تدهور خطير.. حرب التجارة بين أمريكا والصين تهدد استقرار الاقتصاد العالمي وتثير المخاوف
تشكل حرب التجارة بين أمريكا والصين سحابة سوداء تهدد توقعات الاقتصاد العالمي، مع بروز ما يعرف بـ”الوضع الطبيعي الجديد” الذي يتسم بالضبابية وعدم الاستقرار المستمر. يبدي كبار المسؤولين الماليين العالميين ارتياحا محدودا تجاه متانة الاقتصاد رغم صدمات السياسات المتكررة، لكنهم في الوقت ذاته يعانون من حالة من القلق وعدم الوضوح المستقبلي التي تبدو بلا حدود.
تأثير حرب التجارة بين أمريكا والصين على الاقتصاد العالمي والضبابية المستمرة
التوتر المتصاعد بين أمريكا والصين، وخاصة بعد إعلان ترامب عن رسوم جمركية موسعة في أبريل/نيسان 2018، أدخل الاقتصاد العالمي في حالة من عدم اليقين والارتباك؛ إذ تحول المشهد السياسي بشكل سريع ومتذبذب يصعب تفسيره أو التكهن به. كما أشار نائب محافظ بنك تايلاند بيتي ديسياتات إلى الصعوبة الكبيرة التي يواجهها صناع السياسات في فهم وتطبيق السياسات التجارية الجديدة والتواصل بشأنها، مما يعكس مدى الضبابية التي تلف المستقبل الاقتصادي. في المقابل، سجل الاقتصاد العالمي مؤشرات مرنة أمام هذه التدفقات المتشابكة، غير أن القلق ما زال قائما في ظل استمرار أوجه الضبابية والشد والجذب بين القوتين العالميتين. وقد نجمت هذه التوترات عن فرض بكين قيودًا جديدة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، ليرد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية بنسبة 100%، مما زاد من اشتداد حرب التجارة.
دور التعاون الإقليمي والثنائي في مواجهة تداعيات حرب التجارة بين أمريكا والصين
وسط هذه الأجواء المضطربة، برز توجه دولي واضح نحو تعزيز العلاقات الإقليمية والثنائية كآلية للتكيف مع التحديات الناتجة عن حالة الضبابية الاقتصادية. أكدت كريستالينا غورغيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، أن التوتر بين الولايات المتحدة والصين، رغم حدة تصاعده، لم يتحول إلى صراع تجاري شامل، الأمر الذي يشجع على السعي لإقامة تحالفات جديدة بعيدًا عن تأثير الطرفين. كما ذكرت الوزيرة النيوزيلندية نيكولا ويليس أن الاتجاه نحو تعزيز التعاون الإقليمي سيمضي قدماً خاصة مع تصاعد الأوضاع الجيوسياسية، بينما يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى الانضمام إلى اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ، التي تجمع 11 دولة لتوسيع آفاق التجارة الحرة. وعلى الجانب العربي، أضافت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر، أن تعزيز التعاون الإقليمي يبقى ضرورة في ظل تحديات الاقتصاد العالمي.
حاجة ملحة لإصلاحات منظمة التجارة العالمية وسط تداعيات حرب التجارة بين أمريكا والصين
تؤكد منظمة التجارة العالمية على ضرورة إجراء إصلاحات جذرية لتعزيز دورها كمظلة للتجارة الدولية في ظل حالة الفصل المتزايد بين القوتين الأكبر عالميًا. أشارت المديرة العامة نجوزي أوكونغو إيويالا إلى أهمية تنويع التجارة وتوسيع نطاقها لتفادي تعرض بعض الدول لمخاطر اقتصادية، حيث لم تحقق التجارة العالمية فوائد متساوية لجميع الدول، بل ساعدت بعضها بشكل واضح بينما تركت أخرى في مهب التأثيرات السلبية. ولهذا، تبدو إعادة هيكلة السياسات التجارية وتحسين آليات التنسيق الدولي ضرورية لتحسين مناخ التجارة العالمية وردم الفجوات المتزايدة التي سدت طريق النمو الاقتصادي، خاصة وسط استمرار تداعيات حرب التجارة بين أمريكا والصين وتشابكها مع العوامل الجيوسياسية المعقدة.
الحدث | التاريخ | الوصف |
---|---|---|
إعلان الرسوم الجمركية الأميركية | أبريل/نيسان 2018 | فرض ترامب رسوم جمركية واسعة أطلق عليها “رسوم يوم التحرير” |
اجتماعات وزراء المالية وصانعي السياسات | أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول 2018 | مناقشة آثار السياسات التجارية والتوتر بين أمريكا والصين |
فرض قيود الصين على صادرات المعادن الأرضية النادرة | حزيران/يونيو 2018 | قيود على تصدير المعادن التي رد عليها ترامب برفع الرسوم الجمركية |
الاتحاد الأوروبي ينضم لاتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ | 2018 | توسيع نطاق التعاون التجاري وسط الخلافات التجارية العالمية |