من أجل عيون محاربي الصحراء.. تضحية كبرى قدمها لوكا زيدان تقربه من تمثيل منتخب الجزائر.
تثير التضحية التي قدمها لوكا زيدان من أجل الجزائر جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية, خاصة بعد اللغط الكبير الذي رافق قراره بالانضمام إلى صفوف “الخضر” في توقيت حساس, فبينما يرى البعض في خطوته انتهازية للاستفادة من فرصة المشاركة في كأس العالم, يسلط آخرون الضوء على المخاطر الكبيرة التي قبل بها نجل الأسطورة زين الدين زيدان.
جدل واسع حول التضحية التي قدمها لوكا زيدان من أجل الجزائر
لم تكن خطوة الانضمام للمنتخب الجزائري سهلة على الإطلاق بالنسبة لنجل الأسطورة الفرنسية, حيث واجه انتقادات لاذعة من عدة جهات, بعضها جاء من مصادر رسمية شككت في توقيت قراره الحساس قبل مباراة واحدة فقط من حسم التأهل لمونديال 2026, وهو ما جعل الكثيرين يصفون التضحية التي قدمها لوكا زيدان من أجل الجزائر بأنها مجرد خطوة انتهازية للاستفادة من فرصة عالمية وشيكة, لكن صحيفة “ليكيب” الفرنسية المرموقة قدمت رؤية تحليلية مختلفة تمامًا, مشيرة إلى أن وراء هذا القرار تضحيات حقيقية تستحق التوقف عندها.
كيف تهدد كأس أفريقيا مستقبل لوكا زيدان مع ناديه؟
تكمن المشكلة الحقيقية في أن الحارس البالغ من العمر 27 عامًا, وبمجرد التحاقه ببعثة “الخضر” للمشاركة في كأس أمم أفريقيا 2025 بالمغرب, سيغامر بمكانته الأساسية التي ناضل طويلاً للحصول عليها مع ناديه غرناطة الإسباني, إذ سيتغيب عن الفريق في فترة حرجة يخوض خلالها 6 مباريات كاملة, وفي عالم كرة القدم الاحترافية, خاصة في مركز حراسة المرمى, فإن الغياب لهذه الفترة الطويلة يفتح الباب على مصراعيه للحارس البديل لإثبات جدارته, وقد لا يستعيد الأساسي مكانه بسهولة, وهذا القرار يوضح حجم التضحية التي قدمها لوكا زيدان من أجل الجزائر.
رهانات صعبة ومخاطر مستقبلية في مسيرة لوكا زيدان مع الجزائر
لا تتوقف المخاطر عند فقدان مركزه الأساسي مؤقتًا, بل تمتد لتشمل مستقبله الكروي بالكامل على المدى البعيد, فالصحيفة الفرنسية الشهيرة ذكّرت بأن هذه الخطوة قد تكلفه حلم المشاركة في كأس العالم 2026, فمن المتعارف عليه أنه من الصعب جدًا أن يتم استدعاء حارس مرمى لا يشارك بانتظام مع ناديه لتمثيل منتخب بلاده في أكبر محفل كروي, وهنا يتجلى معنى التضحية التي قدمها لوكا زيدان من أجل الجزائر بقبوله هذه الرهانات الصعبة التي كان عليه الموافقة على تجاوزها قبل إعلان قراره النهائي بالانضمام للمنتخب, فالقرار يضع لوكا أمام مفترق طرق حقيقي في مسيرته, فبعد سنوات من البحث عن الاستقرار ونادٍ يمنحه فرصة اللعب بشكل منتظم, وجد نفسه مضطرًا للاختيار بين ضمان هذا الاستقرار أو تحقيق حلمه بتمثيل بلد أجداده.
إن فهم أبعاد التضحية التي قدمها لوكا زيدان من أجل الجزائر يتطلب النظر إلى ما هو أبعد من مجرد تغيير الجنسية الرياضية, بل يتعلق الأمر بمجموعة من الرهانات الكبرى التي قد تعيد تشكيل مسيرته بالكامل, ويمكن تلخيص المخاطر الرئيسية التي قبل بها زيدان في عدة نقاط أساسية:
- فقدان مركزه كحارس أساسي في نادي غرناطة الإسباني.
- الغياب عن ست مباريات هامة للفريق خلال فترة كأس أفريقيا.
- صعوبة استعادة مكانه الأساسي بعد عودته من البطولة القارية.
- تهديد فرصه في المشاركة ضمن قائمة كأس العالم 2026.
إن هذا التحليل الذي قدمته الصحافة الفرنسية يسلط الضوء على جانب آخر ومعقد من القصة, ويغير الصورة النمطية التي رُسمت عن اللاعب في البداية, فبدلاً من التركيز على فكرة “الانتهازي” الذي يبحث عن طريق مختصر للمجد الدولي, يبرز الآن لاعب محترف وضع طموحه في تمثيل جذوره فوق استقراره المهني الذي كافح من أجله, وهذا يعطي عمقًا أكبر لمفهوم التضحية التي قدمها لوكا زيدان من أجل الجزائر ويجعل قراره أكثر تعقيدًا مما يبدو على السطح.
يبقى مستقبل الحارس الشاب مفتوحًا على كل الاحتمالات, وسيكون أداؤه مع المنتخب الجزائري وقدرته على التعامل مع هذه الضغوط هو ما سيحدد ما إذا كانت هذه المخاطرة المحسوبة ستؤتي ثمارها على المدى البعيد في مسيرته الدولية.