مفاجآت السوق.. سوق الصاغة يشهد تحولات كبيرة بين شراء وبيع الذهب في الوقت الراهن
تذبذب سوق الذهب في مصر أثار تساؤلات كثيرة، خصوصًا مع الهبوط المفاجئ في سعر الأونصة التي فقدت بين 100 إلى 150 دولار في ساعات قليلة، ما أثر بشكل كبير على أسعار الذهب عيار 21 وخسر أكثر من 100 جنيه في يوم واحد، فهل هذا يشير إلى نهاية موجة الصعود التاريخية للذهب؟ أم أن الهبوط مجرد تصحيح مؤقت في سوق الذهب؟
الأسباب الأساسية وراء الهبوط المفاجئ في سعر الذهب في مصر
شهد الذهب العالمي طفرة غير مسبوقة في الأشهر الأخيرة، مع تسجيل أسعار الأونصة لمستويات قياسية قريبة من 4400 دولار، وسط توقعات بالارتفاع نحو 4500 و5000 دولار، نتيجة التوترات السياسية بين القوى العالمية الكبرى، خصوصًا بين أمريكا والصين، حيث يُعتبر الذهب الملاذ الآمن في أوقات الأزمات. ومن جهة أخرى، شهدت البنوك المركزية، وخاصة في الصين، عمليات شراء ضخمة من الذهب عززت الطلب بشكل كبير. غير أن الهبوط المفاجئ يرجع إلى عاملين رئيسيين؛ الأول هو جني الأرباح من قِبل المستثمرين الذين حققوا مكاسب كبيرة عند تجاوز الأسعار القمة التاريخية، فبدأوا ببيع كميات من الذهب، ما أحدث ضغطًا بيعيًا على السوق؛ أما السبب الثاني فهو انتعاش الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية التي جذبت مزيدًا من السيولة بعيدًا عن الذهب.
هل الهبوط الحالي في سوق الذهب في مصر يمثل انقلابًا أم تصحيحًا فنيًا؟
يتفق معظم الخبراء الماليين على أن الهبوط المفاجئ في أسعار الذهب هو تصحيح فني طبيعي لمرحلة الصعود القوية التي شهدها المعدن الثمين هذا العام، إذ تجاوزت مكاسب الذهب أكثر من 60% منذ بداية العام، وهو رقم ضخم يشير إلى قوة الاتجاه الصاعد بشكل عام. التصحيح الحالي يشبه “مرحلة تنفس” للسوق المرتبطة بِإنهاك السيولة، فمن المتوقع أن يستعيد الذهب زخمه الصاعد مع استمرار القلق الجيوسياسي وتواصل البنوك المركزية في تعزيز مخزوناتها من الذهب. الخطر يكمن فقط إذا فشل في تجاوز مناطق المقاومة التي تركها خلفه، عندها قد تشهد السوق مزيدًا من التقلبات.
نصائح المستثمرين في سوق الذهب: ماذا تفعل مع الذهب اليوم؟
للمستثمرين الذين يتبعون استثمارات طويلة الأجل، يعتبر كل انخفاض في سعر الذهب فرصة للشراء، نظرًا لأن الذهب يحتفظ بقيمته في مواجهة التضخم والتقلبات الاقتصادية. أما المضاربون فيجب عليهم توخي الحذر الشديد، فالأسواق تشهد تقلبات حادة قد تؤدي إلى خسائر سريعة أو مكاسب متقلبة، ويُنصح ببيع الذهب فقط إذا لم يتمكن المعدن من تجاوز المقاومة الفنية على المدى القريب. بالنسبة لأولئك الذين يمتلكون الذهب بالفعل، ينصح المحللون بالاحتفاظ بالذهب وعدم البيع بخسارة، لأن أقرب الاحتمالات هي تعويض الخسائر واستئناف رحلة الصعود التاريخية الخاصة به.
العامل | التأثير على سعر الذهب |
---|---|
التوترات الجيوسياسية | رفع الطلب بسبب الملاذ الآمن |
عمليات شراء البنوك المركزية | زيادة كبيرة في الطلب والدعم |
جني الأرباح | ضغط بيعي مؤقت يسبب الهبوط |
انتعاش الدولار الأمريكي | جذب السيولة بعيدًا عن الذهب وخفض الأسعار |