المغرب يحقق قفزة كبيرة .. يرفع ميزانية التعليم والصحة ويستعد لكأس العالم 2025

في تطور بارز يشهده المغرب مؤخراً، يأتي زيادة ميزانية الصحة والتعليم 2026 لتلبي مطالب الجيل الجديد بعد احتجاجات شعبية واسعة؛ تلك الخطوة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفوز المنتخب المغربي بكأس العالم للشباب تحت 20 عامًا، لتكون نقطة تحول تعكس التوازن بين الإنجاز الرياضي والإصلاح الاجتماعي.

تفاصيل زيادة ميزانية الصحة والتعليم 2026 في المغرب

أعلن القصر الملكي تخصيص 140 مليار درهم لزيادة ميزانية الصحة والتعليم للعام 2026، بارتفاع 16% مقارنة بالعام السابق، موزعة بين 32 مليار درهم للقطاع الصحي، بزيادة 6%، و85 مليار درهم للتعليم، بزيادة 15%، وهو قرار جاء بعد موجة احتجاجات جيل Z التي تغلغلت في مدن عدة كطنجة والرباط والدار البيضاء؛ تلك الاحتجاجات ركزت على تحسين جودة الخدمات الصحية والتعليمية ومكافحة الفساد، وتطورت في بعض المناطق إلى مواجهات مع الأمن، خاصة في الجنوب، حيث كان شعار المتظاهرين “الصحة أولى من كأس العالم!”.

ما يميز هذه الزيادة هو ربطها بخلق 27 ألف وظيفة جديدة في هذين القطاعين الحيويين؛ وهو حل جزئي لمشكلة بطالة الشباب التي تصل إلى 35% حسب بيانات البنك الدولي ضمن الفئة العمرية 15-24 سنة. يمكن لهذا النقد الشعبي أن يحول إلى برنامج شامل “تعليم صحي متكامل” يشمل بناء 500 مدرسة جديدة وتجهيز 200 مستشفى بتقنيات حديثة، مع تركيز خاص على المناطق الريفية التي تستوطن 40% من السكان، وهو استثمار مضمون لعلاج الفقر الذي يصل إلى 20% في الصحراء الكبرى، حيث تعاني تلك المناطق من نقص حاد في المدارس والمستشفيات.

انتصار تاريخي للمنتخب الوطني للشباب U20 وارتباطه بزيادة ميزانية الصحة والتعليم 2026

حقق المنتخب المغربي للشباب تحت 20 عاماً إنجازًا استثنائياً بفوزه بلقب كأس العالم 2025 في الشيلي، بعد تغلبه على الأرجنتين بنتيجة 2-0، ليثبت مكانة المغرب بين أقوى المنتخبات العربية والعالمية في الألعاب الرياضية الشبابية. هذه الانطلاقة التي واجهت منتخبات كبرى مثل إسبانيا وفرنسا والبرازيل تعكس نجاح رؤية ملكية بدأت عام 2014 باستثمار تجاوز 5 مليارات درهم في الأكاديميات الشبابية؛ مما رفع المغرب إلى جهة رائدة في كرة القدم العربية بتحقيق 70% من الألقاب القارية في فئات الشباب خلال العقد الماضي.

يحمل هذا الإنجاز أكثر من مجرد ابتهاج وطني؛ فهو يبرهن على كيفية توظيف النجاح الرياضي لتعزيز القيم الاجتماعية. ويأتي ذلك في وقت يتطلع فيه الجمهور المغربي لاستضافة كأس أفريقيا 2025، مع أمل عميق بتحقيق إنجاز جديد يُضاف إلى سجل كرة القدم الوطنية.

توازن بين استضافة كأس العالم 2030 والتنمية الاجتماعية في المغرب

يستعد المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، باستثمارات تفوق 100 مليار درهم في البنية التحتية الرياضية، منها بناء 12 ملعباً حديثاً وشبكة مواصلات متطورة ربطًا بـ43 مدينة، مقارنة بـ23 مدينة حالياً، وهو ما يمثل تحديًا وشغلًا كبيرًا. مع ذلك، أثارت هذه الاستعدادات وانتظارات بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 أزمة في الرأي العام، إذ طالب شباب المحتجين بتحويل الأموال المخصصة “للملاعب الفاخرة” إلى تعزيز قطاعات الصحة والتعليم، وهو ما دفع القصر الملكي إلى مبادرة زيادة ميزانيات جميع هذه القطاعات معا.

وتشهد الحكومة المغربية تحت قيادة أخنوش تقدمًا على الأصعدة الاجتماعية، مثل تعميم التغطية الصحية وإصلاح النظام الضريبي، ما رفع العائدات إلى 25 مليار دولار، رغم التحديات التي مثلتها الأزمات الإقليمية والجفاف القاسي الذي أثر على القطاع الزراعي وزاد من معدلات البطالة وفقدان الاكتفاء الذاتي في اللحوم. يُنظر إلى محطات تحلية المياه الكبرى الجاري إنشاؤها كجزء من الحلول البيئة والاستراتيجية لتوفير مياه الشرب والزراعة، والحد من تأثير التغيرات المناخية الشديدة.

القطاع الميزانية 2025 (مليار درهم) الميزانية 2026 (مليار درهم) النسبة المئوية للزيادة
الصحة 30 32 6%
التعليم 74 85 15%
الإجمالي 104 117 11.5%

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.