توتر متصاعد.. هدوء حذر بين واشنطن وبكين مع تحذيرات التجارة العالمية من تصعيد جديد

تجددت الآمال في تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعدما أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت حدوث انفراجة في العلاقات التجارية، مع استعداد لإجراء اتصال قريب مع نظيره الصيني هي ليفينغ لتفعيل الحوار مجددًا وتعزيز التفاهم بينهما.

تطورات العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وفرص التهدئة

أجمع مسؤولون أمريكيون على وجود هدوء حذر في المفاوضات التجارية مع الصين، حيث عبّر الوزير بيسنت عن أمله في أن تبدي الصين الاحترام المتبادل الذي أظهرته واشنطن، مع استعداد لبحث القضايا الخلافية عبر مكالمة هاتفية مع المسؤول الصيني، بالإضافة إلى لقاء مرتقب في ماليزيا تحضيرًا لقمة تجمع بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ على هامش قمة “أبيك” الاقتصادية. إلا أن التوتر في العلاقات التجارية لا يزال قائمًا على خلفية قرارات الصين الأخيرة بتشديد قيود تصدير المعادن النادرة، ما دفع ترامب للتهديد بفرض رسوم جمركية مرتفعة تصل إلى 100% على البضائع المستوردة من الصين، إضافة إلى إلغاء اجتماعات كانت مقررة بين الطرفين.

التداعيات الاقتصادية وتحذيرات منظمة التجارة العالمية من تصعيد جديد بين واشنطن وبكين

حذرت منظمة التجارة العالمية، عبر مدرئتها نجوزي أوكونغو إيويالا، من خطورة تصاعد الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مشيرة إلى احتمالية تراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تصل إلى 7% في حال تفاقم النزاع. وأكدت إيويالا أن استمرار التوتر قد يؤدي إلى أضرار اقتصادية تتجاوز حدود البلدين، خاصة على الدول النامية التي تعتمد على سلاسل الإمداد العالمية، مشددة على أن انقسام الاقتصاد العالمي إلى كتلتين تجاريتين سيخلق خسائر ضخمة على الرفاهية الاجتماعية في تلك الدول. كما خفضت المنظمة توقعاتها لنمو التجارة العالمية للبضائع في 2026 إلى 0.5%، مقابل تقديرات سابقة بلغت 1.8%، بسبب السياسات الحمائية التي أثرت على تدفق التجارة الدولية.

جهود التهدئة وفرص إصلاح النظام التجاري العالمي وفقًا لمنظمة التجارة العالمية

رغم التوتر المستمر، تسعى منظمة التجارة العالمية إلى إعادة الاستقرار للنظام التجاري عبر تعزيز الحوار بين واشنطن وبكين، حيث أكدت إيويالا وجود تعاون مع المسؤولين الأمريكيين، مثل نائب الممثل التجاري جوزيف بارلون، والتقدم في تسوية المتأخرات المالية الأمريكية تجاه المنظمة. كما أشادت بقرار واشنطن بالامتناع عن تقليص الدعم المالي للمنظمة، معربة عن أملها في أن يُسهم هذا التعاون في إصلاح النظام التجاري الدولي ليتمكن من التكيف مع المتغيرات الاقتصادية، مثل التجارة الرقمية والخدمات والاقتصاد الأخضر. يأتي ذلك في ظل تأكيد المنظمة أن 72% من التجارة العالمية لا تزال تخضع لقواعدها، مما يدل على قوة النظام متعدد الأطراف رغم التحديات السياسية.

  • تصاعد القيود الصينية على المعادن النادرة يفاقم التوتر التجاري
  • الولايات المتحدة تهدد بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100%
  • اجتماعات ثنائية بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين للتهدئة والتحضير لقمة “أبيك”
  • تحذيرات منظمة التجارة العالمية من خسائر اقتصادية عالمية تصل إلى 7%
  • خفض توقعات نمو تجارة البضائع العالمية إلى 0.5% في 2026
  • محاولات إصلاح النظام التجاري الدولي لتعزيز المرونة ودعم التجارة الرقمية والاقتصاد الأخضر

يبقى مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين محور اهتمام عالمي، حيث يعول المجتمع الدولي على تواصل ناجح بين الطرفين لاحتواء التوترات، بما يضمن استقرار التجارة العالمية، ويحمي التنمية الاقتصادية للدول النامية التي تأثرت بشكل كبير بسبب الاضطرابات الأخيرة. مع استمرار هذه الجهود، تبقى الرؤية الاقتصادية المشتركة والتوافق السياسي عاملين حاسمين لدعم مسارات الحوار وتجنب تصعيد قد يضر بالعلاقات الاقتصادية العالمية.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.