توتر متصاعد.. تصعيد أمريكي صيني يعصف بموانئ العالم ويعطل سلاسل التوريد العالمية
بدأت الرسوم الإضافية على شركات الشحن عبر المحيطات بين الولايات المتحدة والصين تشكل ضغطًا متزايدًا على موانئ العالم، مما يُبرز جدلية تصعيد أمريكي صيني في قطاع النقل البحري. فرض هذه الرسوم الإضافية الجديدة يحول أعالي البحار إلى ساحة تصادم رئيسية بين أكبر اقتصادين عالميًا، ويؤثر على نقل مختلف البضائع من ألعاب الأطفال إلى النفط الخام.
تفاصيل فرض الرسوم الإضافية على موانئ العالم في النزاع التجاري الأمريكي الصيني
أعلنت الصين عن بدء تطبيق رسوم خاصة على السفن التي تملكها أو تشغلها جهات أمريكية، أو تلك التي ترفع العلم الأمريكي، لكنها معفية للسفن التي تبنيها الصين، أو تلك التي تدخل أحواض بناء السفن الصينية لإصلاحات، حتى وإن كانت فارغة؛ مما يوضح استراتيجيات الإعفاء التي تقدمها بكين. وتتضمن الرسوم الصينية تحصيل مبالغ في أول ميناء دخول أثناء الرحلات أو للرحلات الخمس الأولى للسنة، مع نظام فوترة سنوية يبدأ في 17 أبريل. وتعكس هذه الخطوات تصعيدًا واضحًا بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي فرض رسوم على السفن المرتبطة بالصين بهدف تقليص الهيمنة الصينية على قطاع النقل البحري العالمي، ودعم صناعة بناء السفن الأمريكية.
كيف تؤثر الرسوم الإضافية على موانئ العالم في قطاع النقل البحري والتجارة الدولية؟
تُظهر الأثر المباشر لهذه الرسوم الإضافية على موانئ العالم من حيث تكاليف الشحن وزيادة التعقيدات في حركة البضائع الدولية، ما يؤدي إلى ضغط إضافي على شركات الشحن والمتعاملين بالدولتين. وأوضح تحقيق أجراه عهد الرئيس جو بايدن أن الصين تستغل ممارسات غير عادلة لتوسيع نفوذها في قطاعات الملاحة البحرية والإمداد والتوريد وبناء السفن، وهو ما كان الدافع لتصاعد الإجراءات العقابية الأمريكية. انتظار التأثير الاقتصادي الأكبر يتمحور حول شركات مثل “كوسكو” الصينية لنقل الحاويات، التي يتوقع أن تتحمل قسمًا كبيرًا من أعباء التكلفة، إذ تشير التقديرات إلى أن هذه التكلفة قد تصل إلى 3.2 مليار دولار في عام 2026، ما يعكس حجم التوترات الاقتصادية بين البلدين وتأثيرها على موانئ العالم.
ردود الفعل العالمية على التصعيد في فرض الرسوم على موانئ العالم بين أمريكا والصين
تماشياً مع الخطوات الأمريكية، أعلنت الصين بدورها فرض رسوم مماثلة على السفن المرتبطة بالولايات المتحدة، اعتبارًا من نفس موعد تنفيذ الرسوم الأمريكية، مما أعاد التوتر إلى ذروته في قطاع النقل البحري. هذا التصعيد يضع موانئ العالم تحت ضغوط متزايدة، وسط توقعات بتأثر سلاسل التوريد العالمية وتغيرات في أسعار الشحن. وكان من بين النتائج غير المباشرة فقدان المشترين الصينيين، ما تسبب بحالة من الارتباك لدى مزارعي فول الصويا في الولايات المتحدة، الذين شهدوا انخفاض الطلب وعدم الاستقرار في السوق. يبقى هذا التوتر مؤشرًا واضحًا على التنافس المستمر والتداعيات الاقتصادية التي تصل إلى موانئ العالم وتلقي بظلالها على السوق العالمية للنقل البحري.