تغيرات متوقعة .. تراجع أسعار النفط وسط توقع فائض كبير في الإمدادات العام المقبل
تواصل أسعار النفط العالمية الانخفاض مع بداية تداولات اليوم الأربعاء، متأثرة بتوقعات فائض كبير في الإمدادات خلال العام المقبل، مما يزيد من القلق في الأسواق المالية، ويُفاقم التوتر بين الولايات المتحدة والصين الذي يلقي بظلاله على الطلب العالمي على الطاقة.
تراجع واضح في أسعار النفط وسط مؤشرات ضعف العرض والطلب
شهدت أسعار النفط هبوطًا ملحوظًا مع افتتاح جلسات اليوم، حيث انخفض خام برنت بنسبة 0.43% ليصل إلى 62.18 دولارًا للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي هبوطًا بمقدار 0.2% ليصل إلى 58.60 دولارًا، مواصلًا نزيفه الذي بدأ في الجلسة السابقة، والتي شهدت تسجيل أدنى مستويات الأسعار خلال خمسة أشهر؛ هذا الانخفاض يعكس استمرار الضغوط البيعية التي تحيط بسوق النفط وسط توقعات بتراجع الطلب العالمي.
توقعات فائض كبير في المعروض النفطي خلال العام المقبل وتأثيراتها
أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقديراتها الأخيرة إلى احتمال تسجيل فائض في الإمدادات يبلغ أربعة ملايين برميل يوميًا في عام 2025، بسبب استمرار زيادة الإنتاج من دول أوبك بلس وبعض المنتجين المستقلين، بينما يعاني الطلب العالمي تباطؤًا ملحوظًا نتيجة ضعف النمو الاقتصادي في عدد من الأسواق الكبرى؛ ما يُعرض السوق لمخاطر تخمة المعروض التي تؤثر سلبًا على استقرار الأسعار.
تأثير التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على سوق النفط
تفاقمت مخاوف المستثمرين بسبب تجدد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن؛ حيث شنت الصين حملة لتقييد تصدير المعادن النادرة، ردّت عليها الولايات المتحدة بتهديدات فرض رسوم جمركية قد تصل إلى 100% على السلع الصينية، بالإضافة إلى توسيع القيود على تصدير البرمجيات، مما يُهدد بإبطاء النشاط الصناعي العالمي، وبالتالي خفض الطلب على النفط، ويزيد ذلك من الضغوط التي تواجهها أسواق الطاقة في الوقت الراهن.
مراقبة دقيقة لبيانات المخزونات الأميركية وتأثيرها المتوقع على الأسعار
يركز المتداولون على بيانات المخزونات النفطية في الولايات المتحدة، التي قد تظهر ارتفاعًا في مخزونات الخام الأسبوع الماضي، في حين انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير؛ ويرى المحللون أن هذا التوزيع في المخزونات سيكون عاملًا محوريًا في تحديد اتجاه أسعار النفط الفترة القادمة، خاصة مع حساسية السوق لأي مؤشرات على تراجع الاستهلاك أو التغييرات في الطلب العالمي.
تعكس أسواق النفط حالة من الاضطراب الذي تنعكس أسبابه في فائض المعروض، وضعف الطلب، والتوترات الجيوسياسية والاقتصادية؛ ومع استمرار هذه الظروف المعقدة دون حلول جوهرية، من المتوقع أن تستمر الأسعار في مواجهة ضغوط هبوطية خلال الأشهر المقبلة.