كابوس فرنسا.. بطل غير متوقع يكتب التاريخ ويتصدر المشهد العالمي.. قصة صعود المغربي عبد الحكيم مصباحي.
أصبح اسم الحارس المغربي عبد الحكيم مصباحي حديث الشارع الرياضي العربي بعدما قاد منتخب بلاده لإنجاز تاريخي في كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا، حيث حوّل مباراة نصف النهائي ضد فرنسا إلى ملحمة كروية لا تُنسى، وبرز كبطل غير متوقع صعد بمنتخب المغرب إلى المباراة النهائية لمواجهة نظيره الأرجنتيني في لقاء حاسم، ليؤكد أن المستحيل ليس مغربيًا.
كيف تحول عبد الحكيم مصباحي من حارس ثالث إلى بطل قومي؟
لم تكن قصة عبد الحكيم مصباحي عادية على الإطلاق، فقد بدأت المواجهة المصيرية أمام المنتخب الفرنسي وهو يجلس على دكة البدلاء، بصفته الخيار الثالث في مركز حراسة المرمى ضمن حسابات المدرب محمد وهبي، حيث كان يسبقه في الترتيب الحارس الأساسي يانيس بنشاوش والبديل الأول إبراهيم غوميز، ولم يكن أحد يتوقع أن يأخذ دوره في هذه البطولة، لكن القدر كان يخبئ له سيناريو استثنائيًا، فمع تعرض الحارس الأساسي لإصابة مفاجئة حالت دون إكماله للمباراة، جاء القرار الجريء من مدرب الحراس عبد الإله باغي في اللحظات الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، حيث فضل الدفع به بدلًا من غوميز، ثقةً في مهارته الفريدة وقدرته الفائقة على التصدي لركلات الجزاء، وهي الثقة التي كانت في محلها تمامًا.
تحول الحارس المغربي عبد الحكيم مصباحي إلى كابوس حقيقي للمنتخب الفرنسي في ركلات الترجيح، حيث تقمص دور البطل بامتياز وصنع الفارق الذي احتاجه منتخب “أشبال الأطلس”، فبعد أن تابع تسديدة اللاعب غادي-بيير بيوكو وهي ترتد من القائم، نجح ببراعة مذهلة في التصدي لركلة الجزاء التي سددها جيليان نغيسان، مانحًا بلاده بطاقة العبور إلى نهائي المونديال لأول مرة في تاريخها، ورغم أنه لم يشارك في أي دقيقة قبل هذه المباراة، إلا أنه أظهر صلابة ذهنية مدهشة وجاهزية فنية عالية، ليثبت أن الأبطال الحقيقيين يولدون من رحم اللحظات الصعبة، ويصبح أحد نجوم المونديال الذين خطفوا الأضواء.
مسيرة الحارس المغربي عبد الحكيم مصباحي مع الأندية والمنتخب
ينتمي الحارس المغربي الشاب إلى مدرسة نادي الجيش الملكي، أحد أعرق الأندية في المغرب، حيث تدرج في فئاته السنية وأظهر موهبة مبكرة لفتت إليه الأنظار، وقد تم تصعيده إلى الفريق الرديف خلال العام الماضي ليواصل تطوير مهاراته وصقل خبراته، وعلى الرغم من كونه جزءًا من الفريق الأول، إلا أن سجله الاحترافي لا يزال في بداياته، حيث يملك مباراة رسمية وحيدة كانت أمام فريق أولمبيك الدشيرة ضمن منافسات بطولة كأس التميّز، وهي مباراة كانت كفيلة بإظهار لمحات من إمكانياته الكبيرة، ورغم قلة مشاركاته مع ناديه، إلا أن مسيرته الدولية مع منتخبات الشباب كانت أكثر ثراءً وشهدت على تطوره المستمر.
على الصعيد الدولي، يمتلك عبد الحكيم مصباحي خبرة جيدة مقارنة بعمره، فقد دافع عن ألوان منتخب المغرب للشباب في مناسبات عديدة، وتوضح أرقامه مع المنتخب تطوره التدريجي، ويمكن تلخيص أبرز إحصائياته الدولية في الجدول التالي.
الإحصائية | الرقم |
---|---|
المباريات الدولية للشباب | 19 مباراة |
الأهداف المستقبلة | 21 هدفًا |
الشباك النظيفة (Clean Sheets) | 9 مرات |
تُظهر هذه الأرقام قدرته على الحفاظ على تركيزه وحماية مرماه، وهي مهارات كانت حاسمة في تألقه الأخير، ومن أبرز محطات مسيرته المبكرة ما يلي:
- تخرج من أكاديمية نادي الجيش الملكي العريق.
- تم تصعيده إلى الفريق الرديف لمواصلة التطور.
- شارك في مباراة واحدة فقط مع الفريق الأول في كأس التميّز.
- أثبت نفسه كحارس موهوب مع منتخب المغرب للشباب.
قيمة عبد الحكيم مصباحي السوقية وتوقعات المستقبل
قبل بزوغ نجمه في كأس العالم، لم تكن القيمة السوقية للحارس المغربي عبد الحكيم مصباحي تعكس حجم الموهبة التي يمتلكها، فبحسب موقع “ترانسفير ماركت” المتخصص في تقييم اللاعبين، كانت قيمته تقدر بـ 50 ألف يورو فقط، وهو رقم متواضع للغاية في عالم كرة القدم الحديثة، ولكنه يعكس حقيقة أنه لم يحصل بعد على فرصة حقيقية لإثبات ذاته على مستوى الأندية، إلا أن الملحمة التي صنعها في المونديال وتألقه اللافت في التصدي لركلات الترجيح من المتوقع أن يغير هذا الواقع تمامًا، حيث ينتظر الخبراء أن تشهد قيمته السوقية ارتفاعًا كبيرًا في الفترة المقبلة.
إن الأداء البطولي الذي قدمه لم يمنح منتخب بلاده بطاقة التأهل للنهائي فحسب، بل وضعه أيضًا تحت أنظار كشافي الأندية الأوروبية والمحلية، ما قد يفتح أمامه أبوابًا جديدة لمسيرته الاحترافية، ويؤكد أن الأداء في البطولات الكبرى يمكن أن يغير مسار لاعب شاب بشكل جذري ويضعه على طريق النجومية.
لقد كتب عبد الحكيم مصباحي اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة المغربية، محولًا أمسية كروية عادية إلى ذكرى لا تُمحى من ذاكرة الجماهير التي باتت ترى فيه مستقبل حراسة المرمى في المغرب.