قفزة غير مسبوقة .. الذهب يقفز إلى مستوى تاريخي جديد وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية

واصلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعها المتواصل لتتخطى حاجز 4200 دولار للأوقية لأول مرة في التاريخ، نتيجة تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، بالإضافة إلى تدفق المستثمرين نحو الملاذات الآمنة وسط مخاوف من إغلاق حكومي أمريكي طويل الأمد وتباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي.

تأثير الارتفاع العالمي على أسعار الذهب وعيار 21 في السوق المحلية

شهدت الأسواق المحلية ارتفاعًا واضحًا في أسعار الذهب، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 زيادة قدرها 85 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ليبلغ 5640 جنيهًا، مقارنة بنهاية تعاملات الأمس، وفقًا لما أكده سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات. أما الأوقية العالمية فارتفعت بنحو 53 دولارًا لتصل إلى 4202 دولار بعد أن تجاوزت 4217 دولارًا في التعاملات المبكرة، ما يعكس التأثر المباشر للسوق المحلي بالتحركات العالمية. كما بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 6446 جنيهًا، وعيار 18 سجل 4834 جنيهًا، في حين استقر الجنيه الذهب عند 45120 جنيهًا.

العوامل العالمية المؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب واتجاهات الاحتياطي الفيدرالي

تُعزى الزيادة القياسية في أسعار الذهب إلى توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مرتين إضافيتين قبل نهاية العام، مما يقلل من جاذبية الدولار ويعزز الطلب على المعدن النفيس. كما ساهم تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين بدعم أسعار الذهب، بعد تهديدات ترامب بفرض قيود جديدة على الواردات الصينية وردود الفعل من بكين التي شملت رسومًا على بعض السلع الأمريكية وقيود على تصدير المعادن النادرة. أشار تقرير وكالة «رويترز» إلى أن المستثمرين يتجهون بشكل واسع نحو الذهب كملاذ آمن في مواجهة الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، بينما تظهر بيانات مجلس الذهب العالمي استمرار مشتريات البنوك المركزية بمستويات قوية بلغت 166 طنًا في الربع الثاني من العام وتعزز التعافي في أغسطس.

تراجع مؤشر الدولار وتأثيره على السوق ومؤشرات مستقبلية لأسعار الذهب

تزامن ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي، فيما خفّض المتعاملون رهاناتهم على بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة. بحسب أداة «CME FedWatch»، تتجاوز احتمالية خفض الفائدة 90% في ديسمبر المقبل، فيما لم يصدر رئيس الاحتياطي الفيدرالي إشارات واضحة بخصوص السياسة النقدية الجديدة، لكن تصريحاته عن ضعف سوق العمل عززت توقعات المزيد من التيسير النقدي. وبحسب تحليلات الخبراء، يشكّل تجاوز الذهب مستوى 4200 دولار نقطة تحول هامة مع استمرار عوامل الدعم للصعود، حيث رفع بنك أوف أمريكا توقعه لسعر الأوقية إلى 5000 دولار بحلول 2026، مدعومًا بالطلب الاستثماري العالمي وتوسع حيازات الصناديق المتداولة، وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي التي قد تدفع الذهب لتحقيق مستويات أعلى إذا استمرت التوترات الجيوسياسية وضعف الدولار في الربع الأخير من العام.