رحيل العبقري.. هوليوود تبكي بعد الإعلان رسميًا عن وفاة إيان فريبيرن سميث صاحب الألحان الخالدة
أعلنت مجلة فارايتي الأمريكية عن وفاة الملحن إيان فريبيرن سميث، الموزع والمؤلف الموسيقي الحائز على جائزة غرامي، عن عمر يناهز 93 عامًا، ليسدل الستار على مسيرة فنية استثنائية امتدت لأكثر من خمسة عقود، ترك خلالها بصمة لا تُمحى في عالم الموسيقى التصويرية للسينما والتلفزيون بهوليوود، ليُعتبر رحيله خسارة كبيرة لصناعة الموسيقى التي فقدت أحد عمالقتها الكبار.
مسيرة حافلة للملحن إيان فريبيرن سميث وأبرز أعماله الخالدة
امتدت مسيرة الملحن إيان فريبيرن سميث الفنية لأكثر من نصف قرن، حيث ساهم خلالها في تشكيل الوجدان السمعي لجمهور السينما والتلفزيون الأمريكي خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وارتبط اسمه بالعديد من الأعمال الدرامية الكلاسيكية التي حُفرت في ذاكرة المشاهدين، وقدّم موسيقى تصويرية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هوية تلك الأعمال ونجاحها الجماهيري، فكانت ألحانه بمثابة الشخصية الإضافية التي تعمق الأحداث وتثري تجربة المشاهدة، وتُعد هذه الأعمال شهادة على موهبته الفذة وقدرته على ترجمة المشاعر إلى نوتات موسيقية خالدة.
وقد اشتهر الراحل بوضع الموسيقى التصويرية لمجموعة من المسلسلات التلفزيونية الشهيرة التي لا تزال تحظى بشعبية حتى اليوم، ومن أبرزها:
- مسلسل “إيروولف” (Airwolf)
- مسلسل “فيم” (Fame)
- مسلسل “كاغني آند لاسي” (Cagney & Lacey)
ولم تقتصر إنجازاته على التلفزيون فحسب، بل وصلت إلى أوجها بحصوله على جائزة “غرامي” المرموقة عن فئة أفضل توزيع موسيقي مصاحب لمغنٍ، وكان ذلك عن أغنية “Evergreen” الأيقونية التي قدمتها الفنانة العالمية باربرا سترايسند في فيلم “مولد نجمة” (A Star Is Born)، وهو ما رسّخ مكانة الملحن إيان فريبيرن سميث كأحد أهم الموزعين والمؤلفين الموسيقيين في عصره.
تفاصيل وفاة الملحن إيان فريبيرن سميث ونعي الجمعية الأمريكية
جاء خبر وفاة الملحن إيان فريبيرن سميث في السابع من أكتوبر لعام 2025 ليترك حزنًا عميقًا في الأوساط الفنية، حيث سارعت الجمعية الأمريكية لمنظّمي الموسيقى والملحنين (ASMAC) إلى إصدار بيان رسمي لنعيه، معبرة عن حجم الخسارة التي لحقت بالصناعة، وقالت غايل ليفانت، رئيسة الجمعية، في بيانها إن صناعة الموسيقى فقدت عملاقًا آخر برحيل فنان راقٍ بكل معنى الكلمة، مشيرة إلى أن بصماته الفنية ستظل خالدة في السينما والتلفزيون والموسيقى لعقود قادمة بعد مسيرة حافلة استمرت لأكثر من خمسين عامًا من العطاء الفني المتواصل.
لقد أكد بيان النعي على القيمة الفنية الكبيرة التي يمثلها الملحن إيان فريبيرن سميث، فهو لم يكن مجرد مؤلف موسيقي، بل كان فنانًا شاملًا استطاع أن يترك إرثًا موسيقيًا غنيًا ومتنوعًا، حيث أثرت أعماله في أجيال من الفنانين والجمهور على حد سواء، وتعتبر تفاصيل وفاة الملحن إيان فريبيرن سميث محطة حزينة في تاريخ الموسيقى العالمية، لكنها في الوقت نفسه تذكير بإرثه الفني العظيم الذي سيظل حيًا في قلوب محبيه وعشاق أعماله السينمائية والتلفزيونية.
بدايات إيان فريبيرن سميث قبل شهرته في عالم التلحين
قبل أن يلمع اسم إيان فريبيرن سميث في سماء التأليف الموسيقي، بدأ مسيرته الفنية في أوائل ستينيات القرن الماضي كمغنٍ وموزع موسيقي ضمن مجموعة من مغني الجلسات، حيث شارك بصوته المميز في تسجيل عدد من الأغاني الخاصة بمسلسلات تلفزيونية شهيرة حققت نجاحًا كبيرًا في تلك الفترة، ومن بينها “فليبر” و”باتمان” و”جزيرة جيليغان”، مما منحه خبرة مبكرة في فهم كيفية دمج الصوت مع الصورة بطريقة مؤثرة، وكانت هذه المرحلة التأسيسية هي التي صقلت موهبته ومهدت طريقه نحو عالم التلحين الأوركسترالي الكبير.
ولم تقتصر مساهماته الصوتية على المسلسلات، بل قدم أداءً صوتيًا منفردًا في الفيلم الكوميدي “قبلني يا غبي” (Kiss Me, Stupid) الذي قام ببطولته النجم دين مارتن، وهي تجربة أظهرت مرونته الفنية وقدرته على التكيف مع مختلف القوالب الفنية، وبعد هذه المرحلة الحافلة بالغناء والتوزيع، اتجه إيان فريبيرن سميث بشكل كامل إلى شغفه الأكبر، وهو التأليف الموسيقي للأوركسترا والكورال في الأعمال السينمائية، ليصبح أحد أبرز الأسماء التي ساهمت في صياغة الهوية الصوتية للسينما الأمريكية.
وُلد إيان فريبيرن سميث في مدينة سياتل بتاريخ 4 مارس 1932، لكنه انتقل مع عائلته إلى لوس أنجلوس وهو في الثانية من عمره، وهناك بنى مسيرته الفنية العظيمة، وقد ترك الراحل خلفه شقيقه رود وأربع بنات هن ليزلي، وأليسون، وجينيفر، وفانيسا، ليبقى إرثه شاهدًا على فنان استثنائي ساهم في تشكيل صوت هوليوود لعقود طويلة.