بطلة بالصدفة .. سارة جوهر تكشف كواليس اختيار طفلة من الشارع لفيلم “عيد ميلاد سعيد” بعد موقف إنساني.

تكشف كواليس فيلم عيد ميلاد سعيد المرشح للأوسكار عن رحلة إبداعية شاقة ومختلفة، حيث صرحت المخرجة سارة جوهر أن مرحلة التحضير للعمل مع الأطفال المشاركين استغرقت عامًا كاملًا، وقد حولت مكتب المونتير أحمد السوقي إلى ورشة عمل يومية، حرصت فيها على أن تكون التجربة مزيجًا من اللعب والفن والألوان لخلق بيئة إيجابية ومحفزة لهم.

تحضير أطفال فيلم “عيد ميلاد سعيد” المرشح للأوسكار: كواليس فنية ونفسية

أوضحت سارة جوهر أنها ابتعدت عن الأساليب التقليدية في إعداد الممثلين الصغار؛ معتمدةً على أساليب مبتكرة لضمان اندماجهم الكامل مع أدوارهم، فكان التحضير النفسي هو حجر الزاوية في منهجيتها، إذ سعت لجعل الأطفال مرتاحين وسعداء ومدركين لكل تفصيلة في شخصياتهم قبل الوقوف أمام الكاميرا، وقد ركزت على أن يعيشوا الدور بدلًا من مجرد تمثيله، وهو ما يبرز في العمق الذي ظهر به أداؤهم، فكان الهدف الأساسي هو بناء علاقة حقيقية بين الطفل والشخصية التي يجسدها، وقد تجلت أهمية هذه المرحلة في كواليس فيلم عيد ميلاد سعيد المرشح للأوسكار التي صنعت الفارق.
واعتمدت المخرجة على عدة تقنيات لكسر الحواجز النفسية وبناء الثقة، منها:

  • الرسم الجماعي كوسيلة للتعبير عن المشاعر وتكوين الروابط.
  • سرد القصص والحكايات لتقريب الأطفال من عوالم شخصياتهم الدرامية.
  • توفير بيئة عمل تشبه مساحة لعب آمنة ومفعمة بالألوان والحيوية.

وهذه الطريقة غير المألوفة في التحضير تؤكد أن كواليس فيلم عيد ميلاد سعيد المرشح للأوسكار كانت تجربة إنسانية بقدر ما هي فنية.

اكتشاف بطلة الفيلم: رحلة البحث عن “توحة” في شوارع مصر

لم يأتِ اختيار الطفلة ضحى رمضان لدور “توحة” عبر الطرق المعتادة للاختيار، بل كان نتاج عملية بحث ميدانية شاقة استمرت ثلاثة أشهر في شوارع مصر، فقد كانت رؤية المخرجة واضحة؛ هي تبحث عن فتاة حقيقية من قلب الشارع المصري، تحمل براءة ووعيًا وذكاءً فطريًا، بعيدًا عن فتيات الإعلانات أو نجمات السوشيال ميديا، فكوّنت فريقًا من الفتيات نزلن إلى الشوارع للتعرف على الأطفال والتحدث معهم، وبعد جمع 60 فتاة في دار الأوبرا لكسب ثقة الأهالي ومراقبة شخصياتهن الحقيقية، برزت ضحى بوعيها وحضورها النادر والمختلف، وهو ما جعلها الخيار الأمثل للدور الذي يتطلب صدقًا وعفوية.

تحديات التصوير وشراكة فنية تدعم كواليس فيلم عيد ميلاد سعيد

واجه فريق العمل صعوبات كبيرة خلال تصوير مشاهد النيل، حيث قامت سارة جوهر بخوض التجربة بنفسها قبل التصوير لتحديد الأماكن الآمنة، فنزلت في مياه النيل خلال شهر فبراير لتفادي أي مخاطر، لكن ارتفاع منسوب المياه يوم التصوير أجبرهم على تغيير الخطة بالكامل، فاضطرت للنزول إلى المياه بملابسها لمساعدة الطفلة ضحى التي كانت تحت الماء تقريبًا، وبدأت في تحويل الموقف الصعب إلى تمرين تمثيلي لإلهاء الأطفال عن البرد حتى تم إصلاح الكاميرا، مما يوضح أن كواليس فيلم عيد ميلاد سعيد المرشح للأوسكار كانت مليئة بالمواقف الإنسانية، وأشادت جوهر بالدعم الكبير الذي تلقته من زوجها المخرج محمد دياب، الذي ساعدها في بناء عمود فقري قوي للسيناريو، معتبرة أن هذه الشراكة كانت أساسًا لنجاح العمل.

وفيما يتعلق بترشيح الفيلم لتمثيل مصر في الأوسكار، تتبنى جوهر نظرة واقعية بعيدًا عن التفاؤل المفرط أو التشاؤم، فهي تدرك أن الحملة الدعائية للأوسكار مكلفة للغاية، لكنها راهنت على اختيار مهرجانات استراتيجية تمنح الفيلم فرصة للوصول إلى الجمهور والنقاد، واضعةً نصب عينيها هدف الوصول إلى القائمة القصيرة المكونة من خمسة عشر فيلمًا، وهو ما تعتبره إنجازًا كبيرًا في حد ذاته، كما كشفت عن انشغالها حاليًا بكتابة سيناريو لصالح نتفليكس أمريكا بالتعاون مع محمد دياب، إلى جانب تطويرها لثلاثة مشاريع جديدة، معتبرة أن الأولوية الآن هي أن يكمل فيلمها مشواره بنجاح.

المعلومة التفاصيل
الأبطال الرئيسيون نيللي كريم، حنان مطاوع، محمد ممدوح، والطفلة ضحى رمضان
المنتج المشارك جيمي فوكس
جوائز مهرجان ترايبيكا 3 جوائز منها جائزة أفضل فيلم عالمي
الترشيح الرسمي ممثل مصر في سباق الأوسكار 2025 لأفضل فيلم دولي

إن رحلة الفيلم الذي فاز بثلاث جوائز مرموقة في مهرجان ترايبيكا ويحمل آمال السينما المصرية في المحافل الدولية، تعكس رؤية فنية فريدة وشجاعة في التنفيذ، مما يجعله عملًا يستحق المتابعة والتقدير.

صحفي يغطي مجالات الرياضة والثقافة، معروف بمتابعته الدقيقة للأحداث الرياضية وتحليلاته المتعمقة، بالإضافة إلى اهتمامه بالجانب الإنساني في القصص الثقافية والفنية.