حكم بالسجن.. بتهمة غريبة «غاز الضحك» يطيح بمسيرة لاعب سابق في الدوري الإنجليزي

واجه لاعب سابق في الدوري الإنجليزي الممتاز حكماً قضائياً بالسجن، بعد تورطه في إدارة شبكة واسعة لبيع مادة “غاز الضحك” المحظورة على نطاق تجاري منظم، وهي قضية كشفت عن تحول مسيرته من الملاعب الخضراء إلى عالم الجريمة، مما أثار صدمة في الأوساط الرياضية التي كانت تتابعه، خاصة بعد أن بدأت مسيرته الكروية واعدة في أحد أندية القمة.

مسيرة لاعب سابق في الدوري الإنجليزي الممتاز من الملاعب إلى السجن

بدأ اللاعب الجامايكي جامار لوزا، البالغ من العمر 31 عاماً، مسيرته الاحترافية مع نادي نوريتش سيتي في عام 2013، حيث كان يُنظر إليه كأحد المواهب الصاعدة، لكن ظهوره في أقوى دوريات العالم كان محدوداً للغاية؛ إذ لم يشارك سوى في مباراة واحدة فقط ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، وكانت تلك المباراة في مايو 2014 عندما تلقى فريقه هزيمة بهدفين دون رد أمام نادي أرسنال، وبعدها بدأت رحلة المهاجم الشاب في التراجع تدريجياً، حيث انتقل على سبيل الإعارة إلى عدة أندية في الدرجات الأدنى مثل كوفنتري سيتي وييوفيل تاون وستيفيناج، بحثاً عن فرصة لإثبات ذاته، قبل أن يغادر ناديه الأصلي بشكل نهائي في عام 2016 ليتنقل بين فرق الدوريات الأدنى.

تفاصيل القبض على لاعب سابق في الدوري الإنجليزي بتهمة بيع غاز الضحك

شهد عام 2022 نقطة تحول خطيرة في حياة اللاعب، ففي شهر أغسطس من ذلك العام، تم إلقاء القبض عليه مرتين خلال أسبوع واحد فقط، مما كشف عن نشاطه غير القانوني، ففي المرة الأولى، عثرت الشرطة على عدد كبير من عبوات أكسيد النيتروز، المعروف شعبياً باسم “غاز الضحك”، مخبأة داخل سيارته، وعلى إثر ذلك تم احتجازه واستجوابه قبل إطلاق سراحه مؤقتاً، لكن بعد أيام قليلة، أوقفته الشرطة مجدداً في نقطة تفتيش أخرى، لتتأكد الشكوك حول تورط هذا اللاعب السابق في الدوري الإنجليزي الممتاز في شبكة توزيع منظمة، وتوضح تفاصيل التحقيقات أن إيقافه لم يكن مجرد صدفة، بل كان نتيجة مراقبة أمنية لتحركاته.

كيف أدار لاعب الدوري الإنجليزي السابق تجارة غاز الضحك على نطاق واسع؟

كشفت جلسات محكمة نوريتش كراون عن حجم النشاط التجاري الذي كان يديره جامار لوزا، حيث اعترف بتهمتين تتعلقان بحيازة مادة مؤثرة عقلياً بقصد توزيعها، ليصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 28 شهراً، وتبين للمحكمة أن اللاعب السابق كان يدير عملية توريد للمادة على نطاق صناعي، حيث كان ينقلها بين لندن ونورفولك بتكلفة تصل إلى 10 آلاف جنيه إسترليني لكل شحنة، مستعيناً بسائقين لتوصيل الطلبات، كما تفاخر أمام بائعين آخرين بأنه كان يجني أموالاً طائلة لدرجة أنه لم يكن يعرف كيفية إنفاقها، مما يؤكد ضخامة الأرباح التي حققها من هذه التجارة المحظورة.

تسلسل الأحداث الذي أدى إلى إدانة اللاعب:

  • القبض على لوزا للمرة الأولى في أغسطس 2022 وبحوزته عبوات غاز الضحك.
  • إطلاق سراحه بعد الاستجواب الأولي مع استمرار التحقيقات.
  • إلقاء القبض عليه مجدداً بعد أيام قليلة في نقطة تفتيش أمنية.
  • اعترافه أمام المحكمة بإدارة شبكة لتوزيع المادة المحظورة.
  • إصدار الحكم النهائي بسجنه لمدة 28 شهراً.

لم تقتصر مسيرة لوزا على الأندية الإنجليزية فقط، بل امتدت لتشمل تمثيل منتخب بلاده على المستوى الدولي، حيث شارك في أربع مباريات مع منتخب جامايكا خلال عام 2014، مما يجعل سقوطه في عالم الجريمة أكثر إثارة للدهشة، ويطرح تساؤلات حول الأسباب التي تدفع رياضياً محترفاً لإنهاء مسيرته بهذا الشكل المأساوي.

يمثل هذا الحكم نهاية محزنة لمسيرة لاعب سابق في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي انتقل من تحقيق حلم اللعب في أعلى المستويات إلى قضاء فترة طويلة خلف القضبان، لتكون قصته عبرة للرياضيين الشباب حول مخاطر اتخاذ قرارات خاطئة قد تدمر مستقبلهم المهني والشخصي بشكل كامل.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.