انطلاقاً من «تعميق التصنيع المحلي».. الوزير يكشف الاستراتيجية الوطنية لتطوير صناعة الحديد والصلب بخطوات عملية

تسعى مصر إلى تطوير صناعة الحديد والصلب عبر استراتيجية وطنية متكاملة تهدف لتعميق التصنيع المحلي للمواد الخام وتعزيز استدامة الموارد، وهو ما يعكس خطة واضحة للنهوض بهذا القطاع الحيوي. تأتي الاستراتيجية ضمن جهود تعزيز سلسلة القيمة وإحداث نقلة نوعية في جودة وكفاءة الإنتاج، مع حرص خاص على دعم السوق المحلي والتوسع في التصدير.

تعميق التصنيع المحلي للمواد الخام في صناعة الحديد والصلب

أحد المحاور الأساسية في الاستراتيجية الوطنية لصناعة الحديد والصلب هو تعزيز تصنيع المواد الخام محلياً، مثل البيليت، والألواح، ولفائف الصاج المسحوبة على الساخن والبارد. ويعمل هذا التوجه على تقليل الاعتماد على الواردات مما يدعم الاقتصاد الوطني ويخلق فرص عمل جديدة، فضلاً عن رفع جودة المنتج النهائي وتوفير تكاليف الإنتاج. كما تتضمن الخطة إطلاق مبادرة وطنية لجمع خردة الحديد من مصادر متنوعة تشمل المخلفات المنزلية والصناعية والسيارات القديمة، بهدف توفير مورد محلي مستدام ومتنوع لخردة الحديد يعزز من استمرارية العملية الإنتاجية.

التحول إلى منتجات الحديد والصلب عالية القيمة المضافة وتقنيات الإنتاج المتطورة

تركز الاستراتيجية على التحول نحو تصنيع المنتجات ذات القيمة المضافة العالية، مثل الصلب المسحوب على البارد والمجلفن المطلوب في صناعات السيارات والأجهزة المنزلية. بالإضافة إلى ذلك، تتيح المبادرة منح تراخيص لإنتاج المنتجات المتخصصة كالزوايا والكمر والمواسير غير الملحومة، مما يفتح آفاقًا جديدة للصناعة المحلية. وتعتمد الخطة على إدخال أحدث التقنيات العالمية في مجال الإنتاج لضمان جودة المنتجات وزيادة كفاءة الخطوط الصناعية، مع تبنٍ واضح لمعايير الاستدامة البيئية وتقليل الانبعاثات، في إطار التوجه إلى الاقتصاد الأخضر ودعم الصناعات المغذية التي تشمل المعدات وقطع الغيار والمواد الوسيطة، وذلك لربطها بقطاعات الإنشاءات والبنية التحتية والصناعات الثقيلة.

التوجهات الحكومية لتعزيز تنافسية صناعة الحديد والصلب عبر الحماية والدعم التصديري

في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية والتحديات المرتبطة بسياسات الحماية، تعتمد الحكومة المصرية مزيجًا من الإجراءات الدفاعية والهجومية لدعم صناعة الحديد والصلب. تضمنت الإجراءات فرض رسوم وقائية مؤقتة على واردات البيليت والصفائح الساخنة والباردة لمدة 200 يوم، للحفاظ على السوق المحلي من الواردات المدعومة والتركيز على تنمية الصناعة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الاستراتيجية إلى تعزيز القدرة التصديرية من خلال الاستفادة من الموانئ وموقع مصر الجغرافي المتميز، وتخفيف الرسوم على الصادرات والمواد الخام عبر قناة السويس، الأمر الذي يساهم في تقليل تكاليف الإنتاج والتصدير. كما يتم دعم التنافسية بتعديل أسعار الطاقة للقطاعات الصناعية كثيفة الاستهلاك وتحفيز تبني التكنولوجيا الخضراء التي تقلل من الانبعاثات لتتماشى مع متطلبات الأسواق العالمية خصوصاً الأوروبية، إضافةً إلى تعزيز التكامل الاقتصادي مع الدول الأفريقية والعربية عبر اتفاقيات التجارة الحرة.

تسعى هذه الاستراتيجية إلى تحويل صناعة الحديد والصلب في مصر إلى مركز إقليمي قادر على المنافسة العالمية، بتوفير حماية عادلة للمصانع المحلية والعمل بجديّة على تخفيض التكاليف ورفع كفاءة الإنتاج. كما تعزز المنتجات المخصصة للأسواق المستهدفة، مثل صلب المشاريع الإنشائية في أفريقيا والصلب المسطح للصناعات المحلية، مما يفتح آفاقًا واسعة لتحويل التحديات العالمية إلى فرص حقيقية تنعكس على زيادة صادرات القطاع، ودعم الاقتصاد الوطني.