بعدما كان على أبواب الرحيل .. صانع المجد يعود من بعيد ليسطر أروع فصول قصة عمورة في تصفيات المونديال.
تُجسد مسيرة محمد الأمين عمورة مع منتخب الجزائر قصة كفاح ملهمة تحولت من يأس وشيك إلى مجد كروي كبير، حيث يسطر اللاعب الشاب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ محاربي الصحراء، ويحمل على عاتقه آمال الجماهير في التأهل للمحفل العالمي القادم بعدما أثبت أنه ورقة هجومية لا يمكن الاستغناء عنها في تشكيلة المنتخب.
لقد برز نجم مهاجم فولفسبورغ الألماني بشكل لافت في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، ليؤكد مكانته كأحد أبرز المواهب الهجومية في القارة الإفريقية، فقد أصبح السلاح الفتاك الذي يعتمد عليه المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، متفوقًا على أسماء كبيرة لها تاريخها وخبرتها الطويلة مثل رياض محرز وبغداد بونجاح ويوسف بلايلي، ليثبت أن الأداء المتميز على أرض الملعب هو المعيار الحقيقي للاختيار والاعتماد عليه في المباريات الحاسمة التي تحدد مصير المنتخب.
عمورة يتصدر هدافي تصفيات المونديال ويقود محاربي الصحراء
لم يأتِ هذا التألق من فراغ، بل كان نتاج عمل دؤوب وإصرار كبير، إذ تمكن محمد الأمين عمورة من تصدر ترتيب هدافي تصفيات كأس العالم 2026 عن جدارة واستحقاق، بعدما ساهم بشكل مباشر في 14 هدفًا خلال 9 مباريات فقط خاضها مع الخضر، وهو رقم مذهل يعكس تأثيره الهجومي الكبير وقدرته على صناعة الفارق وتسجيل الأهداف في أصعب الظروف، وهذا الأداء الاستثنائي جعل منه النجم الأول في هجوم المنتخب، وأعاد للأذهان ذكريات المهاجمين الكبار الذين مروا على الفريق الوطني، وهو ما يجعله أمل الجزائر الأول في رحلة البحث عن بطاقة التأهل للمونديال.
كيف كادت مسيرة محمد الأمين عمورة مع منتخب الجزائر أن تنتهي قبل أن تبدأ؟
خلف هذا النجاح الباهر قصة لا يعرفها الكثيرون، حيث كان اللاعب على وشك تعليق حذائه وإنهاء حلمه الكروي في عام 2018 بسبب شعوره بالإحباط الشديد والظروف المادية الصعبة، ففي تلك الفترة كان الراتب الذي يتقاضاه من فريقه السابق الشبيبة الرياضية لجيجل ضئيلًا للغاية ولا يكفي لتلبية احتياجاته الأساسية، مما دفعه لإبلاغ مدربه بقراره المصيري بالاعتزال، وبحسب ما كشف عنه موقع “fennecfootball” المتخصص، فقد قال عمورة لمدربه حينها: “أنا أمر بضائقة مالية وأسعى لإيجاد عمل يمكنني من تحسين ظروفي الاقتصادية”، لكن حكمة مدربه وإيمانه العميق بموهبته كانا نقطة التحول في مسيرته.
لقد استطاع المدرب بعد محاولات عديدة إقناعه بالعدول عن فكرة الاعتزال، مؤكدًا له أن إمكانياته الفنية والبدنية تؤهله للعب في أعلى المستويات ضمن دوري الأضواء في الجزائر، وهو ما أعاد الأمل إلى نفس اللاعب الشاب ودفعه لمواصلة الكفاح، لتتحول رحلته بعد ذلك بشكل جذري؛ حيث كانت تلك المحادثة بمثابة شرارة الانطلاق الحقيقية التي مهدت الطريق أمام اكتمال فصول مسيرة محمد الأمين عمورة مع منتخب الجزائر.
- القرار الصعب بالاعتزال بسبب الظروف المالية.
- التدخل الحاسم من مدربه الذي آمن بموهبته.
- الانضمام إلى مدرسة شباب وفاق سطيف بعد عام واحد.
- الانتقال إلى أوروبا عبر بوابة نادي لوغانو السويسري.
أرقام تلخص مسيرة محمد الأمين عمورة مع منتخب الجزائر
بدأ عمورة رحلته الدولية مع محاربي الصحراء في عام 2021، عندما خاض مباراته الأولى أمام منتخب النيجر ضمن تصفيات كأس العالم 2022، ومنذ ذلك الحين، أصبحت بصمته واضحة ومؤثرة في كل مباراة يشارك فيها، حيث يعكس سجله الرقمي حجم الموهبة التي يمتلكها والتطور المستمر في أدائه، فاللاعب الذي كان على وشك ترك كرة القدم أصبح اليوم يحتل المركز الحادي عشر في قائمة أفضل الهدافين التاريخيين لمنتخب بلاده برصيد 18 هدفًا، وهي إحصائية مرشحة للارتفاع سريعًا في ظل مستواه الحالي.
توضح الأرقام أن إجمالي مساهماته التهديفية يمثل جزءًا حيويًا من القوة الهجومية للمنتخب، حيث لا يقتصر دوره على تسجيل الأهداف فقط بل يمتد لصناعتها أيضًا، مما يجعله لاعبًا متكاملًا يصعب على أي دفاع إيقافه، وهذا ما تؤكده الإحصائيات التي تبرز المعدل التهديفي الرائع الذي يتمتع به، وهو ما يجعل مسيرة محمد الأمين عمورة مع منتخب الجزائر نموذجًا للإصرار والموهبة.
الإحصائية | الرقم |
---|---|
إجمالي المباريات | 37 مباراة |
الأهداف المسجلة | 18 هدفًا |
إجمالي المساهمات التهديفية | 23 مساهمة (تسجيل وصناعة) |
معدل المساهمة | مساهمة كل 91.9 دقيقة |
بهذا الأداء المتصاعد، لم يعد عمورة مجرد لاعب واعد، بل تحول إلى ركيزة أساسية ونجم حقيقي يقود طموحات جيل جديد من اللاعبين الجزائريين نحو تحقيق إنجازات كبرى.