بعد السخرية والدموع.. هاري جول يصبح اللقب الجديد للمدافع هاري ماغواير الذي قلب الطاولة على الجميع.

يجسد تحول هاري ماغواير في مانشستر يونايتد قصة ملهمة عن العزيمة والإصرار، حيث ارتدى المدافع الإنجليزي ثوب البطولة في فوز فريقه المثير على غريمه التقليدي ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز، ليقلب بذلك صفحة من الانتقادات والسخرية ويفتح أخرى مليئة بالإشادة والتقدير، مؤكدًا أن مسيرته مع الشياطين الحمر لم تنته بعد بل دخلت منعطفًا جديدًا وغير متوقع.

أهداف حاسمة صنعت تحول هاري ماغواير في مانشستر يونايتد

كانت قمة منافسات الجولة الثامنة من البريميرليغ مسرحًا للحظة فارقة في مسيرة اللاعب، فقد تمكن مانشستر يونايتد من تحقيق انتصار ثمين على ليفربول بنتيجة 2-1، وهو فوز لم يكن ليتحقق لولا الهدف الذي سجله ماغواير قبل ست دقائق فقط من نهاية الوقت الأصلي للمباراة؛ هذا الهدف لم يمنح فريقه ثلاث نقاط غالية فحسب، بل كسر عقدة استمرت تسع سنوات كاملة فشل خلالها الشياطين الحمر في تحقيق أي انتصار على ملعب “أنفيلد”، ليصبح هذا الأداء البطولي نقطة انطلاق حقيقية لمرحلة جديدة في رحلة هاري ماغواير في مانشستر يونايتد.

ماغواير من مدافع كارثي إلى “هاري جول” المنقذ

يعيش المدافع الإنجليزي أحد أكثر التحولات إثارة في مسيرته الكروية، فبعد أن كان يُنظر إليه باعتباره الحلقة الأضعف في دفاع الفريق ومادة دسمة للسخرية بسبب أخطائه المتكررة، تحول إلى منقذ يسجل الأهداف في أصعب اللحظات وأكثرها حساسية، حتى أن الجماهير باتت تطلق عليه لقب “هاري جول” تشبيهًا له بالهداف الفذ هاري كين، وتؤكد شبكة “سكواكا” للإحصائيات أن رحلة تحول هاري ماغواير في مانشستر يونايتد بدأت تؤتي ثمارها هجوميًا، حيث يملك في رصيده 6 أهداف حاسمة منذ بداية الموسم الماضي، جاء معظمها في أوقات قاتلة غيرت مسار المباريات.

  • سجل هدف التعادل ضد بورتو البرتغالي في الدقيقة 90+1 بالدوري الأوروبي.
  • أحرز هدف الفوز أمام ليستر سيتي في الدقيقة 90+3 بالدوري الإنجليزي.
  • سجل هدف الفوز في الدقيقة 47 ضد إبسويتش تاون.
  • مارس هوايته مجددًا بهدف الفوز في الدقيقة 120+1 أمام ليون الفرنسي.
  • أنقذ فريقه بهدف التعادل في الدقيقة 89 أمام غريمسبي.
  • وقع على هدف الفوز التاريخي أمام ليفربول في الدقيقة 84.

هذه القائمة من الأهداف تظهر بوضوح النمط الذي يتبعه ماغواير في مساندته الهجومية، فهو لا يسجل أهدافًا عادية، بل يختار اللحظات التي يكون فيها الفريق في أمس الحاجة إليه ليظهر كبطل غير متوقع، وهذه القدرة على الحسم هي التي عززت من مكانته وأعادت كتابة قصته مع النادي، فبعد أن كان لاعبًا تسبب في كوارث دفاعية، أصبح الآن سلاحًا هجوميًا فعالًا يثبت أن تحول هاري ماغواير في مانشستر يونايتد لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج عمل وتطور مستمر في أدائه وقدراته.

من شارة القيادة المسلوبة إلى ركيزة أساسية: قصة عودة ماغواير

لم تكن رحلة العودة سهلة على الإطلاق، فقد مر اللاعب بفترة عصيبة تحت قيادة المدرب الهولندي إيريك تين هاغ الذي قرر تجريده من شارة قيادة الفريق قبل انطلاق موسم 2023-2024، ومنحها لزميله برونو فرنانديز، وكان هذا القرار بمثابة ضربة قاسية لماغواير الذي تحول من قائد للفريق إلى لاعب بديل، وبات قريبًا جدًا من مغادرة أسوار أولد ترافورد بسبب أدائه الذي وُصف بالكارثي وقتها؛ لكن وصول المدرب روبن أموريم بعد عام وأربعة أشهر من تلك الواقعة غيّر كل شيء، حيث نجح المدرب الجديد في إعادة توظيف ماغواير ومنحه الثقة من جديد، ليتحول من لاعب على وشك الرحيل إلى ركيزة أساسية في مشروع يونايتد الجديد، مكملًا بذلك فصول قصة تحول هاري ماغواير في مانشستر يونايتد.

أثبت ماغواير بهذا الأداء مساندته الهجومية الفعالة إلى جانب قدراته الدفاعية المتطورة، ليصبح قطعة لا غنى عنها في تشكيلة الفريق ويمثل قصة نجاح فريدة تؤكد أن الإرادة قادرة على تغيير الواقع مهما كان صعبًا، وهو ما يجسده الآن هاري ماغواير في مانشستر يونايتد.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.