خريف لبنان.. موسم الجمال والمغامرة في أحضان الطبيعة والرياضات المثيرة

مع انحسار حرّ الصيف وبداية تساقط أوراق الأشجار، يتحول لبنان في فصل الخريف إلى وجهة ساحرة تجمع بين دفء ألوان الطبيعة ونقاء الأجواء، مما يجعل رحلات المشي في أحضان الطبيعة من أبرز النشاطات التي تستقطب الزائرين الباحثين عن جمال هذا الموسم الاستثنائي وتجربة غير تقليدية بعيدًا عن صخب الصيف وبرودة الشتاء.

رحلات المشي بين أحضان الطبيعة في الخريف اللبناني

تُعدّ رياضة المشي لمسافات طويلة (الهايكينغ) من النشاطات التي تزدهر خلال الخريف بين أحضان لبنان الخلابة، حيث تتنوع المسارات بين غابات ومروج وقرى تراثية تحمل عبق التاريخ؛ ففي منطقة تنورين يمكن التوغل في درب محمية أرز تنورين التي تزدان بألوان ذهبية مبهرة، بينما تجذب غابات بولونيا وقرطبا وبشري عشاق التصوير والطبيعة إلى مناظر بانورامية لا تضاهى. أما محمية الشوف، فهي الأشهر، إذ توفر مسارات طويلة تمرّ بين أشجار الأرز وقرى تاريخية مثل معاصر الشوف ونيحا، مما يجعل المشي في هذه المناطق متعة فريدة تعكس جمال الخريف اللبناني بكل تفاصيله.

متعة ركوب الدراجات الجبلية ومغامرات الهواء الطلق في فصل الخريف

تزداد نشاطات المغامرة في لبنان خلال فترة الخريف بسبب الطقس المعتدل، حيث يفضّل الشباب ركوب الدراجات الجبلية في مناطق مرتفعة كاللقوق، فاريا وتنورين التي توفر مسارات تحدي مليئة بالإثارة. كما تتيح تلال جونية وحامات التجارب الطائرة مثل الباراغلايدينغ، التي تستفيد من الرياح الخريفية المثالية للطيران الشراعي؛ ويوجد عدد كبير من مجموعات التخييم المنظمة في المناطق الجبلية مثل اليمونة وعاليه والضنية، حيث يمكث المغامرون بين أشجار الصنوبر، متلذذين بغروب الشمس وسط أجواء هادئة تفوح منها روائح الأرض الطازجة.

السياحة الريفية وتذوّق المونة اللبنانية في موسم الخريف

يمتاز الخريف في لبنان بأنه موسم القرى وتجليات الحياة الريفية الأصيلة؛ إذ تبدأ العائلات بتحضير المونة الشتوية من دبس العنب، التين، الزيتون والمكدوس، ما يجعل السياحة الزراعية تجربة غنية ومتجددة. يمكن للسياح المحليين والأجانب التوجه إلى قرى مثل دوما، بكفيا، جزين وحاصبيا للمشاركة في قطاف الزيتون والعنب، والتعرف على العادات اللبنانية العميقة. وتتميز ليالي الخريف بتذوّق الأطباق القروية كالمنقوشة على الحطب والمشاوي البلدية، إلى جانب النبيذ المحلي الذي يزداد إنتاجه وازدهاره في مناطق كسروان والبقاع، مما يضمن تجربة غذائية تليق بجمال الطبيعة المحيطة.

النشاط المكان الوصف
رحلات المشي تنورين، غابات بولونيا، محمية الشوف مسارات متعددة بين أشجار الأرز والقرى التراثية بمناظر خلابة
ركوب الدراجات الجبلية اللقوق، فاريا، تنورين مسارات مليئة بالتحديات تناسب عشاق المغامرة
البرايغلايدينغ جونية، حامات طيران شراعي في أجواء مثالية مع رياح الخريف
السياحة الريفية دوما، بكفيا، جزين، حاصبيا قطاف الزيتون والعنب وتجربة المونة الشتوية
الرياضات المائية شواطئ البترون، الرميلة، جبيل رياضة الكاياك مع أمواج متجددة وهواء نقّي

يبقى البحر وجهة مفضلة لعشاق الرياضات المائية خلال الخريف، فشواطئ البترون، الرميلة وجبيل تعج بمحبي الكاياك الذين يستمتعون بأمواج أعلى وهواء نقي؛ كما يمكن للمسافر الجمع بين الاستمتاع بجانب البحر والمناظر الجبلية في يوم واحد، ما يعكس تميّز لبنان السياحي. إلى جانب الطبيعة، تزخر البلدات بالمهرجانات الخريفية التي تضم الموسيقى، المأكولات والمنتجات المحلية، كاحتفالات التفاح في بشري، النبيذ في البقاع والزيتون في الكورة، التي تعزز تجربة ثقافية وترفيهية عميقة. المدن الكبرى كبيروت وصيدا تضيف ديناميكية من خلال سباقات الركض والماراتون، إضافة إلى الفعاليات الثقافية والمعارض التي تنشط المشهد الفني طوال الموسم.

يشكل فصل الخريف في لبنان مزيجًا من سكون الطبيعة وروح المغامرة، حيث تتغير الألوان لتروي قصة بلد صغير بمساحته، عظيم في ثراءه الطبيعي والتقاليد الثقافية التي لا تفنى.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة