تأرجح حاد .. عقوبات واشنطن تشعل أسواق الطاقة وتهريب ناقلات النفط من المسار الصيني
تغير مسار ناقلات النفط بعيدًا عن ميناء ريتشاو الصيني نتيجة العقوبات الأمريكية يعكس تأثير القرارات الجيوسياسية على سلاسل إمداد الطاقة العالمية، حيث اضطرت ثلاث ناقلات عملاقة إلى تعديل وجهتها بشكل مفاجئ لتجنب الوقوع تحت طائلة هذه العقوبات التي طالت محطة نفطية رئيسية في الميناء الصيني.
تأثير العقوبات الأمريكية على شحنات النفط ومسارات الناقلات
قرار الولايات المتحدة إدراج محطة ريتشاو شيوهوا للنفط ضمن القائمة السوداء جاء على خلفية اتهامات باستقبال شحنات النفط الإيراني، ما أدى إلى اتخاذ شركات الشحن إجراءات فورية لتفادي التداعيات المالية والقانونية، فغيرت الناقلات العملاقة مساراتها بعيدًا عن الميناء المزدحم بالأنشطة النفطية؛ إذ يعتبر ميناء ريتشاو من أكبر مراكز التكرير في مقاطعة شاندونغ، التي تستقبل نحو 10% من واردات الصين من النفط الخام، ما يجعل أي اضطراب فيه يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الطاقة الصيني.
الوجهات الجديدة لناقلات النفط وتوزيع الشحنات في الصين
بحسب بيانات الملاحة البحرية، اتجهت ناقلة سفيريكال المحملة بما يقارب مليوني برميل من النفط البرازيلي نحو ميناء نينغبو تشوشان القريب من شنغهاي، بينما نقلت ناقلة نيو فيستا 1.8 مليون برميل من خام أبوظبي إلى نفس الميناء، أما الناقلة هابشان التي تحمل نحو 1.9 مليون برميل من النفط الأفريقي فقد غيرت مسارها إلى ميناء تيانجين شمال البلاد، ما يؤكد أن التوجه الحالي يعتمد على توزيع الشحنات بين عدة موانئ رئيسية للحفاظ على استمرارية الاستيراد رغم العقوبات.
الاستراتيجيات الصينية لتجاوز تأثير العقوبات على إمدادات النفط
تشير التحليلات المتخصصة إلى أن الصين لا تقتصر على مجرد تغيير وجهة الناقلات فقط، بل تخطط لتفريغ شحنات النفط في موانئ بديلة، ثم نقلها عبر سفن أصغر إلى المصافي الأساسية التي ترتبط بخطوط أنابيب من ريتشاو، مما يشكل حلاً مؤقتًا لتفادي وقوع اختناقات إمدادية داخل السوق المحلي الصيني ويبرز مدى مرونة الصين في التعامل مع العقوبات الاقتصادية التي تستهدف قطاع الطاقة لديها.
الناقلة | كمية النفط (برميل) | المصدر | الوجهة الجديدة |
---|---|---|---|
سفيريكال | حوالي 2 مليون | نفط برازيلي | ميناء نينغبو تشوشان |
نيو فيستا | حوالي 1.8 مليون | خام أبوظبي | ميناء نينغبو تشوشان |
هابشان | حوالي 1.9 مليون | نفط أفريقي | ميناء تيانجين |
تثير هذه التحركات تساؤلات جيوسياسية حول قدرة العقوبات الاقتصادية على إعادة تشكيل خرائط تجارة الطاقة، حيث تصبح العقوبات أداة قوية لتأثير على سلاسل التوريد الحيوية بين القوى الكبرى، وتُظهر الأزمة كيف تجد الصين نفسها مضطرة لإعادة ترتيب أولوياتها اللوجستية دون التضحية باحتياجاتها المتزايدة من النفط، في محاولة للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وسط توترات متصاعدة.