الذهب يرتفع بلا توقف.. تحطيم الأرقام القياسية بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين

صعدت أسعار الذهب في مصر إلى مستويات قياسية جديدة، ذلك في ظل استمرار التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين وتصاعد الإقبال على الذهب كأصل آمن وسط توقعات بخفض الفائدة الأمريكية، ما يعزز الطلب على المعدن الأصفر ويؤثر مباشرة على الأسعار المحلية بالسوق المصري.

كيف أثر التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين على أسعار الذهب في مصر؟

شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول تصاعدًا ملحوظًا في التوتر التجاري بين واشنطن وبيجين؛ حيث فرضت الصين قيودًا مشددة على تصدير المعادن الأرضية النادرة التي تعدّ حيوية لصناعة التكنولوجيا الأمريكية، ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرد برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 100%؛ إلى جانب فرض الرسوم على السفن المتبادلة بين البلدين. هذه المواجهات التجارية أججت حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، ما عزز من الإقبال على الذهب كملاذ آمن، وارتفع سعر الأونصة الفورية ليصل إلى 4241.77 دولارًا خلال جلسة التداول، بينما سجلت العقود الآجلة تسليم ديسمبر ارتفاعًا بنسبة 0.7% لتصل إلى 4232 دولارًا.

توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتأثيرها على ارتفاع أسعار الذهب في مصر

إلى جانب التوترات التجارية، تؤثر التوقعات بخفض سعر الفائدة الأمريكية بشكل كبير على حركة الذهب؛ حيث تشير منصة “فيد ووتش” التابعة لسي.إم.إي إلى احتمالية خفض بمقدار 25 نقطة أساس خلال أكتوبر بمعدل تأكيد يصل إلى 98% بتبعه خفض آخر في ديسمبر. يُنظر إلى الذهب كأصل لا يدر عائداً، ما يجعله أكثر جاذبية في فترات خفض الفائدة؛ إذ تزيد السيولة في الأسواق ويبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة. وقد انعكس هذا الاتجاه في صعود أسعار الذهب بنسبة 61% منذ بداية العام، مدعومة أيضًا بالطلب المتزايد من البنوك المركزية في دول مثل الصين واليابان.

مستويات وأسعار الذهب الحالية في السوق المصري وتأثيرها على المستهلك

تزامنًا مع الاتجاهات العالمية، شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا واضحًا، حيث بلغ متوسط سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 5770 جنيهًا، في حين سجل عيار 24 ما يقارب 6594.25 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4945.75 جنيهًا، أما عيار 14 فبلغ 3846.75 جنيهًا. فيما وصل سعر جرام جنيه الذهب إلى 46160 جنيهًا. تجدر الإشارة إلى أن هذه الأسعار لا تشمل قيمة المصنعية والضرائب، وهو عامل يؤثر على السعر الفعلي للمستهلك. ويُعزى الارتفاع إلى الظروف الاقتصادية العالمية وتأثير القلق من الأزمات المالية المحتملة، وهو ما أشار إليه الرئيس التنفيذي لمجلس الذهب العالمي، ديفيد تايت، مؤكداً أن الخوف من انهيار مالي يدفع المستثمرين نحو الذهب.