وصفة تاريخية.. بشرط واحد فقط حارس المغرب السابق يرسم طريق تتويج المغرب بكأس العالم للشباب

يعد خالد فوهامي، أحد أبرز الأسماء في تاريخ حراسة المرمى المغربية، كاشفًا عن رؤيته الثاقبة حول مفتاح تتويج المغرب بكأس العالم للشباب، حيث يرى أن النجاحات المتتالية للكرة المغربية لم تأتِ من فراغ بل هي نتاج عمل دؤوب وتخطيط استراتيجي عميق، فمسيرته الطويلة التي بدأت مع الوداد عام 1991 ومن ثم التنقل بين أندية عريقة مثل اتحاد طنجة والمغرب الفاسي والرجاء والفتح الرباطي، منحتة خبرة واسعة.

خاض فوهامي تجارب احترافية متنوعة في القارة الأوروبية، حيث دافع عن ألوان أندية دينامو بوخارست الروماني، وبيفيرين وستاندر لييج في بلجيكا، بالإضافة إلى كويمبرا وبورتيمونينسي في البرتغال، وهذه المسيرة الدولية عززت من فهمه العميق لكرة القدم الحديثة، وقد انعكس ذلك في مسيرته مع “أسود الأطلس” التي خاض خلالها 29 مباراة دولية، حافظ فيها على نظافة شباكه في 15 مناسبة، وبعد اعتزاله اللعب لم يبتعد عن الميدان، بل اقتحم عالم التدريب بقوة، حيث تولى مهامًا في أكاديمية محمد السادس، وعمل مدربًا لحراس مرمى المنتخب المغربي الأول، كما قاد عدة فرق محلية كمدرب أول مثل الريف الحسيمي ونهضة زمامرة وسريع وادي زم، وهذا التراكم المعرفي يجعله مصدرًا موثوقًا لتحليل أسرار تفوق الكرة المغربية وتقديم رؤية واضحة حول مفتاح تتويج المغرب بكأس العالم للشباب.

سر استراتيجية المغرب التي قادت لنهائي كأس العالم للشباب

عند سؤاله عن أسباب النجاحات الكبيرة التي حققتها المنتخبات المغربية مؤخرًا، أكد خالد فوهامي أن كرة القدم لا تعترف بالصدفة أو الحظ، فالإنجازات الحالية هي ثمرة استراتيجية واضحة وعمل كبير تم إنجازه على مستوى الأكاديميات المتخصصة ومدارس تكوين الشباب، والتي نجحت في إنتاج أجيال ذهبية من اللاعبين الذين أثبتوا كفاءتهم على الساحتين القارية والدولية، موضحًا أن المغرب استثمر بشكل كبير في تطوير البنية التحتية الرياضية، مما ساهم في خلق بيئة عمل مثالية لجميع الفاعلين في المنظومة الكروية، وساعد هذا المناخ الصحي على بروز مواهب واعدة احترف الكثير منها لاحقًا في أبرز الدوريات العربية والأوروبية، وهو ما يمثل جزءًا أساسيًا من خطة الوصول إلى منصات التتويج، فالتخطيط الدقيق هو أول مفتاح تتويج المغرب بكأس العالم للشباب الذي يطمح له الجميع، ولا يمكن إغفال الدور المحوري الذي لعبه الاتحاد المغربي لكرة القدم، الذي وضع برامج عمل متوسطة وطويلة الأمد، بالإضافة إلى استقطاب كفاءات أجنبية متخصصة في مجال التكوين لضمان استمرارية النجاح.

جيل حراس المرمى الذهبي أساس مسيرة تتويج المغرب بكأس العالم للشباب

فيما يتعلق بظهور جيل جديد من حراس المرمى الموهوبين، أشار فوهامي إلى أنه لمس بنفسه وجود إرادة قوية لدى جميع الأطراف للارتقاء بمركز حراسة المرمى، وذلك من خلال عمله السابق في أكاديمية محمد السادس وداخل الإدارة الفنية لاتحاد الكرة، فقد تم وضع خطط وبرامج عمل طموحة على الطاولة بهدف رفع مستوى الحراس الشباب، مع إيلاء عناية خاصة بتأهيل مدربي الحراس الذين واكبوا أحدث أساليب التدريب وأصبحوا يضاهون نظرائهم في أوروبا، وهذه الجهود تضمن مستقبلًا مشرقًا لهذا المركز الحساس الذي يُعتبر عنصرًا حيويًا في تحقيق الانتصارات، لذلك فإن امتلاك حراس موهوبين هو أحد أهم عوامل البحث عن مفتاح تتويج المغرب بكأس العالم للشباب، فاليوم يمتلك المغرب أسماء واعدة مثل:

  • شعيب بلعروش حارس مرمى منتخب الناشئين.
  • يانيس بنشاوش حارس مرمى منتخب الشباب.
  • إبراهيم غوميز الحارس البديل في منتخب الشباب.
  • عبدالحكيم مصباحي حارس الجيش الملكي الشاب.

كما أشاد فوهامي بالمستوى الذي قدمه حراس منتخب الشباب في المونديال، مؤكدًا أن يانيس بنشاوش حارس متكامل يمتلك ردة فعل ممتازة وقدرة على قراءة اللعب، مع هامش تطور كبير يجعله قادرًا على تقديم مستويات أقوى مع اكتساب الخبرة، أما غوميز فقد أظهر شخصية قوية ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه أمام فرنسا، بينما أثبت مصباحي قدرته على تثبيت أقدامه وتطوير مستواه إذا حصل على فرصة لعب كافية مع فريقه.

العامل البدني هو مفتاح تتويج المغرب بكأس العالم للشباب أمام الأرجنتين

عند الحديث عن المواجهة النهائية الحاسمة ضد الأرجنتين، كشف فوهامي أن مفتاح تتويج المغرب بكأس العالم للشباب يكمن بشكل كبير في الجانب البدني، فقدرة اللاعبين على استعادة لياقتهم البدنية بعد المجهودات الجبارة التي بذلوها في مباراة نصف النهائي ستكون العامل الحاسم لمباغتة المنتخب الأمريكي الجنوبي، فالجاهزية البدنية تمنح الفريق الأفضلية في الصراعات الثنائية والقدرة على تطبيق الخطط التكتيكية حتى الدقائق الأخيرة من المباراة، وأبدى فوهامي إعجابه الشديد ببعض المواهب التي يتوقع لها مستقبلًا كبيرًا مع المنتخب الأول، مثل المهاجم ياسر زبيري الذي أرهق جميع دفاعات المنافسين بفضل سرعته وتحركاته الذكية، والجناح الأيسر جسيم ياسين الذي وصفه باللاعب الرائع القادر على أن يصبح عنصرًا مهمًا، بالإضافة إلى حارس المرمى يانيس بنشاوش الذي يمتلك كل الإمكانيات ليصبح خليفة ياسين بونو، مما يؤكد أن المستقبل يبدو مشرقًا.

في النهاية، عبر فوهامي عن ثقته الكاملة في أن جميع اللاعبين سيبذلون قصارى جهدهم في المباراة النهائية من أجل كتابة أسمائهم في تاريخ كرة القدم المغربية وتحقيق حلم التتويج العالمي.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.