رحلة الـ9 ساعات.. هكذا يتجاوز الضغوط، محمد صلاح يكشف كواليس أصعب أيامه وطقوسه الخاصة مع الأطفال

تعتبر أسرار محمد صلاح في التعامل مع الأوقات الصعبة مصدر إلهام للكثيرين، حيث كشف النجم المصري عن جوانب خفية في مسيرته المليئة بالتحديات منذ بداياته المتواضعة وحتى وصوله إلى قمة المجد مع ليفربول، فهو لم يصل إلى العالمية بسهولة، بل واجه لحظات شك ومعاناة شكلت شخصيته وجعلته أيقونة رياضية فريدة، وهذه التجربة الغنية هي ما يميز مسيرته الاحترافية الطويلة.

رحلة الـ9 ساعات: أبرز أسرار محمد صلاح في التعامل مع الأوقات الصعبة

كشف محمد صلاح في حديث له ضمن مبادرة “Play On” التي يدعمها نادي ليفربول لتشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة، أن رحلته لم تكن مفروشة بالورود أبدًا، فقد كانت المعاناة جزءًا أساسيًا من طفولته، حيث كان يسافر يوميًا إلى القاهرة لخوض التدريبات، وهي رحلة تستغرق تسع ساعات كاملة ذهابًا وإيابًا؛ وهو ما شكل عبئًا جسديًا ونفسيًا هائلاً على طفل صغير، وقد زاد الأمر سوءًا أنه لم يكن يشارك في المباريات بشكل أساسي، مما دفعه إلى التشكيك في جدوى كل هذا المجهود، وهنا برز الدور الحاسم لوالده الذي كان الداعم الأكبر له، إذ شجعه على الاستمرار وعدم الالتفات للعقبات، وهذا الدعم العائلي هو أحد أهم أسرار محمد صلاح في التعامل مع الأوقات الصعبة التي كادت أن تنهي حلمه مبكرًا، فمن بوابة نادي المقاولون العرب انطلق في سن الحادية والعشرين إلى بازل السويسري عام 2012، ليبدأ فصلاً جديدًا من التحديات في مسيرته التي شملت أندية تشيلسي وفيورنتينا وروما، قبل أن يستقر به المقام في ليفربول منذ عام 2017.

كيف يكشف اللعب مع الأطفال عن أسرار محمد صلاح في التعامل مع الأوقات الصعبة؟

عندما تمر عليه لحظات عصيبة أو لا يقدم الأداء المتوقع منه على أرض الملعب، يلجأ صلاح إلى استراتيجية بسيطة لكنها فعالة للغاية، فهو يبتعد تمامًا عن أجواء كرة القدم وضغوطها من خلال قضاء الوقت في اللعب مع أطفاله، وينعزل عن هاتفه ووسائل الإعلام ليعيد شحن طاقته الذهنية، وقد أدرك مع مرور الوقت أن هذه الفترات الصعبة هي جزء لا يتجزأ من مهنة لاعب كرة القدم المحترف، وأن تقبلها هو الخطوة الأولى نحو تجاوزها، ولا شك أن هذا النضج الذهني مستوحى جزئيًا من مثله الأعلى، الأسطورة البرازيلي رونالدو، بطل كأس العالم 2002، الذي تعلم منه كيف يواجه الضغوط بصلابة، وبالتالي فإن البساطة والعودة إلى الأسرة تمثل جانبًا مهمًا يكشف عن أسرار محمد صلاح في التعامل مع الأوقات الصعبة بذكاء وهدوء.

التواضع والامتنان: السر الأعظم ضمن أسرار محمد صلاح في التعامل مع الأوقات الصعبة

يبقى السر الأهم الذي يميز شخصية الفرعون المصري هو تواضعه الشديد وقدرته على البقاء ثابتًا على الأرض رغم كل النجاحات التي حققها، فهو يؤكد دائمًا أنه لا يزال يحتفظ بشغفه وحبه لكرة القدم كما كان في بداياته، ولا يعتبر أي إنجاز حققه أمرًا مسلمًا به، بل يرى كل يوم فرصة جديدة لإثبات الذات، وتكمن قوته الحقيقية في أنه يذكر نفسه باستمرار بالمكان الذي جاء منه والظروف الصعبة التي مر بها، وهذه العقلية تجعله يشعر بامتنان عميق لكل ما وصل إليه، وهذا الشعور بالرضا والامتنان يمنحه دافعًا لا ينضب لطلب المزيد من النجاحات، ويعد هذا التذكير المستمر بالبدايات المتواضعة هو الوقود الذي يغذي طموحه ويجعله أحد أبرز النماذج الملهمة في عالم الرياضة، ويعكس بوضوح أعمق أسرار محمد صلاح في التعامل مع الأوقات الصعبة.

هذه العقلية الفريدة هي التي تسمح له بتحويل الضغوط إلى طاقة إيجابية، وتجعل من مسيرته قصة نجاح لا تتوقف عند حدود الملاعب، بل تمتد لتلهم الملايين حول العالم بقوة الإرادة والإيمان بالحلم.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.