مقتل مفاجئ .. قائد عسكري بارز في صفوف الحوثيين محمد عبد الكريم الغماري وأبرز تفاصيل حياته العسكرية

رغم مرور فترة قصيرة على إعلان استهدافه في غارة جوية، أصبح خبر مقتل محمد عبد الكريم الغماري، قائد عسكري بارز في صفوف الحوثيين، من أبرز الأحداث التي أثرت على المشهد العسكري في اليمن. يأتي هذا الإعلان بعد تأكيد وسائل إعلام عبرية وفاة الغماري متأثراً بجروحه، وهو موقف يشكل ضربة قوية للقيادة العسكرية الحوثية منذ بدء العمليات ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر أواخر 2023.

لماذا يُعتبر محمد عبد الكريم الغماري شخصية محورية في صفوف الحوثيين؟

يُعد محمد عبد الكريم الغماري أبرز قائد عسكري في حركة الحوثيين، حيث تلقى تدريبات عسكرية مكثفة تحت إشراف حزب الله والحرس الثوري الإيراني، شملت بناء منظومات الصواريخ الباليستية التي تعتبر أساسية في القدرات القتالية لجماعة الحوثي، وهو ما يفسر دوره الكبير في تصعيد العمليات العسكرية. درس الغماري في “معهد حسين بدر الدين الحوثي” عام 2003، مما جعله من القيادات العقائدية التي تجمع بين الجانب العسكري والفكري داخل الحركة. ارتبط اسمه بمراحل مهمة من الصراع، بدءاً من أحداث محافظة صعدة عام 2013 حتى سقوط صنعاء في سبتمبر 2014، حيث برز كقائد ميداني فعّال.

دور محمد عبد الكريم الغماري في العمليات العسكرية ضد إسرائيل

تولى الغماري رئاسة هيئة الأركان العامة في الحكومة الحوثية غير المعترف بها دولياً منذ ديسمبر 2016، ومنذ ذلك الحين قاد عدة عمليات هامة، أبرزها الهجمات التي استهدفت السفن التجارية والإسرائيلية في البحر الأحمر بدءاً من ديسمبر 2023. هذه العمليات ضمنت له مكانة رئيسية في دائرة القيادات الحوثية المستهدفة من قبل الموساد الإسرائيلي، ومن بين الأسماء التي أعلنت إسرائيل عن استهدافها؛ ما يعكس أهميته في الخطط العسكرية للجماعة. يظهر تأثير الرجل في تخطيط وتنفيذ العمليات الاستراتيجية المرتبطة بمواجهة التحالفات الإقليمية والدولية ضد الحوثيين.

نشأة محمد عبد الكريم الغماري ومسيرته العسكرية وتأثير العقوبات الدولية عليه

نشأ الغماري في عزلة ضاعن بمديرية وشحة في محافظة حجة، وتنقل في المناصب القيادية داخل الجماعة، حيث شغل منصب مشرف في حجة وقائد ميداني في الحديدة، بالإضافة إلى مسؤول أمني في العاصمة صنعاء، مما يؤكد تعدد أدواره العسكرية والأمنية. في مايو 2021، فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه واعتبرته “تهديداً للاستقرار والسلام”، فيما ضمته الأمم المتحدة إلى قائمة العقوبات في نوفمبر من نفس العام، دلالة على تأثيره العسكري والسياسي الكبير في النزاع اليمني. هذه العقوبات تستهدف تقويض شبكة قياداته التي تعتبر أساس الاستمرار في العمليات العسكرية.