أسرار 50 عاما .. بكلمات مؤثرة ترويها الفنانة يسرا وتكشف كواليس رحلتها الفنية الطويلة
كشفت ندوة خاصة ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي 2025 عن أبرز أسرار 50 عاما من العطاء للفنانة يسرا، حيث فتحت قلبها للجمهور والنجوم في حوار أداره الإعلامي محمد عمر، مستعرضة محطات فارقة في مسيرتها الفنية الطويلة والمميزة، وسط تفاعل كبير من الحاضرين الذين أتوا للاحتفاء بنجمة استثنائية قدمت الكثير للفن المصري والعربي على مدى نصف قرن كامل.
يسرا تكشف عن أسرار 50 عاما من العطاء وعلاقتها بالإعلام
استهلت يسرا حديثها بالخوض في علاقتها المتغيرة مع الإعلام، موضحة الفجوة الكبيرة بين الماضي والحاضر في كيفية تناول أخبار الفنانين، فقالت إن الإعلام قديمًا كان محصورًا في عدد قليل من الصحف والمجلات، ولم يكن هناك هذا الانفتاح الهائل على الحياة الشخصية للفنان، أما الآن فأصبح كل شخص يصدر حكمه الخاص، وقد يمدحك اليوم ثم يهاجمك غدًا بناءً على موقف عابر، وتتحول الأمور إلى هجوم كبير بهدف صناعة حدث يجلب التفاعل والأموال، وهو ما أفقد المشهد الإعلامي بعضًا من جمالياته التي اعتادوا عليها، ورغم ذلك، لم تنكر يسرا القيمة الكبيرة للإعلام وقوته وتأثيره في مسيرة أي فنان، مما يجعل فهم كيفية التعامل معه جزءًا مهمًا من مسيرة النجاح.
مع مرور السنوات، تعلمت يسرا كيفية إدارة انفعالاتها والتعامل مع المواقف الصعبة بحكمة وهدوء أمام الكاميرات، فهي تؤمن بأن الجمهور له حق في رؤيتها بأفضل صورة ممكنة حتى لو كانت تمر بظروف شخصية سيئة، وأكدت أن الزمن علمها أن تفصل بين مشاعرها الداخلية والتزاماتها المهنية، فصادفت في حياتها مواقف متعددة، بعضها تعاملت معه بذكاء، وبعضها الآخر استوعبته بصبر، لكن الدرس الأهم الذي تعلمته هو أن الناس أمامها لا ذنب لهم في أن يروا انزعاجها، فهذه الحكمة من أهم أسرار 50 عاما من العطاء للفنانة يسرا واستمراريتها.
كما شددت على أهمية الحفاظ على خصوصية حياتها، مؤكدة إيمانها بضرورة وجود حدود واضحة بين ما هو عام وما هو شخصي، فليس من السهل على أي شخص أن يفتح تفاصيل حياته أمام العالم بأسره، خاصة مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي التي غالبًا ما تجتزئ الكلام وتستخدمه خارج سياقه، ولهذا السبب أصبحت أكثر حذرًا في تصريحاتها، فهي تفضل أن تشعر بالراحة والأمان أثناء حديثها، مدركة أن ليس كل ما يمكن قوله يصلح للنشر، وأن الصمت أحيانًا يكون ضروريًا لحماية نفسها وعائلتها من التجاوزات.
كواليس “الإرهاب والكباب” ضمن أسرار مسيرة يسرا الفنية
في جزء آخر من الندوة، كشفت يسرا عن كواليس واحد من أهم أفلامها وهو “الإرهاب والكباب”، الذي جمعها بالمخرج شريف عرفة والكاتب وحيد حامد، وروت موقفًا طريفًا يوضح تفاصيل التحضير لشخصيتها في الفيلم، حيث ذكرت أنها انتظرت شريف عرفة لفترة طويلة لمناقشة الدور، وبعد شهرين من الانتظار، أخبرته بأنها لن تشارك في العمل إذا لم يأتِ لمقابلتها في ذلك اليوم، وعندما وصل إلى شقتها، أغلقَت الباب عليه بالمفتاح حتى لا يتمكن من المغادرة قبل أن يوضح لها تفاصيل الشخصية، وفي تلك الجلسة تم تصميم الفستان الخاص بالدور في يوم واحد فقط، ليطلب منها بعد ذلك أن تتركه ليعمل على تطوير الشخصية مع الكاتب وحيد حامد، ليخرج هذا العمل السينمائي العظيم الذي أحبه الجمهور، وهذا الموقف يمثل أحد أبرز أسرار 50 عاما من العطاء للفنانة يسرا وكيف كانت حريصة على تفاصيل أدوارها.
صداقات فنية قوية: جانب آخر من أسرار 50 عاما من العطاء
شهدت الندوة مداخلة مؤثرة من الفنانة إلهام شاهين التي تحدثت عن علاقة الصداقة القوية التي تجمعها بيسرا وليلى علوي وهالة صدقي، مؤكدة أن هذه العلاقة حقيقية وصادقة وتتجاوز ما يظهر للجمهور، وقالت إن الناس كثيرًا ما يسألونها إن كنّ يحببن بعضهن البعض بصدق، خاصة وأن الجمهور يراهن معًا منذ عقود، وأجابت بأن جيلهن مترابط جدًا ويجمعه حب حقيقي، فهن يتواصلن يوميًا ويلتقين باستمرار، وليست علاقتهن مرتبطة بالعمل فقط، بل هي صداقة عميقة وممتدة، وهو ما دعم مسيرة كل منهن وجعلها جزءًا من أسرار 50 عاما من العطاء للفنانة يسرا.
علقت يسرا على كلمات صديقتها مؤكدة أن حياتهن معًا جميلة للغاية، فعندما ترغب في الحصول على إجازة حقيقية، تذهب للقاء صديقاتها لتجدد طاقتها بعيدًا عن الأضواء والمكياج والملابس الرسمية، حيث يجلسن معًا لتناول وجبة شهية ويضحكن ويتذكرن مواقف جميلة، وأضافت إلهام شاهين أن صداقتهن هي أجمل ما في حياتهن، وأن علاقتهن تشبه ما ظهر في فيلم “دانتيلا” حيث كنّ صديقتين مقربتين، فهذه هي حقيقتهن بالفعل، كما وجهت رسالة للجمهور لتوضيح أن حياة الفنان ليست مجرد احتفالات وأزياء براقة، بل هناك جانب آخر من المتاعب لا يراه أحد.
وأوضحت إلهام أن الفنان قد يمر بظروف قاسية مثل المرض أو فقدان شخص عزيز، ولكنه يضطر للنزول إلى موقع التصوير والالتزام بعمله احترامًا لجمهوره، وكشفت عن بعض المواقف الصعبة التي مرت بها شخصيًا خلال مسيرتها الفنية لتؤكد على حجم التضحيات التي يقدمها الفنانون، ومن بين هذه المواقف:
- اشتعال النار في شعرها أثناء تصوير مسلسل “أديب”.
- سقوطها من فوق حصان في فيلم “خادمة ولكن” مما تسبب في علاجها لمدة عام.
- تعرضها للغرق في نهر النيل خلال تصوير فيلم “السجينتان”.
جاءت الندوة في أجواء مفعمة بالتقدير والامتنان لمسيرة فنانة استثنائية، حيث كشفت يسرا عن جوانب إنسانية ومهنية شكّلت جزءًا من أسرار 50 عاما من العطاء للفنانة يسرا، وتفاعل معها الحضور الذي رأى فيها رمزًا للفن الراقي وروحًا لا تزال متقدة بالإبداع.