الذهب يرتفع لمستوى جديد.. تأثير خفض الفائدة الأمريكية يعزز الأسعار التاريخية عالمياً

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا غير مسبوق، مع اقتراب سعر الأونصة من مستوى 4200 دولار للمرة الأولى في التاريخ، وسط توقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيستمر في خفض أسعار الفائدة، بجانب تجدد المخاوف المتعلقة بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

كيف أثر خفض أسعار الفائدة على سعر الذهب العالمي

في جلسات اليوم، ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.9% لتصل إلى 4178.15 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 04:48 بتوقيت جرينتش، بعد أن سجلت أعلى مستوى لها عند 4186.68 دولارًا خلال الجلسة نفسها؛ كما صعدت العقود الآجلة الأمريكية تسليم ديسمبر بنسبة 0.8% لتصل إلى 4197.50 دولارًا للأونصة، مما يعكس إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن نتيجة الأجواء الاقتصادية المتقلبة. ويأتي هذا الصعود مدعومًا بشكل خاص بتوقع خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المرتقب لشهر هذا الشهر، وربما تكرار هذه الخطوة في ديسمبر، حيث يركز الفيدرالي الأمريكي على تقييم كل اجتماع بشكل مستقل مع ضرورة مراقبة معدلات التضخم التي لا تزال مرتفعة.

دور الأزمات السياسية وتوترات السوق في دعم أسعار الذهب عالميًا

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نية إدارته إصدار قائمة بالبرامج الحكومية التي ستتأثر بإغلاق الحكومة الفيدرالية حالة من عدم اليقين السياسي في الأسواق، مما زاد الإقبال على الذهب كملاذ آمن للاقتصاد العالمي. كما أكد مات سيمبسون، كبير المحللين في شركة “ستون إكس”، أن إغلاق الحكومة الأمريكية والتصريحات الحذرة من جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ساهمتا في دفع أسعار الذهب إلى الارتفاع، حيث تمثل تلك العوامل إشارات قوية للمستثمرين بعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.

تقييم سوق العمل وتأثيره على مستقبل أسعار الذهب العالمية

ظل سوق العمل في الولايات المتحدة يعاني من ضعف، رغم المؤشرات التي تُظهر تحسنًا نسبيًا في أداء الاقتصاد؛ إذ أوضح جيروم باول أن قرارات خفض الفائدة ستُتخذ بناءً على تقييم الوضع الاقتصادي في كل اجتماع على حدة، مع احتفاظه بالتركيز على استمرار التضخم فوق الهدف المحدد. وفي ظل هذه الظروف، يُعد الذهب وجهة مثالية للمستثمرين الذين يبحثون عن حماية أموالهم من تقلبات الأسواق، مما يدعم استمرار ارتفاع سعر الذهب العالمي في الفترة المقبلة.