فَقَدَا الابتسامة.. قصة تهز الجزائر وتعليق رسمي يكشف حقيقة وضعية شياخة وبوعناني
أثار سبب غياب بوعناني وشياخة عن منتخب الجزائر خلال التصفيات المونديالية الأخيرة حالة من الاستغراب في الأوساط الكروية الجزائرية، فقد تحول غيابهما عن المشاركة لدقائق معدودة إلى قضية رأي عام، خصوصًا بعد أن رصدت الكاميرات فقدانهما للابتسامة التي اعتاد عليها الجمهور، مما دفع الطاقم الفني للخروج عن صمته وتقديم توضيحات رسمية حول هذا القرار الفني المحير.
كانت الجماهير الجزائرية تعلق آمالاً كبيرة على الثنائي الصاعد، بدر الدين بوعناني وأمين شياخة، وتنتظر رؤيتهما يشاركان بفعالية في مباراتي الصومال وأوغندا ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، إلا أن القرار الفني أبقاهما على دكة البدلاء طوال الـ 180 دقيقة، وهو ما اعتبره الكثيرون إهدارًا لموهبتين كان يمكن الاستفادة منهما ولو لبضع دقائق لاختبار جاهزيتهما ومنحهما دفعة معنوية، وهذا الغياب الكامل هو ما جعل التساؤل حول سبب غياب بوعناني وشياخة عن منتخب الجزائر يتصدر المشهد الرياضي.
الكشف الرسمي عن سبب غياب بوعناني وشياخة عن منتخب الجزائر
في محاولة لتهدئة الأجواء ووضع حد للتكهنات، خرج نبيل نغيز، المدرب المساعد في الجهاز الفني لمنتخب “محاربي الصحراء”، بتصريحات حاسمة للإذاعة الجزائرية، حيث أرجع القرار إلى أسباب فنية بحتة تتعلق بوجود منافسة شرسة للغاية في المراكز الهجومية التي يشغلها اللاعبان، وأكد نغيز أن وفرة الخيارات الهجومية المتاحة أمام المدرب فلاديمير بيتكوفيتش قلصت من حظوظ بوعناني وشياخة في الظهور، مشيرًا إلى أن الجهاز الفني يختار التشكيلة التي يراها الأنسب لكل مباراة بناءً على معطيات فنية وتكتيكية دقيقة، مما يجعل سبب غياب بوعناني وشياخة عن منتخب الجزائر مرتبطًا بالازدحام في قائمة المهاجمين.
تأثير قرار الاستبعاد على وضعية شياخة وبوعناني النفسية
لم يكن وقع القرار الفني سهلًا على اللاعبين الشابين، وهو ما انعكس بوضوح على ملامحهما التي بدت حزينة وخالية من الابتسامة المعتادة، هذه الصورة التي التقطتها العدسات لم تمر مرور الكرام على الجماهير الجزائرية؛ التي أبدت تعاطفًا كبيرًا معهما عبر منصات التواصل الاجتماعي، فقد شعر المشجعون أن حماس اللاعبين وتطلعهما لتمثيل المنتخب الوطني قد اصطدم بقرار فني غير مفهوم، خاصة في مباراة أوغندا التي كان يُعتقد أنها فرصة مثالية لإشراكهما واكتساب الخبرة، وبالتالي، فإن سبب غياب بوعناني وشياخة عن منتخب الجزائر لم يؤثر فقط على الجانب الفني بل امتد ليشمل الحالة المعنوية للاعبين.
يمكن تلخيص العوامل التي أدت إلى هذا الموقف المعقد في عدة نقاط رئيسية، والتي شكلت مجتمعة الأساس الذي بنى عليه الجهاز الفني قراره بعدم الدفع باللاعبين في المواجهتين الحاسمتين، وهذه العوامل تفسر بشكل دقيق سبب غياب بوعناني وشياخة عن منتخب الجزائر وتوضح الرؤية الفنية للمدرب، والتي يمكن إيجازها في التالي.
- المنافسة الشديدة التي يواجهها اللاعبان في خط هجوم المنتخب.
- امتلاك الطاقم الفني لخيارات هجومية متعددة وأكثر خبرة.
- قناعة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش بعدم قدرتهما على تقديم إضافة فورية.
- الرغبة في الاعتماد على عناصر جاهزة تكتيكيًا وبدنيًا للمرحلة الحالية.
هذه النقاط مجتمعة قدمت تفسيرًا أعمق للقرار الذي أثار حيرة المتابعين، وكشفت أن الأمر يتجاوز مجرد قرار عابر ليشكل جزءًا من استراتيجية فنية طويلة المدى للمدرب السويسري.
هل قناعات بيتكوفيتش حسمت سبب غياب بوعناني وشياخة عن منتخب الجزائر؟
يبدو أن التصريحات الرسمية لنبيل نغيز لم تكن سوى جزء من الصورة الكاملة، فالمعلومات المتداولة تشير إلى وجود قناعة راسخة لدى المدرب فلاديمير بيتكوفيتش نفسه، والتي عبر عنها في اجتماع سابق مع رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وليد صادي، حيث أوضح المدرب البوسني أنه لا يرى في بوعناني وشياخة لاعبين جاهزين لتقديم الإضافة المباشرة التي يحتاجها الفريق في الوقت الراهن، وهذه الرؤية الاستراتيجية للمدرب قد تكون هي العامل الحاسم والأكثر تأثيرًا، والذي يفسر سبب غياب بوعناني وشياخة عن منتخب الجزائر بشكل أعمق من مجرد المنافسة اللحظية.
هذه القناعة الفنية من بيتكوفيتش تعكس فلسفته في بناء الفريق، والتي قد ترتكز على منح الأولوية للاعبين الأكثر خبرة ونضجًا تكتيكيًا في المباريات الرسمية والمصيرية، مع إمكانية دمج المواهب الشابة تدريجيًا في المستقبل، فهو يرى أن الضغط العالي في تصفيات كأس العالم ليس البيئة المثالية لتجربة لاعبين جدد قد لا يتحملون العبء النفسي والبدني المطلوب، وهذا المنظور يوضح لماذا لم يكن سبب غياب بوعناني وشياخة عن منتخب الجزائر مفاجئًا للطاقم الفني بقدر ما كان للجماهير ووسائل الإعلام.
أمام هذا الواقع، لم يعد أمام الثنائي الموهوب سوى التركيز على تطوير مستواهما مع أنديتهم الأوروبية، فالبروز والتألق في دورياتهم هو السبيل الوحيد لإجبار الجهاز الفني على مراجعة حساباته ومنحهما الفرصة التي يستحقانها لإثبات جدارتهما بارتداء قميص المنتخب الوطني.