الفوائد المتزايدة.. لماذا أصبحت الفضة أكثر ربحية من الذهب في 2025؟

شهدت الفضة ارتفاعًا ملحوظًا في قيمتها خلال عام 2025، متفوقة على الذهب في العديد من الأسواق المالية، مما جعل المستثمرين يتجهون نحو المعدن الأبيض بشكل متزايد؛ يعود ذلك بشكل رئيسي إلى انخفاض المعروض وارتفاع الطلب الصناعي المتنامي.

الأسباب الاقتصادية وراء ارتفاع إقبال المستثمرين على الفضة في 2025

تتأثر أسعار الفضة بشكل مباشر بتحولات الاقتصاد العالمي، حيث فاق الطلب الصناعي على الفضة المعروض من المناجم لأكثر من أربع سنوات متتالية؛ هذا الفائض في الطلب أدى إلى انخفاض المخزونات بشكل كبير في مراكز التجارة العالمية مثل لندن، ما دفع الأسعار للصعود بحوالي 70% في السوق المحلية خلال العام الحالي، متجاوزًا الذهب الذي شهد ارتفاعًا بنسبة 55% فقط حتى منتصف أكتوبر. ونتيجة للحالة غير المستقرة على الصعيد السياسي والمالي، خصوصًا في الولايات المتحدة وفرنسا واليابان، اتجه المستثمرون إلى الفضة كوسيلة للتحوط ضد التقلبات في الدولار واليورو والين، مستفيدين من خصائصها كأصل ملاذ آمن.

الطلب المتزايد على الفضة واستخداماتها الصناعية المتعددة في 2025

لا يقتصر الإقبال على الفضة على كونها معدنًا ثمينًا فحسب، بل تزداد أهميتها عالميًا بسبب وظائفها الصناعية الفريدة، حيث تُستخدم في العديد من التطبيقات الحيوية مثل الموصلات الكهربائية، لوحات الدوائر، السيارات الكهربائية، البطاريات، والألواح الشمسية؛ هذا يجعل الطلب عليها يتجاوز استخدامات الذهب التي تتركز أكثر في الزينة والاستثمار. علاوة على ذلك، تحتفظ الصين والهند بحصص كبيرة في استهلاك الفضة، مستفيدة من صناعاتها الضخمة واحتياجات المجوهرات التي تُعتبر ذخيرة تقليدية محفوظة عبر الأجيال. وحتى حكومات ودور سك العملات تستمر في استخدام كميات كبيرة من الفضة لإنتاج السبائك والعملات المعدنية، مما يزيد الضغط على المعروض.

تحديات نقص المعروض وأثرها على سوق الفضة في 2025

تُعد المخزونات المنخفضة من الفضة في أسواق مثل لندن أبرز التحديات التي تواجه السوق هذا العام، حيث أدى تراجع الكميات المتاحة إلى خلق حالة من الشح في السيولة، ما رفع من العلاوة على الأسعار الفورية مقابل العقود الآجلة، وأدى إلى مضاربات شرسة بين المستثمرين. كما أسهمت الرسوم الجمركية الأمريكية المقترحة على بعض المعادن المستوردة في إثارة عمليات الشراء المضاربية، مما استنزف المخزون بشكل متسارع. ونتيجة لذلك، تواجه أسواق الفضة موجة من الطلب تفوق العرض، ما قد يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الصناعات التي تعتمد بشكل رئيسي على الفضة، ويحفز المستثمرين على تكثيف عمليات الاستحواذ على هذا المعدن الذي ينافس الذهب بشكل متزايد في عام 2025.