رابيدو.. رائدة خدمات التوصيل في الهند تُحدث ثورة عبر منهجيات العمل التلقائية الذكية

رابيدو: قصة نجاح رائدة في خدمات التوصيل بالدراجات النارية في الهند

تُعد فكرة تحويل الدراجات النارية إلى وسيلة نقل رئيسية في المدن المزدحمة فكرة عبقرية، وقد حققت شركة رابيدو نجاحًا باهرًا في هذا المجال، حيث تقدم خدمات التوصيل السريع باستخدام الدراجات النارية في الهند، وتعتبر اليوم من أكبر شركات التوصيل التي تعتمد على هذا النموذج، وتوفر فرص رزق لملايين السائقين وتسهيلات لركابها عبر تطبيقها الإلكتروني.

رحلة الفشل المستمرة قبل تحقيق نجاح رابيدو في خدمات التوصيل

بدأ رائد الأعمال بافان جونتوبالي مسيرته بريادة الأعمال بخطوات متعثرة، حيث فشل في سبع شركات ناشئة متتالية قبل أن يؤسس رابيدو، فقد كانت أولى تجربته مع شركة “كارير” للنقل بسلسلة من الشاحنات الصغيرة بين المدن، ومع أن الفريق عمل بجهد بالغ على تطوير النموذج وتقديم خدمات تستهدف العملاء، إلا أن ثغرات في نموذج العمل وارتفاع تكلفة جذب العملاء كانت السبب في إغلاق المشروع سريعًا، وعلى الرغم من تركه وظيفة مستقرة وخسارته لكل ما يملك، استمر في المحاولة.

تعلم بافان من كل تجربة فاشلة كيف يفهم رغبات العملاء بعمق، واستنتج أن وجود فكرة رائعة وحدها لا يكفي دون تنفيذ متقن؛ كما أدرك أهمية تقييم مدى جاهزية السوق قبل الاستثمار الكبير في أي مشروع، ولاقت هذه التجارب سلسلة من الإخفاقات التي ساعدته على بناء قائمة مرجعية ذهنية لتجنب الأخطاء في المشاريع الجديدة، مما جعله لا يخشى الفشل بل يعامله كجزء طبيعي من عملية الابتكار والتطوير.

كيف حلت فكرة استخدام الدراجات النارية أزمة الازدحام المروري وأسس مركزية رابيدو في خدمات التوصيل

في خضم أزمة الاختناقات المرورية الشديدة التي شهدتها بنغالور، لاحظ بافان بنفسه مدى بطء حركة السيارات والحافلات المحشورة في الزحام الذي لا يتحرك لعدة دقائق، ورأى في المقابل التنقل السريع للدراجات النارية التي تختصر الوقت بمراوغتها بين السيارات؛ هذه الملاحظة أججت في ذهنه فكرة تحويل هذه الدراجات إلى سيارات أجرة صغيرة يمكنها تجاوز الزحام بسهولة وتقديم خدمات بأجر أقل مقارنة بسيارات الأجرة التقليدية.

مع وجود أكثر من 200 مليون دراجة نارية في الهند، شكل هذا السوق نقطة انطلاق هائلة، حيث بدأ بافان في استبيان آراء مالكي الدراجات والركاب المحتملين الذين أكدوا استعدادهم لاستخدام هذه الخدمة، وهي الفكرة التي لم تكن مرتبطة حتى ذلك الوقت بأي نموذج توصيل أو نقل رسمي. وبذلك أرسى بافان أساس فكرة رابيدو التي تعتمد على الربط بين العرض من سائقي الدراجات والطلب المتزايد على التنقل السريع في مدن مكتظة.

تحديات التمويل ورفض المستثمرين المتكرر قبل انطلاق رابيدو بقوة

في عام 2015، أسس بافان مع شركائه تطبيق رابيدو، محددين نموذج تسعير جذاب يبدأ من 15 روبية أجرة أساسية، مع 3 روبيات لكل كيلومتر، مما جعله في متناول الطلاب والركاب اليوميين، لكن العقبة الكبرى كانت التمويل؛ إذ تعرضوا لرفض 75 مستثمرًا بسبب المخاوف من أن شركات عملاقة مثل أوبر وأولا تهيمن على السوق، إضافة إلى التساؤلات حول قانونية الدراجات النارية كوسيلة نقل عامّة ومستوى السلامة فيها.

غير أن إصرار بافان، ودعمه بأجوبة مقنعة، ساعدهم على التمكن من كسر الحاجز عندما التقى بافان مونجال، رئيس أكبر شركة دراجات نارية في الهند، الذي دعمهم بالتمويل، وهو المستثمر الوحيد الذي أدرك إمكانات الفكرة وقدر على تقديرها بعيدًا عن النظرة التقليدية، وبذلك حصلوا على الفرصة لتطوير مشروع رابيدو المبتكر وتحويله إلى شركة ذات قيمة تفوق المليار دولار.

من العمل المباشر إلى تطوير خدمات رابيدو لتكون الخيار الأول للتنقل بالدراجات النارية

لم يكتف بافان بالحصول على التمويل وترك الإدارة، بل كان من أوائل العاملين الذين قدّموا خدمات التوصيل بنفسه بهدف فهم تحديات السائقين وتجربة الركاب، ما أكسبه رؤية دقيقة لتحسين جودة الخدمة التي تشكل الركيزة الأساسية لنجاح رابيدو، خاصة في بنغالور التي شهدت صعوبات تقنية وتحديات لوجستية في البداية.

كان المؤسسون يراجعون التطبيق أسبوعيًا، ويجرون التعديلات بناءً على ملاحظات المستخدمين، مما منحهم ميزة مرونة تفوق الشركات الكبرى التي تتحرك ببطء، كما أتاح التطبيق للكباتن حرية العمل دون قيود أو مواعيد محددة، مما جعله مصدر دخل مثالي للطلاب والموظفين الباحثين عن عمل بدوام جزئي، ومع انخفاض الأسعار وسرعة التنقل في الزحام شهد التطبيق انتشارًا متسارعًا ونجاحًا مستمرًا.

العامل رابيدو مشاريع سابقة لبافان
عدد المحاولات فشلوا 7 مرات قبل نجاح رابيدو 6 شركات مغلقة قبل رابيدو
دعم المستثمرين رفض 75 مستثمرًا قبل الموافقة رفض مستمر قبل ذلك
نموذج العمل توصيل بالدراجات النارية بأسعار منخفضة شاحنات نقل وبضائع بين المدن
المرونة سائقون بدون مواعيد ثابتة، كسب حر نموذج تقليدي أقل مرونة

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.