تذبذب حاد .. أسعار النفط تتغير بسرعة وتأثيراتها تحاصر الأسواق العالمية
تشهد حركة شحنات النفط الخام المنقولة عبر البحار ارتفاعًا غير مسبوق بسبب زيادة الإنتاج من تحالف “أوبك+” ودول أخرى، إضافة إلى طول مسافات النقل بين الدول المصدرة والمستوردة، ما يؤدي إلى تكدس كميات كبيرة من النفط في البحر لفترات أطول.
الزيادة المستمرة في حجم شحنات النفط الخام المنقولة بحراً وتأثيراتها
بلغت شحنات النفط الخام والمكثفات عبر الناقلات البحرية خلال الأسبوع المنتهي في 17 أكتوبر 2025 حوالي 1.24 مليار برميل، مقارنة مع 1.22 مليار برميل في الأسبوع السابق بعد مراجعة الأرقام، وفقًا لبيانات شركة التحليلات Vortexa؛ مع ضرورة الملاحظة أن هذه الأرقام لا تحسب النفط المخزن على الناقلات الثابتة التي تبقى ساكنة لأكثر من سبعة أيام، مما يزيد من كميات النفط “العائمة” في البحار بشكل واضح.
تأثير تباطؤ الطلب العالمي على الفائض في شحنات النفط الخام المنقولة
تتزامن الزيادة في شحنات النفط الخام المنقولة مع تراجع الطلب العالمي، ما يرفع احتمالية حدوث فائض في الإمدادات يصل إلى أربعة ملايين برميل يوميًا خلال الربع الأول من عام 2026؛ ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى تخفيف قيود الإنتاج ضمن اتفاق “أوبك+”، بالإضافة إلى صعود إنتاج دول مثل الولايات المتحدة وغيانا، التي بدأت مؤخراً تصدير خام “غولدن أروهيد” من حقول بحرية جديدة، فاقدة السيطرة على وتيرة شحنات النفط الخام المنقولة.
ارتفاع إنتاج أوبك+ وتأثيره على مسافات وشحنات النفط الخام المنقولة
شهد إنتاج تحالف “أوبك+” في الفترة ما بين مارس وسبتمبر 2025 زيادة جماعية بقيمة 2.5 مليون برميل يوميًا، مع مساهمة فعالة بلغت نحو 1.77 مليون برميل يوميًا من السعودية وروسيا والإمارات؛ ينتقل الجزء الأكبر من هذه الشحنات البحرية إلى الأسواق الآسيوية، خصوصًا الصين، في رحلات تستغرق نحو شهر من الشرق الأوسط، بينما تستغرق الشحنات القادمة من روسيا زمنيًا أطول يصل إلى الضعف، مما يزيد من كميات النفط الخام المنقولة عبر مسافات طويلة ويؤدي إلى ارتفاع كميات النفط “العائم” في البحار.
تأثير المسافات الطويلة على حجم النفط العائم في الشحنات البحرية
يرتبط الاتجاه المتزايد في توجيه شحنات النفط الخام نحو الأسواق الآسيوية بزيادة فترات بقاء النفط على الناقلات، مما يسبب تضخم كميات النفط الخام المنقولة في وضع “العائم” لفترات طويلة؛ فعلى سبيل المثال، تستغرق ناقلة عملاقة محملة بالنفط الخام الغياني ما يزيد على 6 أسابيع ونصف في رحلتها البحرية إلى الصين، وهي فترة تعادل ثلاثة أضعاف مدة الرحلة إلى ميناء روتردام الأوروبي. وقد بدأت مصافي هندية أيضًا في استيراد شحنات النفط الغياني لأول مرة منذ 2021، حسب بيانات تتبع الشحنات من “بلومبرج”.
تطور إنتاج الولايات المتحدة وغيانا وأثره على سوق النفط
يسجل إنتاج النفط في الولايات المتحدة مستويات تاريخية تجاوزت 13.63 مليون برميل يوميًا، بينما وصلت غيانا إلى مرحلة شحن أول دفعة من خام “غولدن أروهيد” أواخر أغسطس 2025، مع اقتراب إنتاجها من هدف 250 ألف برميل يوميًا، مما يعزز من الشحنات البحرية ويؤثر على حجم النفط الخام المنقولة حول العالم.
البلد | مستوى الإنتاج اليومي (مليون برميل) | ملاحظات |
---|---|---|
السعودية | 1.77 (جزء من زيادة أوبك+) | أكبر مساهم في زيادة الإنتاج |
روسيا | مشترك في زيادة 1.77 | تصدير كميات كبيرة للأسواق الآسيوية |
الإمارات | جزء من 1.77 مليون برميل يومياً | زيادة ملحوظة في الإنتاج |
الولايات المتحدة | 13.63 | سجل إنتاج قياسي مستمر |
غيانا | 0.25 مستهدف قريبًا | تصدير خام “غولدن أروهيد” |
توقعات سوق النفط الخام المنقولة بين ضغوط الفائض وتقلبات الأسعار المتوقعة
تشير توقعات الأسواق إلى استمرار ضغوط فائض المعروض على أسعار النفط الخام المنقولة، مع إمكانية هبوط الأسعار إلى 50 دولارًا للبرميل، خاصة إذا هدأت التوترات الجيوسياسية؛ كما تلعب حركة الناقلات النفطية واتجاهات الطلب العالمي دورًا حاسمًا في تحديد مسارات السوق خلال الفترة المقبلة.