مواجهة التحديات.. أسعار النفط تتجه نحو ثالث انخفاض أسبوعي مع تصاعد المخاوف من الإمدادات

يشهد سوق النفط اتجاهًا نحو ثالث انخفاض أسبوعي متصل، مع تركيز المستثمرين على فائض الإمدادات وتداعيات تجدد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين التي تهدد الطلب على النفط في الأسواق العالمية، خصوصًا مع استمرار الصراعات السياسية التي تؤثر على توقعات العرض والطلب.

تراجع أسعار النفط نحو أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ مارس مع استمرار توترات التجارة

يتجه النفط نحو تسجيل أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ مارس الماضي، وسط مخاوف المستثمرين من تعثر النمو الاقتصادي العالمي الناتج عن التصعيد التجاري بين أمريكا والصين، وهما أكبر مستهلكين للنفط في العالم؛ الأمر الذي قد يضعف الطلب على الخام بشكل ملحوظ. أجددت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لفائض المعروض في العام القادم بزيادة تصل إلى نحو الخُمس، مما يزيد الضغوط على سوق النفط العالمية. يتداول خام برنت قرب مستوى 61 دولارًا للبرميل، متجهًا لانخفاض أسبوعي بنحو 2.8%، في حين يستقر خام غرب تكساس الوسيط فوق 57 دولارًا، ما يعكس حالة عدم اليقين المُسيطرة على تحركات الأسعار.

فرض قيود غربية مشددة على قطاع النفط الروسي وتأثيرها على الأسواق العالمية

تتكثف محاولات الدول الغربية للحد من تدفق عائدات النفط الروسي إلى الكرملين، في مسعى للحد من قدرات الحكومة الروسية على تمويل الحرب في أوكرانيا. تشير التقارير إلى أن شركات تكرير النفط في الهند تتجه لتقليل مشترياتها من الخام الروسي، بالرغم من أنها لم توقفها تمامًا، حيث ينتظر الجميع توضيحات رسمية من الحكومة الهندية بعد تصريحات متضاربة صادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب. هذا الضبط الغربي المتزايد على قطاع النفط الروسي يزيد من التقلبات في سوق النفط، وسط توقعات بتأثيرات متبادلة بين العرض والطلب العالميين.

ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية وتباين في مستويات التخزين الإقليمية

أكد تقرير حكومي أميركي استمرار ارتفاع مخزونات النفط الخام داخل الولايات المتحدة للأسبوع الثالث على التوالي، حيث وصلت إلى أعلى مستوى منذ بداية سبتمبر، مما يعكس زيادة في المعروض الداخلي الذي قد يضغط على الأسعار. في المقابل، شهدت مخزونات النفط في مركز كوشينغ بولاية أوكلاهوما، وهو نقطة التوصيل الرئيسية لخام غرب تكساس الوسيط، انخفاضًا إلى أدنى مستوى منذ يوليو؛ ما يشير إلى اختلاف في التوازن الإقليمي لإمدادات النفط، ويؤثر بشكل مباشر على تداولات الخام على المستوى الوطني والدولي.

يتزامن هذا المشهد مع إعلان الرئيس الأميركي عن لقاء محتمل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال أسبوعين، بهدف إيجاد حل للحرب في أوكرانيا، وهو ما قد يؤثر على إنتاج أوبك+ وإمدادات النفط العالمية، ويزيد من تعقيد المشهد أمام المتداولين والمستثمرين في السوق العالمية للنفط.