الذهب يرتد بقوة.. توقعات ببلوغه 5000 دولار رغم مخاطر الشراء من القمم

صعد الذهب بقوة في الأسواق مؤخرًا، ما أثار تساؤلات هامة حول أفضل الوقت للشراء وسط التباين بين الفرص والمخاطر؛ ويبرز ذلك مع توقعات عمالقة “وول ستريت” بوصول الذهب إلى 10 آلاف دولار، مما يستدعي معرفة نقاط الدخول المناسبة للاستثمار.

الارتفاع القوي للذهب وتصحيح السوق الضعيف

استعاد الذهب جزءًا كبيرًا من مكاسبه مع بداية تداولات الأسبوع، بعدما شهد تصحيحًا ضعيفًا للغاية الأسبوع الماضي لم يؤثر على الزخم الصاعد؛ إذ يغلق المعدن الثمين أسبوعه التاسع على التوالي من المكاسب، محققًا ارتفاعًا مذهلًا بنسبة 57.24% منذ بداية العام؛ كما اقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4,392 دولارًا للأوقية. ويُعزى هذا الزخم الإيجابي إلى تفاؤل واسع بين المستثمرين، مع تعزيز الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد التضخم المرتفع والتقلبات الاقتصادية والسياسية؛ حيث يظل المعدن المصفر خيارًا جذابًا لتنويع المحافظ وتقليل المخاطر في ظل بيئة مالية غير مستقرة، حسب بيانات تدفق الاستثمار وصناديق التحوط الكبرى.

توقعات ارتفاع الذهب حتى 10 آلاف دولار ونقاط الدخول المحتملة

يتفق خبراء “وول ستريت” على استمرار خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة تدريجيًا، مما يعزز فرص صعود الذهب إلى مستويات قياسية قد تصل إلى 5,000 دولار خلال الأشهر القادمة؛ ويراهن بعض كبار المحللين، مثل جيمي ديمون المدير التنفيذي لبنك “جي بي مورجان”، على ارتفاع الذهب إلى 10 آلاف دولار، مستندين إلى عوامل تضخم مستمرة، وضعف أسعار الفائدة، والتوترات الجيوسياسية العالمية التي تدفع المستثمرين للبحث عن ملاذ آمن. وتبرز أهمية تحديد نقاط الدخول بدقة من خلال مراقبة المؤشرات الفنية والاقتصادية قبل اتخاذ قرار الشراء، وذلك لتفادي التقلبات الحادة التي قد تطرأ عند الاقتراب من مستويات قياسية.

نصائح الحذر في استثمار الذهب وقواعد توزيع المحفظة الاستثمارية

رغم التفاؤل السائد، يحذر الخبراء من مخاطرة الشراء عند ذروة الأسعار التاريخية مباشرة، خاصة للمستثمرين الأفراد؛ إذ تشدد التوصيات على أهمية متابعة المؤشرات الاقتصادية والفنية عن قرب، وعدم الاعتماد على الذهب كأداة وحيدة لإدارة المخاطر المالية، بل توزيع الاستثمارات بين الذهب وأصول أخرى متعددة. ويُنظر إلى الذهب كجزء من استراتيجية تحوط طويلة الأجل، وليس كمصدر سريع للأرباح دون تحليل معمق للأسواق؛ إذ تُمثل خطة الاستثمار الحكيمة تحديد نقاط دخول مناسبة ودراسة متأنية تضمن الحماية وتقليل الخسائر المحتملة.

تشير المعطيات الراهنة إلى استمرار الزخم الصاعد للذهب رغم التصحيحات الطفيفة التي لا تقلص من الطلب العالمي على المعدن الآمن؛ وتبقى الأسواق في حالة ترقب للبيانات الاقتصادية القادمة التي ستدفع الذهب نحو مستويات جديدة أو تعيد تشكيل اتجاهه. وبينما تحافظ السوق على تشويقها، يبرز ضرورة تطبيق استراتيجيات استثمار مرنة تراعي تحقيق التوازن بين المخاطر والعوائد، ما يجعل الذهب محط أنظار من يتطلعون لبناء محافظ قوية ومستقرة.