مخاطر العملات الرقمية المستقرة.. أسباب تحوّلها إلى «حديث الساعة» في اجتماعات صندوق النقد وتأثيرها العالمي

تظهر مخاطر العملات الرقمية المستقرة بشكل واضح بين صانعي السياسات العالميين خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع، بعد مرور ثلاثة أشهر على وضع الولايات المتحدة أول إطار تنظيمي لهذا النوع من العملات الرقمية المستقرة، مما يؤكد أهمية فهم هذه المخاطر وتأثيرها المحتمل على النظام المالي العالمي.

فهم العملات الرقمية المستقرة ومخاطرها النظامية

تُعد العملات الرقمية المستقرة نوعًا معروفًا بكونه مرتبطًا بأصول مالية عالية السيولة مثل سندات الخزانة الأمريكية، ما يمنحها سمعة بالأمان النسبي؛ ومع ذلك، يُظهر تقرير صندوق النقد الدولي أن هذا الارتباط قد يحمل مخاطر كبيرة على الأصول نفسها، خاصة في ظل احتمالية حدوث عمليات بيع عاجلة بأسعار مخفضة عند ارتفاع الطلب المفاجئ على شراء هذه العملات المستقرة. هذه الديناميكية قد تمتد تأثيراتها إلى الودائع المصرفية وأسواق السندات الحكومية وعمليات إعادة الشراء، ممّا يبرز مخاطر النظام المالي الناجمة عن تزايد استخدام العملات الرقمية المستقرة. وعلى نحو مماثل، يتخوف المسؤولون من احتمال سحب السيولة من النظام المصرفي بسبب تحويل الأموال إلى محافظ العملات المستقرة بدلاً من حسابات الإيداع التقليدية، الأمر الذي يضعف قدرة البنوك على منح القروض الضرورية للنمو الاقتصادي.

التنظيم المتفاوت وتأثيره على مستقبل العملات الرقمية المستقرة

تتصاعد أهمية تنظيم العملات الرقمية المستقرة عالميًا، حيث تسعى بنوك مركزية كبنك إنجلترا إلى رفع القيود المفروضة على هذه العملات فقط بعد التأكد من عدم تهديدها لتوفير التمويل للاقتصاد الحقيقي، كما أفادت نائبة محافظ البنك سارة بريدن في واشنطن. وتزداد وتيرة الاهتمام مع إعلان بنوك دولية مرموقة مثل غولدمان ساكس ودويتشه بنك دراسة إصدار وحدات رقمية مدعومة بنسبة 1 إلى 1، بينما انضم سيتي جروب إلى مشروع تطوير عملة مستقرة قائمة على اليورو. في الوقت نفسه، يحذر مجلس الاستقرار المالي من تفاوت وتيرة التنظيم بين الجهات القضائية المختلفة، مما قد يؤدي إلى فرص للمراجحة ويزيد من تعقيد عمليات الرقابة؛ كما أشارت لجنة بازل للرقابة المصرفية إلى ضرورة إعادة تقييم معايير رأس مال البنوك المتعلقة بالأصول المشفرة.

تحديات السيادة النقدية وشفافية الأصول الرقمية المستقرة

رغم دعمه للعملات المستقرة المدعومة بالدولار لتعزيز الهيمنة الأمريكية، يعبر وزير الخزانة سكوت بيسنت عن دعم حذر؛ إذ يسعى البعض إلى لفت الانتباه إلى أن الولايات المتحدة قد تواجه تهديدات مشابهة في المستقبل. محافظ البنك المركزي الفرنسي فرانسوا فيليروي دي غالهاو بيّن أن العملات الرقمية المستقرة يمكن أن تُضعف التوازن بين النقود الصادرة عن البنوك المركزية وتلك الصادرة عن البنوك التجارية، مما يهدد السيادة النقدية على المدى الطويل. كما تشهد الإمارات خطوات جديدة في تعزيز شفافية الأصول الرقمية، ما يعكس الجهود الدولية المتزايدة لتنظيم هذا القطاع وضمان استقراره المالي.

البنك أو الهيئة الإجراء أو التقييم الملاحظة
صندوق النقد الدولي تصنيف العملات المستقرة كمخاطر نظامية محتملة تقرير نصف سنوي للاستقرار المالي
بنك إنجلترا رفع قيود العملات المستقرة بشرط ضمان تمويل الاقتصاد الحقيقي تصريحات نائبة المحافظ سارة بريدن
مجلس الاستقرار المالي التحذير من تفاوت التنظيم وتعقيد الرقابة يشمل السلطات المالية الكبرى
لجنة بازل للرقابة المصرفية إعادة تقييم متطلبات رأس المال للبنوك بشأن الأصول المشفرة تصريح رئيس اللجنة إريك ثيدين
البنك المركزي الفرنسي التحذير من تقويض التوازن النقدي والسيادة تصريحات محافظ البنك فرانسوا فيليروي دي غالهاو
الإمارات خطوات جديدة لتعزيز شفافية الأصول الرقمية جهود تنظيمية متقدمة

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.