تغيرات مفاجئة .. توقعات سيتي غروب لأسعار النفط تقترب من أدنى مستوياتها خلال الفترة المقبلة

شهدت أسعار النفط تقلبات كبيرة مع احتمالية تراجعها إلى مستويات قريبة من 50 دولاراً للبرميل، وفقًا لتوقعات سيتي غروب التي تناولت تأثير النزاع الروسي الأوكراني وظهور مؤشرات على فائض في المعروض العالمي؛ مما يفتح المجال أمام سيناريوهات متباينة في سوق النفط الدولية.

توقعات أسعار النفط مع تراجع حدة النزاع الروسي الأوكراني

أوضح إريك لي، كبير محللي السلع في بنك سيتي غروب، أن تخفيف التوترات بين روسيا وأوكرانيا يمكن أن يسرّع من انخفاض أسعار النفط بشكل كبير؛ حيث يشير إلى احتمال وصول الأسعار إلى 50 دولاراً للبرميل في ظل سيناريو متشائم؛ يعتمد بصورة أساسية على انحسار هجمات أوكرانيا على مصافي النفط الروسية وتقليل الضغوط الدبلوماسية على مشتري الخام الروسي، مما قد يعزز تدفق الخام الروسي إلى الأسواق العالمية بصورة غير مقيدة ويزيد من المعروض.

العوامل المؤثرة على أسعار النفط الحالية والتحديات المستقبلية

شهد خام برنت انخفاضًا بنحو 18% منذ بداية عام 2025، حيث يتداول حالياً حول 61 دولاراً للبرميل؛ ويرجع هذا الانخفاض إلى الزيادة الملحوظة في الإمدادات العالمية التي أثرت سلبًا على التوازن بين العرض والطلب، فأصبح فائض النفط في السوق محتملاً. ويؤثر هذا التراجع بشكل مباشر على ديناميات السوق، وسط مخاوف من استمرار الفائض وتأثيره على أرباح المنتجين، خصوصًا في ظل حالات عدم الاستقرار السياسي التي قد تتسبب بتقلبات أخرى.

ردود الفعل المحتملة على تراجع أسعار النفط وتأثيرها على النفط الصخري والسياسة الدولية

من جهة أخرى، حذر لي من أن انخفاض أسعار النفط بمقدار 10 دولارات إضافية عن المستويات الحالية قد يشكل تهديدًا حقيقيًا لصناعة النفط الصخري الأميركية، التي تعتمد على أسعار أعلى للحفاظ على عملياتها مستقرة، بخلاف شركات الإنتاج المدعومة حكوميًا. وتبرز تساؤلات مهمة حول دور السعودية، بصفتها زعيمة منظمة أوبك، في تدخلها لدعم الأسعار أو السماح ببقائها منخفضة تماشيًا مع مصالح واشنطن، التي قد ترغب في إبقاء النفط في نطاق منخفض لدوافع جيوسياسية. كما أن سياسات الولايات المتحدة الخارجية قد تتسم بالحدة إذا استمرت الأسعار عند مستويات منخفضة مثل 50 أو 60 دولارًا، حيث قد تزيد الجرأة في اتخاذ إجراءات تؤثر على الإمدادات النفطية العالمية بشكل مباشر.