اقتحام المستقبل.. التخطيط القومي يشارك بفعالية في المؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي ويبرز دوره الريادي

شهد مؤتمر الذكاء الاصطناعي الدولي الأول مشاركة مهمة لمعهد التخطيط القومي، الذي يلعب دورًا محوريًا في صياغة مستقبل التنمية الرقمية في مصر. يرتكز الحوار حول أهمية الذكاء الاصطناعي في التنمية الوطنية وأثره على سوق العمل والتحديات المرتبطة بهذا المجال الحيوي.

أهمية استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2025-2030 في تطوير التنمية الرقمية

برزت أهمية الإصدار الثاني لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي 2025-2030، التي أطلقها معهد التخطيط القومي، كخطوة محورية نحو بناء مجتمع رقمي يعتمد على المعرفة والتقنيات الحديثة؛ إذ تمثل هذه الاستراتيجية إطارًا شاملاً لتعزيز التحول الرقمي وتنفيذ مشاريع مبتكرة تدعم التنمية الاقتصادية. وتُعد الاستراتيجية ركيزة أساسية لاستغلال فرص الذكاء الاصطناعي بما يخدم الأولويات الوطنية ويحقق أهداف التنمية المستدامة.

تأثير الذكاء الاصطناعي على أسواق العمل العربية ورؤية معهد التخطيط القومي

تكشف الدراسات والتحليلات التي يقدمها معهد التخطيط القومي، بالتعاون مع معاهد عربية، أن نحو 16% من المهن في الدول العربية معرضة لتأثير الذكاء الاصطناعي بدرجة عالية، مع وجود 40% من العمال في قطاعات تعرضها متوسط لهذا الذكاء. يعكس هذا الواقع تغييرات جذرية في سوق العمل، خاصة مع التفاوت في التأثيرات بين الجنسين، حيث تميل النساء إلى العمل في مهنٍ ذات تعرض مرتفع للتكنولوجيا، مما يستوجب وضع سياسات متوازنة للحماية والدعم. التقرير التالي يعرض أهم النتائج:

• 16% من المهن ضمن فئة التعرض المهني العالي للذكاء الاصطناعي
• 40% من القوى العاملة تعمل في قطاعات ذات تعرض متوسط
• وجود تفاوت واضح في التعرض المهني بين الجنسين

دور السياسات الوطنية في تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية الاقتصادية الحديثة

يؤكد معهد التخطيط القومي على الحاجة لإطار أعمال تشريعي ومؤسسي يعزز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، مع حماية المجتمع من المخاطر المحتملة عبر سياسات واضحة وأهداف قابلة للقياس. كما يشدد على أهمية تطوير مؤشرات وطنية لرصد الفجوات المهنية والتوجهات الاجتماعية، بالإضافة إلى دعم القطاع الخاص والشركات الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي. وتتضمن توصيات المعهد تدعيم سياسات سوق العمل النشطة، وتعزيز الحماية الاجتماعية والانتقالات المهنية العادلة، وتطوير البنية التحتية الرقمية وتحفيز البحث والابتكار.

مشاركة نخبة من الخبراء والمسؤولين في المؤتمر، ومن بينهم الدكتور أشرف العربي، تعكس حرص الدولة المصرية على تعزيز التحول الرقمي بشراكات محلية وعالمية داعمة، مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تكنولوجيا، بل أساس لهوية جديدة ترتكز على المعرفة والمواكبة المستمرة في عالم متغير.