طفرة سعرية.. المستهلكون يصطفون في طوابير لشراء الذهب على طريقة آيفون

اصطف المستهلكون في عدة مدن آسيوية أمام محال بيع السبائك الذهبية، بحثًا عن شراء المعدن النفيس بعد ارتفاع قياسي في سعر الذهب، الذي وصل إلى نحو 4330 دولارًا للأوقية هذا الأسبوع مع تجاوز القيمة السوقية حاجز 30 تريليون دولار للمرة الأولى في التاريخ، ما دفع البعض لانتظار فرصة الاقتناء وسط مشهد يشبه طوابير شراء الأجهزة الإلكترونية الحديثة.

ارتفاع سعر الذهب وتأثيره على الإقبال في الأسواق الآسيوية

شهدت محال بيع السبائك الذهبية في مناطق مثل سنغافورة وسيدني وفيتنام ازدحامات غير معتادة، حيث أقدمت بعض المتاجر على تعليق لافتات تفيد بنفاد الذهب مؤقتًا، مما يعكس إقبالاً غير مسبوقًا من المستهلكين، لا سيما صغار المستثمرين الذين يسعون للاستفادة من موجة صعود الأسعار. يرتبط هذا الزخم برغبة ملحة في التملك خلال هذه الفترة التي وصفها المحللون بـ«الذروة النفسية»، إذ يتحول الذهب إلى هدف رئيسي للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق العالمية.

مخاوف المحللين من طفرة الذهب وتأثير الهوس الجماعي على الأسواق

تثير ظاهرة الطوابير أمام محال شراء السبائك الذهبية تحذيرات من وقوع حالة هوس قد تسبق تراجعًا في الأسعار، حيث يشير بعض الخبراء إلى أن هذا الاندفاع المكثف قد يعكس مرحلة مضاربة مفرطة تشبه موجات سابقة شهدت ارتفاعا حادا تلاها تصحيح قوي، ما يحذر المستثمرين من المخاطر المحتملة لفقاعة أسعار الذهب. تلك الذروة التي تُرى أحيانا كفترة مؤقتة تحكمها العوامل النفسية تجعل الأسواق معرضة لتقلبات حادة تفرض على المستثمرين توخي الحذر.

استمرار الطلب على الذهب وسط التقلبات الاقتصادية العالمية

يرى عدد من المحللين أن الزخم الحالي نحو شراء السبائك الذهبية لن يتراجع بسهولة في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، الذي يدفع الكثيرين نحو الأصول الملموسة كملاذ آمن. فهذا التوجه يدل على تنامي أهمية الذهب كوسيلة للحفاظ على قيمة الأموال في ظل غموض الأسواق المالية، ويعزز مكانة المعدن الأصفر كخيار أول للمستثمرين في أوقات الأزمات. توقعاتهم تشير إلى استمرار حالة البحث عن الذهب، مقابل المخاوف الاقتصادية والعوامل الجيوسياسية.