب الجماعي التي تفرضها الأندية الكبرى.
لم يكن تألق اللاعب الجزائري الشاب كافياً لإقناع الجميع في هولندا، حيث تحولت مساهماته التهديفية الحاسمة إلى مادة دسمة للتحليل والنقد، فبعد أن قاد فريقه فينورد لتحقيق فوز تاريخي على هيراكليس بنتيجة سبعة أهداف نظيفة، وهي المباراة التي سجل فيها هدفاً رائعاً وقدم تمريرتين حاسمتين، وجد نفسه محاطاً بأسهم النقد من الإعلام الهولندي الذي لم يتردد في تسليط الضوء على الجانب المظلم من أدائه، وهو ما يعكس بشكل كبير نفس وجهة نظر مدرب المنتخب الجزائري، فلاديمير بيتكوفيتش، الذي سبق وأن وصف اللاعب بـ “الأناني”، مما يشير إلى أن هذه السمة ليست مجرد ملاحظة عابرة بل باتت سمة تلاحقه على الصعيدين الدولي والمحلي.
لماذا تتصاعد انتقادات أنيس حاج موسى في هولندا رغم بصمته التهديفية؟
يبدو أن جذور انتقادات أنيس حاج موسى في هولندا أعمق من مجرد تحليل أداء في مباراة واحدة، إذ يرى المحللون أن المشكلة تكمن في عقلية اللاعب وأسلوب اتخاذه للقرارات داخل الملعب، فإذاعة “رينموند” الهولندية، المعروفة بتغطيتها الدقيقة لأخبار نادي فينورد، قادت الحملة النقدية عبر معلقيها دينيس فان إيرسل ودينييس كرانينبورغ، اللذين اتفقا على أن مساهمة اللاعب في ثلاثة أهداف لا تعكس الصورة الكاملة لأدائه، بل تخفي وراءها العديد من القرارات الفردية التي أضرت بالمنظومة الجماعية للفريق، وقد أكد فان إيرسل أن حاج موسى كان بإمكانه بسهولة إضافة تمريرة حاسمة أخرى على الأقل لرصيده لو أنه فضل الخيار الجماعي.
اللافت في الأمر هو أن هذه الملاحظات لا تأتي من فراغ، بل تستند إلى لقطات محددة من المباراة أظهرت اللاعب وهو يتجاهل زملاءه في وضعيات أفضل، وهذا بالضبط ما يجعل انتقادات أنيس حاج موسى في هولندا تأخذ طابعاً أكثر جدية، فهي لم تعد مجرد آراء انطباعية بل تحولت إلى تحليل فني مدعوم بأدلة من أرض الملعب، مما يضع اللاعب تحت ضغط كبير لإثبات قدرته على التطور واللعب بروح الفريق الواحد، وهو المطلب الأساسي للنجاح في المستويات العليا لكرة القدم الأوروبية الحديثة التي لا تعترف إلا بالمنظومة المتكاملة.
تفاصيل الاتهامات بالأنانية التي تلاحق حاج موسى في فينورد
تتركز انتقادات أنيس حاج موسى في هولندا حول نقطة محورية وهي تفضيله الحل الفردي على مصلحة الفريق، وقد جسد المعلق دينييس كرانينبورغ هذه الفكرة بدقة حينما أشار إلى لقطة بعينها خلال المباراة، حيث كان المهاجم الشاب ليو ساور يقف وحيداً تماماً في وضعية مثالية للتسجيل، لكن حاج موسى تجاهله تماماً وفضل الاحتفاظ بالكرة ومحاولة المراوغة بنفسه، وهو قرار أثار استياء المحللين الذين اعتبروه دليلاً قاطعاً على أنانية اللاعب، ففي مباراة كانت نتيجتها محسومة لصالح فينورد، لم يكن هناك أي مبرر لمثل هذا التصرف الفردي.
هذه العقلية التي وصفها المعلق بأنها “عادة” لدى اللاعب، تشكل جوهر المشكلة التي يواجهها حالياً، فالأمر لا يتعلق بلقطة عابرة، بل بنمط متكرر يثير قلق الجهاز الفني والمتابعين، فاللعب في نادٍ بحجم فينورد يتطلب نضجاً تكتيكياً وقدرة على خدمة المجموعة، وهذه الانتقادات الموجهة إليه يمكن تلخيصها في عدة نقاط رئيسية:
- تجاهل الفرص السانحة لزملائه في الفريق.
- الاحتفاظ بالكرة بشكل مفرط في مواقف تتطلب التمرير.
- إعطاء الأولوية للإحصائيات الشخصية على حساب النتيجة الجماعية.
هذه النقاط تسلط الضوء على التحدي الكبير الذي يواجهه اللاعب، والذي يتجاوز مجرد تسجيل الأهداف إلى ضرورة إثبات نضجه الكروي والتزامه بفلسفة ناديه.
هل تضع هذه الانتقادات مستقبل أنيس حاج موسى مع فينورد على المحك؟
إن العبارة القوية التي ختم بها المعلقون حديثهم، “يجب على أنيس حاج موسى أن يعي بأنه يلعب لفينورد روتردام، لا لفريق اسمه حاج موسى”، تلخص حجم المأزق الذي يجد اللاعب نفسه فيه، فاستمرار انتقادات أنيس حاج موسى في هولندا بهذا الشكل قد يؤثر سلباً على مسيرته مع النادي الهولندي الكبير، فالأندية الأوروبية الكبرى لا تبحث فقط عن الموهبة الفردية، بل تقدر بشكل أكبر اللاعب القادر على الاندماج في منظومة جماعية متكاملة، وهذا التقييم الصارم يضعه أمام اختبار حقيقي لإثبات أنه ليس مجرد لاعب مهاري، بل لاعب فريق يستطيع توظيف موهبته لخدمة زملائه.
مستقبل اللاعب مع فينورد مرهون بقدرته على استيعاب هذه الرسائل وتغيير طريقة تفكيره داخل الملعب، فالجهاز الفني بقيادة المدرب آرني سلوت يراقب بالتأكيد هذه التفاصيل الدقيقة، وقد تكون هذه الانتقادات بمثابة إنذار أخير للاعب الجزائري لتعديل سلوكه الكروي، وإلا فإنه يخاطر بفقدان ثقة مدربه وزملائه، وبالتالي قد يجد نفسه على دكة البدلاء أو حتى خارج حسابات النادي في المستقبل القريب، فالموهبة وحدها لا تكفي أبداً لضمان النجاح في عالم كرة القدم الاحترافية.
في نهاية المطاف، يقف أنيس حاج موسى عند مفترق طرق حاسم، حيث تتصارع موهبته الفذة التي لا يمكن إنكارها مع الاتهامات المستمرة بالأنانية التي تهدد بتعطيل مسيرته الواعدة، وقدرته على تحقيق التوازن بين الإبداع الفردي والالتزام الجماعي هي التي ستحدد مساره المستقبلي في الملاعب الأوروبية.