3 أسباب رئيسية.. لم تكن ضربة حظ.. هكذا كتب أشبال الأطلس التاريخ وصنعوا معجزة المغرب في كأس العالم للشباب 2025.
تكمن عوامل نجاح المغرب في كأس العالم للشباب في مزيج فريد صنع إنجازاً تاريخياً بتأهل المنتخب إلى المباراة النهائية للبطولة، فهذا الوصول لم يكن وليد الصدفة بل نتيجة عمل دؤوب وتخطيط محكم، وقد أزاح أشبال الأطلس في طريقهم نحو المجد منتخب فرنسا العتيد بركلات الترجيح بنتيجة 5-4 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي، ليضربوا موعداً مرتقباً في النهائي مع منتخب الأرجنتين الذي تغلب بدوره على كولومبيا.
جيل ذهبي أبرز عوامل نجاح المغرب في كأس العالم للشباب
كان بزوغ جيل جديد من المواهب الاستثنائية أحد أهم عوامل نجاح المغرب في كأس العالم للشباب، حيث خطف العديد من اللاعبين الأنظار بأدائهم الرفيع خلال النسخة الرابعة والعشرين من المونديال، وقدموا مستويات فنية وبدنية عالية أرهقت أقوى دفاعات البطولة؛ ولم يقتصر التألق على خط واحد بل شمل جميع مراكز الفريق، مما منح المدرب حلولاً متنوعة وقدرة على التكيف مع ظروف كل مباراة، وكان هذا الجيل الذهبي بمثابة المحرك الرئيسي الذي دفع الفريق نحو تحقيق هذا الإنجاز الكبير الذي أبهر متابعي كرة القدم العالمية، وأكد على عمق المواهب التي تزخر بها الملاعب المغربية.
لقد برز بشكل لافت الثلاثي الهجومي المكون من ياسر زبيري وجسيم ياسين وعثمان معما، الذين شكلوا قوة ضاربة في الخط الأمامي وصنعوا الفارق في معظم المباريات الحاسمة بفضل سرعتهم ومهاراتهم العالية، كما تألق الظهير الأيمن علي معمر الذي لم يكتفِ بأدواره الدفاعية الممتازة بل تصدر قائمة لاعبي البطولة من حيث عدد الاعتراضات الناجحة، مما يعكس يقظته التكتيكية وقدرته على قراءة اللعب، ولا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبه ثلاثي حراسة المرمى يانيس بنشاوش وإبراهيم غوميز وعبد الحكيم مصباحي، الذين تناوبوا على حماية عرين الأسود وقدموا مستويات قوية أضافت ثقة وطمأنينة للخط الخلفي.
- ياسر زبيري وجسيم ياسين: ثنائي هجومي حاسم.
- عثمان معما: صانع الفارق في معظم المواجهات.
- علي معمر: صخرة دفاعية وأفضل معترض في البطولة.
- حراس المرمى: بنشاوش وغوميز ومصباحي قدموا مستويات قوية.
الواقعية التكتيكية: كيف خطط المغرب لتحقيق إنجازه المونديالي؟
اعتمد منتخب المغرب على نهج تكتيكي واقعي للغاية مكنه من فرض أسلوبه والتفوق على جميع منافسيه، فالمدرب محمد وهبي أظهر براعة كبيرة في قراءة خصومه وإعداد خططه بناءً على نقاط قوتهم وضعفهم، حيث نجح في بناء منظومة دفاعية صلبة بتكليف جميع اللاعبين بأدوار دفاعية واضحة، مما جعل اختراق حصون أشبال الأطلس مهمة شبه مستحيلة، وهذه الاستراتيجية لم تكن مجرد دفاع سلبي؛ بل كانت جزءاً من خطة متكاملة تعتمد على استثمار الهجمات المرتدة السريعة بذكاء كبير، والتي شكلت السلاح الأبرز والأكثر فتكاً في ترسانة المنتخب العربي طوال مسيرته في البطولة.
إن هذا النضج التكتيكي ليس حالة فردية بل يعكس نهضة تدريبية شاملة تعيشها كرة القدم المغربية، والتي يقودها جيل جديد من المدربين المتميزين القادرين على تطبيق أحدث الأساليب الفنية، ويأتي على رأس هذه المدرسة وليد الركراكي، صاحب الإنجاز التاريخي بالحصول على المركز الرابع في كأس العالم 2022 للكبار، وطارق السكتيوي، مهندس التتويج بلقب بطولة أمم أفريقيا للمحليين 2025، مما يؤكد أن عوامل نجاح المغرب في كأس العالم للشباب لم تكن محصورة في اللاعبين فقط بل امتدت لتشمل الفكر التدريبي المتطور.
ثقافة الفوز: عامل حاسم في مسيرة أشبال الأطلس نحو النهائي
لم يعد الوصول للأدوار المتقدمة في البطولات الكبرى أمراً غريباً على الكرة المغربية، فقد اكتسبت مختلف المنتخبات الوطنية ثقافة لعب الأدوار الأولى وخوض المباريات الحاسمة بثقة وشخصية قوية، وهذه العقلية الفائزة كانت أحد أهم عوامل نجاح المغرب في كأس العالم للشباب، حيث دخل اللاعبون الشباب البطولة وهم مؤمنون بقدرتهم على الذهاب بعيداً والمنافسة على اللقب، مستلهمين الإنجازات التي حققتها الأجيال التي سبقتهم مباشرة، وهو ما انعكس على أدائهم البطولي وروحهم القتالية العالية داخل الملعب.
هذه الثقة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج تراكمي لنجاحات متتالية وضعت المغرب على الخارطة العالمية، فوصول أسود الأطلس للمربع الذهبي في مونديال قطر الأخير وإنهاء المسابقة في المركز الرابع خلف عمالقة مثل الأرجنتين وفرنسا وكرواتيا، كان بمثابة شرارة ألهمت الجميع، يضاف إلى ذلك فوز المنتخب الأولمبي بالميدالية البرونزية خلال دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس 2024، وكل هذه الإنجازات خلقت بيئة إيجابية ودفعت اللاعبين لتجاوز حدود طموحاتهم.
إن اجتماع المواهب الفذة مع الانضباط التكتيكي والعقلية الفائزة يشكل وصفة النجاح التي قادت أشبال الأطلس إلى هذا المستوى المتقدم، وهي الأسس التي تبني عليها الكرة المغربية مستقبلها.