موجة مفاجئة.. الذهب يرتفع 74 دولارًا في يوم واحد ويواصل الصعود القوي

تواصل أسعار الذهب الفوري مقابل الدولار الأمريكي تسجيل ارتفاعات غير مسبوقة، حيث بدأت السوق عند 4,216.695 دولار، مسجلة زيادة مذهلة بلغت 74.070 دولار خلال جلسة واحدة؛ أي بنسبة 1.79% حتى الساعة 11:51 صباحًا بتوقيت جرينتش +3، مما يبرز الدور المحوري للذهب كأصل استثماري متنامٍ.

السياق التاريخي والبيانات الأساسية لتداول الذهب الفوري

شكّل الذهب عبر العصور دعامة قوية للنظام الاقتصادي الرأسمالي قبل التخلي عن قاعدة الذهب، التي أدت إلى اعتماد نظام العملات الورقية بلا تغطية مادية من المعادن النفيسة كالذهب، مما أعطى للذهب الفوري أهمية متزايدة في تتبع القيمة الحقيقية للأموال. وقد شهد يوم التداول الأخير حجم تداول ضخم بلغ 225.51 ألف صفقة، مع سعر إغلاق سابق عند 4,142.625 دولار، وافتتاح السوق عند 4,140.755 دولار، في حين تراوح نطاق التداول ما بين 4,140.735 دولار كأدنى سعر و4,218.405 دولار كأعلى سعر، مما يعكس تقلبات كبيرة تعبر عن حالة عدم اليقين التي تسيطر على المستثمرين في أجواء اقتصادية متقلبة.

العوامل الفيدرالية والتحفيزات التي تدفع أسعار الذهب الفوري للارتفاع

يرى المحلل الأول في شركة StoneX، مات سيمبسون، أن هناك عاملين رئيسيين أسهما في تسريع ارتفاع أسعار الذهب الفوري؛ الأول هو الإغلاق الحكومي الأمريكي، والثاني التصريحات التيسيرية الصادرة عن جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي. فقد أشار باول إلى هشاشة سوق العمل الأمريكي رغم تحسن نسبي في قوة الاقتصاد، مما يعزز الحاجة إلى استمرار سياسة التيسير النقدي؛ حيث تسعى السلطات إلى التعامل مع تضخم مستمر يتطلب قرارات دقيقة بخصوص أسعار الفائدة. هذه الظروف تجعل المستثمرين يتوقعون خفضًا وشيكًا لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي أكتوبر وديسمبر، ما يدعم الذهب الفوري، الذي لا يدر عائدًا، عبر تقليل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به.

زخم ارتفاع أسعار الذهب الفوري ودوره كملاذ آمن في أوقات الأزمات

يُعرف الذهب الفوري بقدرته على تحقيق مكاسب كبيرة أثناء فترات الاضطرابات السياسية والاقتصادية والجغرافية، حيث ارتفعت قيمته منذ بداية عام 2025 بنسبة تقارب 59% بسبب تصاعد القلق العالمي. وأوضح سيمبسون أن هذا الارتفاع تحول إلى توجه شرائي مدفوع بالزخم، إذ يسارع المتداولون للاستفادة من استمرار صعود الأسعار. ويتأتى هذا الصعود نتيجة مجموعة معقدة من العوامل، أهمها الضبابية الجيوسياسية، وتوقعات خفض الفائدة من البنوك المركزية، إلى جانب مشتريات قياسية من البنوك المركزية للذهب، ومحاولات الحد من هيمنة الدولار الأمريكي في التجارة العالمية، بالإضافة إلى زيادة تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة التي تعكس تفضيل المستثمرين المؤسساتيين للذهب.

تعكس هذه الأرقام القياسية القيمة الجوهرية التي يحملها الذهب الفوري كأصل استراتيجي لحفظ القيمة، خصوصًا في ظل المتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، إذ يُعد هذا المعدن الثمين من أكثر الأصول مراقبةً على صعيد الأسواق المالية العالمية، ما يؤكد استمرارية دوره في حماية الثروات وفوائد المستثمرين.