تحدي الصعاب .. المخرج رشيد مشهراوي يكشف كواليس عرض أفلام من قلب غزة في مهرجان الجونة السينمائي
تمثل مشاركة المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي لعرض أفلام من قلب غزة في مهرجان الجونة السينمائي خطوة فارقة، حيث يمثل المهرجان منصة حيوية لصناع السينما العرب لنقل قصصهم وتجاربهم الإنسانية إلى العالم، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، ما يمنح هذه المشاركة بُعدًا أعمق يتجاوز حدود الفن ليصل إلى صميم الواقع.
مهرجان الجونة نافذة لعرض أفلام من قلب غزة للعالم
أعرب المخرج رشيد مشهراوي عن سعادته العميقة بافتتاح مهرجان الجونة، مؤكدًا على أهميته كحدث سينمائي بارز، كما عبر عن فخره الكبير باختياره عضوًا في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، لكن السعادة الأكبر بالنسبة له كانت في مشاركته بعرض سبعة أفلام وثائقية استثنائية، فهذه الأعمال ليست مجرد أفلام عادية بل هي قصص حية تأتي مباشرة من هناك، حيث قام بإنجازها سينمائيون وسينمائيات لا يزالون يعيشون في غزة، يروون حكاياتهم وصمودهم رغم كل التحديات التي يواجهونها يوميًا، ويُعتبر عرض هذه المجموعة من أفلام من قلب غزة في مهرجان الجونة بمثابة فرصة نادرة لفتح نافذة يطل منها العالم على نبض الحياة هناك.
يرى مشهراوي أن إتاحة الفرصة لهؤلاء المبدعين من داخل غزة لمشاركة قصصهم مع جمهور عالمي عبر منصة بحجم مهرجان الجونة هو أمر يبعث على السعادة والفخر، فهو يمنحهم مساحة ثمينة للتعبير عن واقعهم المعاش وتحدياتهم اليومية، ويعكس أهمية المهرجان كجسر ثقافي للتواصل الإنساني، كما أن هذا العرض الخاص لـ أفلام من قلب غزة في مهرجان الجونة يسلط الضوء على قوة السينما في نقل الحقيقة وتوثيق اللحظات الإنسانية التي قد تغيب عن وسائل الإعلام التقليدية، مما يمنح صوتًا لمن لا صوت لهم.
الهم الإنساني وراء أفلام من قلب غزة في مهرجان الجونة
تطرق المخرج الفلسطيني إلى العمق الإنساني الذي يشكل جوهر أعماله السينمائية، موضحًا أن الأولوية القصوى له ولفريقه كانت دائمًا تتمثل في محاولة وقف المأساة التي يعيشها الفلسطينيون، فقبل التفكير في المستقبل أو الخطط السينمائية طويلة الأمد، كان الهم الأكبر هو إيقاف الكابوس والموت اليومي، وكانت الجهود منصبة على كيفية ضمان وصول الغذاء والدواء إلى الناس المحتاجين، وكيفية حماية الأطفال من الموت بين أحضان أهاليهم؛ وهذه الرؤية الإنسانية هي التي تغذي أفلام من قلب غزة في مهرجان الجونة وتمنحها صدقًا وقوة.
أكد مشهراوي أن التفكير في المستقبل كان مؤجلًا أمام ضرورة التعامل مع الواقع الأليم، حيث كان الهدف الأول هو وقف نزيف الأرواح، ومع بدء تحقق بعض الخطوات نحو تخفيف المعاناة، بدأ الشعور ببعض الراحة يتسلل إلى النفوس، وهذا الشعور بالمسؤولية هو الدافع الحقيقي الذي يجعله يصر على عرض هذه المجموعة من أفلام من قلب غزة في مهرجان الجونة، ليس كفن للترفيه بل كأداة للمقاومة الإنسانية وصرخة للعالم ليرى ما يحدث، وهو ما يعكس التزام السينما الفلسطينية بقضايا شعبها.
دورة مهرجان الجونة الثامنة منصة داعمة لصناع السينما
تأتي الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، المقررة إقامتها في الفترة من 17 إلى 24 أكتوبر 2025، تحت شعار يركز على تعزيز التواصل بين صناع السينما من مختلف أنحاء العالم، لتكون بمثابة ملتقى ثقافي وفني غني، ويشارك في هذه الدورة أفلام من أكثر من 30 دولة، مما يعكس مكانة المهرجان الدولية وقدرته على استقطاب أعمال سينمائية متنوعة، وستشهد الفعاليات عروضًا أولى لأفلام عربية مرتقبة، إلى جانب تنظيم ندوات وورش عمل متخصصة تناقش مستقبل الإنتاج السينمائي والتحديات التي تواجهه، مما يؤكد أن عرض أفلام من قلب غزة في مهرجان الجونة يأتي ضمن سياق أوسع لدعم السينما الهادفة.
تتميز الدورة الثامنة للمهرجان بعدة جوانب رئيسية تجعلها حدثًا استثنائيًا، من بينها:
- مشاركة دولية واسعة تضم أفلامًا من أكثر من 30 دولة.
- عروض أولى لأهم الأعمال السينمائية العربية الجديدة.
- ندوات متخصصة لمناقشة مستقبل صناعة السينما.
- تكريم رموز الفن في مصر والعالم العربي.
- استمرار دعم السينما المستقلة والمواهب الشابة.
بهذه الفعاليات المتكاملة، يواصل المهرجان دوره المحوري في دعم السينما المستقلة والمواهب الشابة، مؤكدًا على رسالته الفنية والإنسانية التي تتجلى بوضوح في مبادرات مثل تسليط الضوء على أفلام من قلب غزة في مهرجان الجونة ومنحها منصة عالمية تستحقها.