بعد 22 عامًا.. شاب عربي يدخل التاريخ ويكتب اسمه بجوار ميسي ومارادونا بعدما كرر عثمان معما إنجاز إسماعيل مطر التاريخي.

نجح النجم المغربي عثمان معما في كتابة اسمه بحروف من ذهب، وذلك بعد حصوله على جائزة أفضل لاعب في كأس العالم للشباب، ليكرر إنجازًا عربيًا غاب لمدة 22 عامًا ويضع نفسه في مصاف أساطير اللعبة الذين سبقوه إلى هذا الشرف الرفيع، حيث قاد منتخب بلاده لتحقيق لقب تاريخي هو الأول من نوعه على الصعيدين العربي والأفريقي.

عثمان معما وتكرار إنجاز تاريخي في جائزة أفضل لاعب في كأس العالم للشباب

لم يكن تتويج منتخب المغرب بلقب كأس العالم للشباب مجرد صدفة، بل جاء نتيجة أداء جماعي متكامل كان عثمان معما هو محركه الرئيسي في خط الوسط، حيث فرض نفسه كأبرز مواهب البطولة التي اختتمت في تشيلي بفضل رؤيته الثاقبة وقدرته على صناعة اللعب، وتمكن من تسجيل هدف حاسم وصناعة أربعة أهداف أخرى لزملائه خلال مشوار “أشبال الأطلس” نحو منصة التتويج، وبعد فوزهم المستحق على الأرجنتين بهدفين دون مقابل في المباراة النهائية، توج معما بجدارة واستحقاق بجائزة أفضل لاعب في كأس العالم للشباب، ليصبح بذلك ثاني لاعب عربي في تاريخ المسابقة يحقق هذا الإنجاز الفردي المرموق الذي يفتح أمامه أبواب المجد.

إسماعيل مطر: مسيرة أسطورية انطلقت بعد الفوز بجائزة أفضل لاعب

قبل هذا الإنجاز المغربي، كان السجل العربي يضم اسمًا واحدًا فقط هو الأسطورة الإماراتي إسماعيل مطر، الذي كان أول من نال هذا التكريم في نسخة عام 2003 التي استضافتها بلاده وشهدت تتويج البرازيل، ورغم تسجيل مطر لهدف واحد فقط، إلا أن هذا الهدف كان تاريخيًا بكل المقاييس؛ فقد قاد به منتخب الإمارات للتغلب على أستراليا في دور الستة عشر والتأهل إلى ربع النهائي لأول مرة وسط احتفالات صاخبة، قبل الخسارة بصعوبة أمام كولومبيا، وكان فوزه بالجائزة بمثابة شهادة ميلاد نجم استثنائي ونقطة انطلاق لمسيرة كروية حافلة بالإنجازات الشخصية والجماعية.

بعد هذا التألق العالمي، تحول إسماعيل مطر إلى أحد أهم رموز الكرة الإماراتية، وكانت جائزة أفضل لاعب في كأس العالم للشباب هي الشرارة التي أضاءت مسيرته، فقد واصل إبداعه وقاد منتخب بلاده لتحقيق العديد من النجاحات التي رسخت مكانته كأسطورة محلية، حيث اعتبره الكثيرون الملهم الأول لجيل كامل من اللاعبين، ومن أبرز محطاته:

  • قيادة منتخب الإمارات للفوز بكأس الخليج العربي عام 2007.
  • التتويج بلقب هداف بطولة كأس الخليج 2007.
  • الفوز بجائزة أفضل لاعب في نفس البطولة الخليجية.
  • الحصول على جائزة أفضل لاعب صاعد في الإمارات عام 2004.

جائزة أفضل لاعب في كأس العالم للشباب على خطى مارادونا وميسي

تكتسب جائزة أفضل لاعب في كأس العالم للشباب أهمية خاصة بالنظر إلى قائمة النجوم الذين حصلوا عليها عبر التاريخ، فهي ليست مجرد تكريم فردي بل مؤشر قوي على ولادة أسطورة كروية جديدة قادرة على تغيير مسار اللعبة، ويكفي أن نذكر أن الأسطورة الأرجنتيني الراحل دييغو أرماندو مارادونا كان من أوائل الفائزين بها، وذلك في نسخة عام 1979 حين قدم أداءً ساحرًا وقاد منتخب بلاده للفوز باللقب على حساب الاتحاد السوفيتي في النهائي بنتيجة 3-1، ليصبح هذا التتويج بداية سطوع نجمه عالميًا.

ولم يتوقف الإرث الأرجنتيني عند مارادونا، حيث سار على خطاه الأسطورة الحية ليونيل ميسي، الذي أبدع هو الآخر في نسخة البطولة التي أقيمت في هولندا عام 2005، وتمكن من قيادة منتخب “الألباسيلستي” للقب ليس فقط بأدائه المبهر بل بأهدافه الستة التي جعلته هداف البطولة أيضًا، وحصد جائزة أفضل لاعب في البطولة ليؤكد للعالم أنه الوريث الشرعي لمارادونا، وانضمام عثمان معما لهذه القائمة التاريخية يضعه تحت الأضواء العالمية، ويفتح أمامه الأبواب لمستقبل واعد يسير فيه على خطى هؤلاء العظماء.

بهذا الإنجاز، لم يكرر عثمان معما قصة نجاح إسماعيل مطر فحسب، بل وضع كرة القدم المغربية والعربية على قمة هرم بطولات الفئات السنية العالمية، ليثبت أن المواهب العربية قادرة على المنافسة بقوة وحصد أهم الألقاب الفردية والجماعية في أكبر المحافل الكروية.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.