خطر وشيك.. هل تنهار الأندية الكبرى بعد تطبيق نظام سقف الرواتب في الدوري الإنجليزي الممتاز؟

يواجه مستقبل البطولة الأقوى عالميًا منعطفًا حاسمًا مع طرح فكرة تطبيق سقف الرواتب في الدوري الإنجليزي، وهو تغيير جذري قد يعيد تشكيل خريطة كرة القدم الأوروبية ويجبر كبار النجوم على هجرة المسابقة، مما يهدد بتدمير السمعة التي بنتها البطولة على مدار عقود بفضل إنفاقها السخي وجاذبيتها لأفضل المواهب في العالم، حيث تنفق الأندية مئات الملايين سنويًا لتعزيز صفوفها وجذب أفضل اللاعبين.

ما هو نظام سقف الرواتب في الدوري الإنجليزي وما تأثيره؟

تتجه الأنظار نحو تغييرات محتملة قد تعصف بالمسابقة الأغلى في العالم، حيث كشفت تقارير صحفية بريطانية أن قاعدة سقف الرواتب في الدوري الإنجليزي قد تدخل حيز التنفيذ قريبًا، ربما بحلول نوفمبر المقبل، وهو ما أثار قلقًا واسعًا بين المسؤولين التنفيذيين الذين يخشون من التأثير السلبي لهذه القاعدة على الرواتب الضخمة التي تجذب النجوم، مما قد يؤدي إلى نزوح جماعي للاعبين الكبار، ومن المقرر أن تصوت أندية النخبة على نظام “تثبيت الرواتب” خلال الأسابيع القادمة، وهو النظام الذي يربط إنفاق أي فريق بإيرادات البث والجوائز المالية التي يحصل عليها أضعف فرق البطولة، ويرى الكثيرون أن هذا الإجراء سيجرد البريميرليغ من مكانته كأفضل دوري في العالم، وسيلحق ضررًا بالغًا بالمسابقة بأكملها، وقد صرح أحد المسؤولين التنفيذيين بأن هذا الوضع أشبه بالتوجه نحو كارثة ستدمر كل ما تم بناؤه.

قاعدة “المرساة” وكيف تهدد مستقبل سقف الرواتب في الدوري الإنجليزي

تُعرف الآلية المقترحة باسم “المرساة من الأعلى إلى الأسفل”، والتي تضع حداً صارماً على إنفاق جميع الأندية بحيث لا يتجاوز خمسة أضعاف تكلفة الفريق الأقل إنفاقاً في المسابقة، ويشمل هذا الإنفاق المحدد في النظام الجديد عدة بنود أساسية، ويخشى النقاد من أن تطبيق سقف الرواتب في الدوري الإنجليزي بهذه الطريقة سيمنع الأندية الإنجليزية من منافسة أجور أندية النخبة في أوروبا التي لا تخضع لمثل هذه القيود، مما يفتح الباب أمام انتقال لاعبين من طراز إيرلينغ هالاند ومحمد صلاح إلى وجهات أخرى مثل ريال مدريد أو بايرن ميونيخ، ويشمل الإنفاق الخاضع للرقابة:

  • رواتب اللاعبين والجهاز الفني.
  • استهلاك حقوق تسجيل اللاعبين (رسوم الانتقال الموزعة على مدة العقد).
  • الأتعاب المدفوعة لوكلاء اللاعبين.

وبناءً على أرقام الموسم الماضي، فإن الحد التقريبي للإنفاق سيبلغ 550 مليون جنيه إسترليني، وهو رقم يضع بعض الأندية الكبرى في خطر فوري، كما أن العقوبات المقترحة صارمة للغاية، حيث تتضمن خصم 6 نقاط لأي مخالفة ثانية، مع إضافة نقطة إضافية لكل 6.5 مليون جنيه إسترليني من الإنفاق الزائد، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد والخطر على مستقبل الأندية.

توابع كارثية محتملة لتطبيق سقف الرواتب في الدوري الإنجليزي

تكمن الخطورة في أن ثلاثة من أكبر خمسة أندية أوروبية من حيث دفع الأجور تقع بالفعل خارج إنجلترا، وهو ما سيزيد من الفجوة ويشجع على تدفق النجوم إلى دوريات أخرى بما في ذلك الدوري السعودي، وبمرور الوقت، سيؤدي هذا النزيف في المواهب إلى انخفاض إيرادات البث التلفزيوني بشكل كارثي، كما سيقلل من حجم الانتقالات بين الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى “الشامبيونشيب”، وقد عبر السير جيم راتكليف، المالك المشارك لمانشستر يونايتد، عن رفضه القاطع للفكرة، مؤكداً أن نظام سقف الرواتب في الدوري الإنجليزي سيعيق الأندية الكبرى عن منافسة فرق مثل ريال مدريد وبرشلونة وباريس سان جيرمان، واصفاً الأمر بالسخيف الذي سيفقد المسابقة مكانتها العالمية.

وبهذا يقف الدوري الإنجليزي الممتاز عند مفترق طرق حاسم، حيث يوازن المسؤولون بين محاولة فرض الاستدامة المالية والمخاطرة بفقدان الهيمنة العالمية التي صنعت مجد المسابقة، وهو ما يجعل قرار تطبيق سقف الرواتب في الدوري الإنجليزي قضية محورية ستحدد ملامح المستقبل القريب لكرة القدم الإنجليزية.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.