كوريا الجنوبية توقع اتفاقًا تجاريًا مع أمريكا.. استعدادات مكثفة لقمة «أبيك» المقبلة
تشهد المفاوضات بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أجواءً متفائلة بخصوص توقيع اتفاق تجاري مهم قبل انعقاد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، والتي ستستضيفها كوريا الجنوبية في وقت قريب. يسعى الطرفان إلى إتمام الاتفاق التجاري مع ضمان تلبية الاحتياجات الاقتصادية لكوريا الجنوبية دون تفاقم تأثيرات السوق النقدي في البلاد.
تفاصيل حول الاتفاق التجاري بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قبل قمة أبيك
أعلن كبير مستشاري السياسة في كوريا الجنوبية، كيم يونغ بوم، أن المحادثات مع الجانب الأمريكي شهدت تقدمًا ملموسًا في معظم القضايا المتعلقة بالاتفاق التجاري المنتظر؛ إلا أن بعض النقاط ما زالت بحاجة إلى التفاهم وتسوية التفاصيل النهائية. ويأتي هذا التطور بعد زيارة كيم إلى واشنطن للقاء وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، حيث تم مناقشة عدة جوانب اقتصادية وتقنية تتعلق بالعلاقة التجارية بين البلدين.
يركز الاتفاق المتوقع على كيفية التعامل مع حزمة التمويل الكورية التي تبلغ قيمتها 350 مليار دولار وتأثيرها على سوق الصرف الأجنبي في سول، حيث أكدت كوريا الجنوبية ضرورة وضع حدود ضمن قدرة البلاد على التحمل لضمان استقرار الأسواق المالية، مما يدعم تحقيق توازن في العلاقات التجارية متعددة الأبعاد بين البلدين.
خطوات كوريا الجنوبية لمواجهة تحديات الرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيرها في السوق
رغم خفض الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على بعض السلع الكورية من نسبة 25% إلى 15% خلال اتفاق يوليو الماضي، فقد اضطرت كوريا الجنوبية إلى اتخاذ إجراءات متنوعة لدعم الشركات المحلية في التعامل مع القيود التجارية المفروضة. وشملت هذه الإجراءات البحث عن أسواق جديدة وتنظيم برامج لتمكين الشركات من تخطي آثار الرسوم المتبقية، خاصة تلك المفروضة على السيارات والتي لا تزال عالقة حتى الآن وسط المفاوضات المستمرة.
في هذا السياق، يعكس التفاؤل المتبادل بين المسؤولين من كلا البلدين رغبة واضحة في تعزيز التعاون الاقتصادي وتحقيق تفاهمات جديدة خلال لقاء زعمائهم على هامش قمة أبيك بمدينة جيونج جو، حيث تتجمع الآمال لإبرام اتفاقية تعزز العلاقات التجارية وتحافظ على مصالح الطرفين.
موقع قمة أبيك ودورها في تعزيز التعاون الاقتصادي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والصين
تشكل قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، المقررة بين 31 أكتوبر و1 نوفمبر، فرصة استراتيجية لكوريا الجنوبية لتأدية دور الوسيط بين الولايات المتحدة والصين في ظل تصاعد التوترات التجارية، حسب تقرير معهد سيجونغ للأبحاث. وتنصب أهمية القمة على تعزيز التعاون بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، مع السعي لتخفيف حدة المنافسة الاقتصادية بين واشنطن وبكين.
يجدر بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد استعداده لعقد محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال فترة انعقاد القمة، مما يزيد من فرص التوافق التجاري وتبادل الاستثمارات، بينما تستعد كوريا الجنوبية لاحتضان تحالفات دبلوماسية وتجارية تدعم استقرار المنطقة وتوسع تطبيق الاتفاق التجاري المرتقب.
البند | التفاصيل |
---|---|
حجم التمويل الكوري الجنوبي | 350 مليار دولار تشمل قروض وضمانات واستثمارات محدودة |
نسبة الرسوم الجمركية الأمريكية الحالية | 15% على معظم السلع الكورية؛ الرسوم على السيارات مستمرة |
موعد قمة أبيك | 31 أكتوبر – 1 نوفمبر في مدينة جيونج جو |
الجهات المشاركة | كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، الصين، اليابان ودول أخرى في آسيا والمحيط الهادئ |
الأهداف الرئيسية للاتفاق التجاري | تعزيز الاستثمارات الثنائية، دعم سوق العمل، توازن سوق الصرف الأجنبي |
- مراجعة تفاصيل نقاط الخلاف المتبقية بين الجانبين لضمان توافق نهائي
- تنسيق الجهود لدعم الشركات الكورية في مواجهة القيود التجارية
- استغلال فرص القمة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي
- متابعة استثمارات كبرى الشركات مثل سامسونج وهيونداي لتحفيز النمو الاقتصادي
- توفير ضمانات كافية لتقليل المخاطر على سوق الصرف الأجنبي في كوريا الجنوبية
تتضح أهمية توقيع الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة قبل قمة أبيك ليس فقط من الناحية الاقتصادية ولكن أيضًا سياسيًا؛ إذ تمكنت كوريا الجنوبية من التواجد على الساحة الدولية كوسيط موثوق بين كبار القوى العالمية، وبينما تزال المفاوضات في مراحلها النهائية، فإن التفاؤل السائد يعكس رغبة مشتركة في تحقيق تقدم يعزز مصلحة كلا الطرفين ويؤسس لعلاقات تجارية مستقرة ومثمرة.