أزمة اللقاحات.. وزيرة التخطيط تكشف استيراد أفريقيا لأكثر من 90% من واردات الأدوية

شهدت قارة أفريقيا، التي يقطنها نحو 1.4 مليار نسمة وتحمل 25% من عبء الأمراض العالمي، اعتمادًا شبه كامل على واردات اللقاحات والأدوية، إذ تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها في هذا المجال، ما يعرضها لمخاطر كبيرة فيما يتعلق بسلاسل الإمداد، خاصة في ظل الأزمات الصحية مثل جائحة كوفيد-19.

اعتماد أفريقيا على واردات اللقاحات والأدوية وتأثيراته الاقتصادية والصحية

تعتمد أفريقيا بشكل أساس على استيراد الأدوية واللقاحات؛ إذ لا تنتج سوى 3% فقط من الأدوية التي تحتاجها داخليًا، في حين تبلغ نسبة إنتاج اللقاحات نحو 0.1% فقط، وتصل واردات اللقاحات إلى 99% من إجمالي الاستهلاك، بينما تستورد 90% من الأدوية، وهذا الاعتماد الشديد يضع القارة في مواجهة تحديات كبيرة متعلقة بالاستدامة الصحية واستقرار الإمدادات الطبية خلال الأزمات.

يشكل هذا الواقع عرضة كبيرة للاضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية، كما ظهر جليًا خلال أزمة كورونا، الأمر الذي يستدعي النظر الجاد إلى تعزيز التصنيع المحلي وتكثيف الاستثمارات في البنية التحتية المرتبطة بالصناعة الصحية في القارة.

مبادرة AIM2030 لتعزيز تصنيع الأدوية واللقاحات ومحاربة الفجوات في البنية التحتية الإفريقية

بالنظر إلى الحاجة الماسة لتطوير المنتجات الصحية الأساسية، أطلقت مجموعة البنك الدولي مبادرة AIM2030 التي يتم تطبيقها تجريبيًا في 9 دول أفريقية لتعزيز التصنيع المحلي وتطوير منظومة صحية قوية تعتمد على التجارة البينية الإفريقية. تسعى المبادرة لسد الفجوات الكبرى في البنية التحتية، والتي تشمل قطاعات الكهرباء والنقل والمياه والمرافق الطبية، وما يقدر بحوالي 155 مليار دولار حاجة استثمارية سنوية.

تتيح المبادرة فرصة كبيرة ليس فقط لتحسين الأمن الصحي، بل أيضًا لدعم الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة، نظرًا لأن السوق الدوائية بالقارة يقدر بنحو 30 مليار دولار، رغم أن أفريقيا تجذب أقل من 5% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة العالمية في هذا القطاع.

دور المبادرة في تعزيز التصنيع المحلي وتطوير الكفاءات وإتاحة الوصول للأدوية بأسعار ميسرة

تسعى AIM2030 إلى بناء مراكز تصنيع إقليمية وشبكات لوجستية متقدمة مع نقل التكنولوجيا، ما يمكن أن يفتح الباب أمام توظيف مئات الآلاف من المهنيين المؤهلين ويعمل على تأهيل جيل جديد من العلماء والفنيين داخل القارة. ولتحقيق هذه الأهداف يتطلب الأمر خطوات مدروسة تشمل:

  • توطين سلاسل القيمة والإمداد عبر استثمارات واسعة في البنية التحتية وخاصة أنظمة التبريد والتتبع الرقمية
  • تمكين الإنتاج الكامل من خلال نقل التكنولوجيا وتسريع إصدار التراخيص
  • تطوير الكفاءات البشرية وتوحيد الأطر التنظيمية عبر وكالة الأدوية الأفريقية
  • إطلاق آليات الشراء الموحد وفقًا لاتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية
  • تعبئة التمويل المبتكر لضمان استدامة المبادرة وتوسيع نطاق تأثيرها

ترتبط هذه الجهود بدور حيوي لمجموعة البنك الدولي في التنسيق، حيث من المتوقع أن تضاعف مبادرة AIM2030 حجم التصنيع المحلي بحلول عام 2030، بالإضافة إلى توفير أدوية بأسعار ميسرة للمواطنين، لتصل أفريقيا بحلول عام 2040 إلى إنتاج 60% من احتياجاتها من اللقاحات، متماشية مع رؤية الاتحاد الأفريقي الطموحة، مع استهداف الإطلاق الرسمي للمبادرة في أوائل 2026.

في سياق متصل، أشادت نائب رئيس البنك الدولي، آنا بيردي، بالتقدم المصري في مشروعات التحول الأخضر والطاقة المتجددة والمبادرات التي تعزز توطين الصناعات المتعلقة بالطاقة والنظافة البيئية، معبرة عن التقدم الواضح في التحول إلى اقتصاد أخضر يدعم التنمية المستدامة.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة