نهاية المجاملات.. بفرمان ألماني حاسم يبدأ هانزي فليك مع برشلونة ثورة تصحيح صارمة من لامين يامال إلى الحكام.
بدأ الوجه الآخر للمدرب هانز فليك مع برشلونة في الظهور بوضوح هذا الموسم، حيث تحولت شخصيته الهادئة التي قادت الفريق لثلاثية محلية إلى نسخة أكثر صراحة وصدامية، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول استراتيجياته الجديدة بعد عامه الأول الذي هيمن فيه على الغريم التقليدي ريال مدريد محليًا وأوروبيًا ووصل فيه بالفريق إلى نصف نهائي دوري الأبطال.
بعد موسم أول استثنائي حقق فيه هانز فليك ثلاثية الدوري والكأس والسوبر المحلي، إلى جانب إقصاء درامي من دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان، تمكن المدرب الألماني من استخراج أفضل نسخة من كل لاعب في صفوف برشلونة دون الحاجة لإنفاق مبالغ طائلة على صفقات ضخمة، وقد تجلى هذا النجاح في سحق الغريم ريال مدريد، الذي كان بطل أوروبا آنذاك، أربع مرات متتالية دون أي تعادل؛ بنتائج ثقيلة كان أبرزها الفوز 4-0 و4-3 في الدوري، و5-2 في نهائي السوبر، بالإضافة إلى 3-2 في نهائي كأس الملك، وهو ما رسخ صورته كمدرب هادئ وفعال.
الوجه الآخر للمدرب هانز فليك مع برشلونة: تحول من الهدوء إلى الصدام
يبدو أن هانز فليك يعي تمامًا أن موسمه الثاني لا يرتقي لنجاحات الأول، وهو نمط تكرر معه سابقًا سواء مع بايرن ميونخ في موسم 2020-2021 أو خلال عامه الثاني كمدير فني للمنتخب الألماني، وتشير صحيفة “ماركا” الإسبانية إلى أن فليك قد خلع قناع الهدوء والاتزان هذا العام ليظهر جانبًا أكثر إنسانية وصدقًا، ولكنه أيضًا غير متوقع، فالمدرب الذي كان يعمل في صمت أصبح الآن لا يتردد في كشف المشاكل الداخلية للفريق خلف الأبواب المغلقة، مما يكشف عن الوجه الآخر للمدرب هانز فليك مع برشلونة بشكل لم يعهده الجمهور الكتالوني من قبل.
انتقادات علنية تكشف الوجه الآخر لهانز فليك تجاه لاعبيه
لم يعد المدرب الألماني يكتفي بالتعليمات الداخلية، بل أصبح يوجه انتقاداته بشكل مباشر وعلني، وهو تحول جذري في أسلوبه يكشف عن الوجه الآخر لهانز فليك في التعامل مع الضغوط واللاعبين، وقد ظهر ذلك جليًا في عدة مواقف هذا الموسم، حيث لم يسلم أحد من سهام نقده، سواء كانوا لاعبين شبابًا أو حتى مدربين آخرين، وقد أصبحت تصريحاته مادة دسمة لوسائل الإعلام التي تتابع هذا التغير الملحوظ في شخصيته.
من أبرز ضحايا هذه السياسة الجديدة:
- لويس دي لا فوينتي: دخل فليك في صدام مباشر مع مدرب منتخب إسبانيا بسبب إصابة لامين يامال، مؤكدًا أن اللاعب ذهب للمنتخب وهو يعاني من آلام، وهذا ينم عن عدم مراعاة للاعبين.
- فيرمين لوبيز: كان أحد الذين تلقوا انتقادات علنية؛ حيث صرح فليك للإعلام بأنه لم يكن سعيدًا بأداء اللاعب في فترة ما قبل بداية الموسم قبل أن يتحسن لاحقًا.
- لامين يامال: لم يسلم النجم الشاب المتوهج من لدغات مدربه، الذي أكد أنه لاعب استثنائي لكنه مطالب بالعمل بجدية أكبر، مشيرًا إلى أن الموهبة وحدها لا تكفي وأن عليه تطوير أدواره الدفاعية.
هذه التصريحات المباشرة، بالإضافة إلى تأكيده في مؤتمر صحفي بعد التعادل مع رايو فاليكانو على أهمية التواضع وتجنب الغرور الذي يفسد فرص النجاح، ترسم صورة جديدة للمدرب الذي لم يعد يجامل على حساب مصلحة الفريق، مما يوضح أن الوجه الآخر للمدرب هانز فليك مع برشلونة أصبح هو السمة الغالبة.
صدام مع الحكام: نهاية قناع الهدوء للمدرب هانز فليك
كان المشهد الأخير الذي أكمل الصورة هو طرد فليك في مباراة جيرونا بسبب اعتراضاته العصبية المتكررة على قرارات التحكيم، وهو سلوك يتناقض تمامًا مع صورته في الموسم الماضي، حيث كان يحرص دائمًا على تجنب الدخول في حروب إعلامية أو انتقادات للحكام، وهي عادة متجذرة في ثقافة النادي، وعلى الرغم من تأكيداته المستمرة بأنه لا يحب التعليق على أداء الحكام، إلا أن أفعاله هذا الموسم تظهر بوضوح أن قناع الهدوء قد سقط وأن الوجه الآخر لهانز فليك أصبح أكثر انفعالًا واستعدادًا للمواجهة.
هذه العصبية المتزايدة والصدامات المتكررة تمثل فصلًا جديدًا في مسيرة المدرب الألماني مع النادي الكتالوني، وتترك الباب مفتوحًا أمام التكهنات حول تأثير هذا التحول على مستقبل الفريق واستقراره في المنافسات القادمة.