الذهب يصعد لمستوى قياسي .. إقبال المستثمرين يشعل الطلب على الملاذ الآمن ويزيد الأسعار بشكل غير مسبوق

ارتفع الذهب إلى مستوى قياسي جديد يوم الخميس، مستفيدًا من تزايد إقبال المستثمرين على المعدن النفيس وسط حالة الغموض الجيوسياسية والاقتصادية المتصاعدة، مع توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة الأميركية وتراجع قيمة الدولار الأمريكي. شهد الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 4224.79 دولار للأوقية، بعد أن بلغ قمة تاريخية عند 4225.69 دولار.

الأسباب وراء الارتفاع القياسي للذهب وأسعار الفائدة الأميركية

يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين خلال فترات عدم الاستقرار؛ حيث يزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، وقد سجل ارتفاعًا بنسبة 61% منذ بداية العام الحالي، مدعومًا بانخفاض مؤشر الدولار 0.1% الذي بقي بالقرب من أدنى مستوى له خلال الأسبوع، مما يجعل المعدن النفيس أرخص لحائزي العملات الأخرى ويعزز من جاذبيته. تتوقع الأسواق أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم، تليه تخفيضات أخرى متوقعة في ديسمبر، مما يزيد من حماس المستثمرين تجاه شراء الذهب.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار الذهب والمعدن النفيس

تزايدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين خلال الأسبوع الأخير، بعد تبادل طرفي النزاع التجاري فرض رسوم على موانئ السفن، وتصاعدت المخاوف من تأثير القيود الصينية على تصدير المعادن الأرضية النادرة، التي اعتبرها المسؤولون الأميركيون تهديدًا لسلاسل التوريد العالمية، مع إعلانهم عن استعدادهم لاتخاذ إجراءات رد فعل. هذه التطورات عززت من مكانة الذهب كملاذ آمن، مما ساهم في دفع أسعاره نحو الأعلى خلال تلك الفترة.

أداء المعادن النفيسة الأخرى وتطورات السوق العالمية

شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة، حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% لتصل إلى 53.16 دولار للأوقية، بعد تسجيلها أعلى مستوى لها عند 53.60 دولار الثلاثاء الماضي. فيما سجل البلاتين ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.7% إلى 1665.70 دولار، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.3% ليصل إلى 1540.36 دولار. هذه التغيرات تعكس تأثير التوترات الجيوسياسية وتغيرات السياسة النقدية على تحركات أسعار المعادن النفيسة حول العالم.

يمكن تفسير صعود الذهب القياسي بفعل مجموعة من العوامل التي تجمع بين ضبابية الأوضاع الجيوسياسية، التوقعات المقبلة بخفض أسعار الفائدة الأميركية، وزيادة مشتريات البنوك المركزية للمعدن النفيس، وهو ما يجعله خيارًا متناميًا للمستثمرين الباحثين عن استقرار قيم أصولهم وسط تقلبات السوق المستمرة.